على غير العادة خرج أعضاء جمعيات مناهضة العولمة التى اعتادت أن تنظم تجمعات مضادة لما أطلقت عليه مصطلح "النيوليبرالية" للحكومات الغربية على هامش كافة اجتماعات قادة الدول الصناعية الكبرى، بمجموعة الثمانى أو مجموعة العشرين، لمواجهة الإجراءات الأمنية المشددة لشرطة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى التى منعتهم من الدخول لمدينة كان بتنظيم تظاهرات فكاهية فى مدينة نيس ابتعدت عن طابع العنف، وفقاً لما ذكرته صحيفة فرانس- سوار الفرنسية.
وكما قال فرانك جاى الناطق باسم القمة المضادة لقمة مجموعة العشرين، إنه نظراً لما اتخذته السلطات الفرنسية من إجراءات أمنية مشددة لمنع تدفق نشطاء مناهضة العولمة إلى البلاد بمناسبة قمة مجموعة العشرين فى مدينة "كان" لجأ أعضاء الجمعيات إلى تنظيم تظاهرات سلمية تتسم بالفكاهه يقودها تنظيمان طريفان: الأول يحمل اسم "جيش المهرجين العالمى المعادى للنيوليبرالية"، والثانى "جماعة 0.05"، ولفتت الصحيفة إلى أن "جيش المهرجين أقام عدداً من النشاطات الاستعراضية التى جاءت أقرب إلى مسرح الشارع منها إلى تظاهرات الاحتجاج التقليدية.
أما "جماعة 0.05"، التى تناضل من أجل فرض ضريبة قيمتها 0,05% على المبادلات المالية فى البورصات العالمية، نظمت استعراضاً آخر دعت فيه المتظاهرين والمارة إلى تأييد هذا المطلب من خلال التعرى والاحتفاظ فقط بـ0.05 فى المئة من ملابسهم.
وقال جاى أن هذه الإجراءات الأمنية بدأت قبل أسبوع من انعقاد قمة "كان"، وقال إنها تمثلت فى إغلاق الحدود الفرنسية، وفرض رقابة صارمة على الراغبين فى دخول البلاد براً، خاصة عبر الحدود الإيطالية التى لا تبعد عن "كان سوى أقل من مئة كيلومتر، لافتاً إلى أن شرطة الحدود رفضت دخول كل من يشتبه فى أنهم من مناهضى العولمة، ومنعت آلاف النشطاء من مختلف الجنسيات من دون أى سند قانونى، معتمدة فى ذلك على قوائم أمنية تتبادلها الدول التى تحتضن اجتماعات G8 وG20 منذ قمة سياتل الشهيرة، وما تخللها من مواجهات دامية بين الشرطة ومناهضى العولمة.
أشار فرانس سوار إلى أنه على الرغم كل هذه الإجراءات الأمنية، إلا أن نحو 12 ألفاً من نشطاء مناهضة العولمة نجحوا فى الوصول إلى مدينة نيس.
ولفتت الصحيفة الفرنسية، أن السلطات الأمنية فرضت حصاراً أمنياً صارماً على مدينة "كان"، وجندت نحو 6 آلاف شرطى لمنع دخول المدينة لغير المقيمين فيها طوال يومى انعقاد القمة، فضلاً عن حملتها الإعلامية التى سعت من خلالها لإعلام الرأى العام لأى أعمال عنف قد تحدث فى حال زحف نشطاء مناهضة العولمة على كان لدخولها بالقوة.
كما نظم نشطاء مناهضة العولمة تظاهرة أخرى احتشدوا خلالها فى موناكو ، للاحتجاج على الجنات الضريبية التى تلجأ إليها الأوساط المالية العالمية، وكانت من ضمن اللاتفات الفكاهية لافتة تسخر من الرئيس ساركوزى مكتوب عليها "اضبط ساعت يدك الرولكس، فإن ساعة الثورة قد حانت".
جمعيات مناهضة العولمة تواجه عنف شرطة "ساركوزى" بمظاهرات فكاهية خلال قمة الـ G20
السبت، 05 نوفمبر 2011 03:41 م
الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة