عادت ابنتى – سنة أولى أولى تمهيدى - من المدرسة وهى تتضور جوعا.. فقد نسيت أمها أن تضع لها الساندويتشات فى حقيبتها، حدثتنى ابنتى أنها خرجت للفسحة وبحثت عن الطعام فلم تجده وظلت تقاوم الجوع حتى نهاية اليوم الدراسى.. كدت أبكى وأنا أتخيل ابنتى وهى تشاهد زملاءها يأكلون، فيشتد جوعها وتستحى أن تطلب منهم طعاما..
ابنتى قبل أن تذهب إلى المدرسة تناولت كوب الحليب.. ابنتى أيضا تناولت وجبة العشاء قبل نومها.. كيف تألمتُ كل هذا الألم لحرمان ابنتى يوما من وجبة واحدة وهناك الآلاف يكملون عشاءهم نوما.. ولا يجدون طعاما للإفطار.. هؤلاء يذهبون إلى مدارس غير آدمية.. لا أدرى ماذا يتعلمون فيها وهم لا يجدون مقعدا يجلسون عليه.. يا لها من مآسى لا يقدر أحد عواقبها..
وقد أدركت ذلك وتمزق قلبى من كلام أب يعمل فى مجال البناء – وقد استضافه أحد البرامج – وهو يشكو من بطالته ويبكى بشدة، لأنه لا يستطيع أن يوفر طعاما لابنته المتفوقة فى دراستها رغم فقرها الشديد .. كم هى مسكينة هذه البنت وغيرها الكثيرين.
أليست هذه مشكلة بل مأساة تستحق وقفة.. فبعد أن كانت الدولة توفر وجبة مدرسية ثم اختفت هذه الوجبة مع تدنى المدارس وانهيار التعليم.. فكرت فى حل لهذه المأساة، فقلت لنفسى ماذا يضيرنى حتى لو لم يكن مرتبى يكفى مصاريف بيتى طوال الشهر أن يقتطع جزءا من مرتبى لإطعام هؤلاء الفقراء، لماذا لا نتذكر هؤلاء إلا أياما معدودات فى شهر رمضان وأيام عيد الأضحى ونتركهم باقى العام.. لماذا لا يكون هناك قاعدة بيانات لهؤلاء الذين لا يسألون الناس إلحافا لنكفيهم مذلة السؤال وحتى لا يشعر أبنائهم بالفقر والحرمان..
كيف نعيد لهؤلاء الابتسامة فى ظل هذا الارتفاع الرهيب فى الأسعار، وإذا كنت وأنا المهندس الذى لا يعانى البطالة لم أستطع شراء ملابس العيد لأبنائى إلا بشق الأنفس وبعد ماراثون طويل من السعى بين محلات الملابس وقد صدمتى أسعارها الرهيبة، مما دفع الكثيرين إلى شراء الملابس المستعملة.. فكيف بهؤلاء المعدمين.. لماذا لا تكون أولى أولوياتنا بعد الثورة هى انتشال هؤلاء الأموات من تحت أنقاض الفقر بعيدا عن حكومة ميئوس منها وعدنا رئيسها بالتنحى حال فشله لكنه لم يحدد.. فشلة فى إيه بالضبط !!.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس عبدالرحمن
فقراء مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو مخ ضلم
بحلم وأنا صاحى ....
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
تحت الانقاض
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
جزاك الله خيرا