أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

«مدد يا بلد»

السبت، 05 نوفمبر 2011 08:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ماذا سيحدث لو لم يلغ المجلس الأعلى للقوات المسلحة تلك العقوبة الظالمة، بعد أن صدر حكم يؤكد براءتى ويحرمنى منها؟!!

إجابتى على هذا السؤال الذى بات يوجه لى فى كل لحظة أنه عندما ينتاب الإنسان شعورا أكبر من الدهشة، وأبعد من الرهبة وأعمق من الإحباط.. عليه أن ينظر إلى الفضاء الذى لم يتلوث بعد، عليه أن يترك الفروع، ويذهب مباشرة للأصول، عليه أن يكسر طوق الحصار، وينطلق إلى آفاق جديدة، بعيدة عن آليات القهر، واحتكار الحاكم، عليه أن يطلب المدد من الله والناس مباشرة!!

فحتى لو خرجنا من معركة الانتخابات بقرار فوقى، بشطبنا من قائمة المرشحين، قبل إجراء الانتخابات، أو استقدام الصناديق، أو إعلان النتائج!! خرجنا من قائمة ليست هى الجنة، بل هى السبيل إليها لو أخلص من دُونت أسماؤهم فيها للوطن وللناس.. فماذا لو اختصرنا الطريق بالعهد على الإخلاص وممارسته بغض النظر عن هذه القائمة؟!

القرار الفوقى بالشطب لا يحول دون قدرتك أن تتحول – بغير حاجة إلى قرار – إلى قلب بحجم أزمة الوطن، أو لسان مجنون له قدرة الكلام بلغة غير لغة النظام، أو إذن تسمع كل المسكوت عنه فى هذا البلد، وتنصت لكلام مصر الممنوعة من الكلام.. أو عينين لهما قدرة البكاء بدموع مصر الممنوعة من الانحدار، وأحزانها الممنوعة من الانفجار!!

فالقرار بشطبك من على الأوراق، لا يملك أن يغير الحقائق أو المشاعر، لا يخصم من حب الناس، ولا يضيف لاحترامهم لصدقك معهم شيئا وإيمانك بأنهم هم المدد الوحيد بعد الله ليس رضاء الحاكم أو أعوانه أو أتباعه أو عبدة الأوثان.

مدد يا بلد، عندما يستقبلنا أبناء مصر، وشبابها يشدون على يدينا يؤيدون منهجا فى المواجهة والتصدى لتخريب مصر ونهبها واحتكارها واختزالها!!

مدد يا بلد، فى بورسعيد التى استقبلتنا على قلب رجل واحد بحب ليس غريبا عن أهلها وشعبها، ورجولة تفوح رائحتها من كل أركان المدينة الجريحة الحزينة..

مدد يا بلد، فى السويس، حيث الفداء والحب، فى بسيون وأشمون والبحيرة ووادى النطرون والنوبة وأسوان، كانت مؤتمراتنا شهادة لنا وعلى أن الأمل فى المدد من الشعب والتغيير من قلب الشعب وبعونه وبالتساند عليه والاحتكام إليه.. ولا أمل فى أحد غيره...

ذهبنا إلى مراكز وإلى قرى مصر فى الطيارية وشبرا وأوسيم وأبيس والقلج والمرج والرملة وإليهم نطرق أبوابهم بأحزاننا وأوجاعنا من ضربات سلطان جائر، فكانت أياديهم ولمساتهم وكلماتهم خير دواء وعلاجا وإيقاظا لمشاعرنا وتجديدا لأملنا، ورهاننا على أن مصر مقبلة على تغيير يأتى من أسفل، من القاعدة من قلب الوطن وليس من مؤسساته الزائفة وقراراته المصاغة سلفا فى رحم السلطة.

مدد يا بلد، الإسكندرية التى فرشت أرض غيط العنب بعشرات الآلاف من مثقفيها وشبابها ونسائها لتقول «لا» شريفة فى مواجهة كل ظلم وكل ظالم ليبتسم الثغر الجميل للوطن قبل ساعات مما شهدته دائرة كرموز من عنف ودم، ابتسامة الرضاء عن نهج جديد للتغيير ومنطق جديد فى تحرير إرادة مصر المسلوبة وإزالة التشوهات عن وجهها. وكانت دائرة الرمل التى أعتطتنا من ثقتها يوم 7 /9 /2005 شهادة جديدة على أن الوطن لم يتحول إلى جثة، بل إن الحياة تدب فى أركانه وأوصاله فى فى انتظار قبلة الحياة وكلمة صادقة.

مدد يا بلد.. قالها أيضا أبناء باب الشعرية – بحجم الجرح والألم – كانت أصواتهم معبرة عن مخاض حقيقى ينتظره هذا الوطن يتوقعه من الشوراع والنجوع والأذقة وليس من فوق المنابر والمقاعد والأبراج العاجية.. قالها أبناء باب الشعرية خلف الأستاذ محمد نوح منذ سنوات وعاد منها أكثر إيمانا وحماسا لعظمة وصلابة وبطولة شعب مصر.

مدد يا بلد، نستمد منها العون والقوة – بعد الله – فى مواجهة الظلم والقهر والإقصاء.. لن نترك بلدنا ونهرب إلى غيرها كما أشاعوا ويشيعون بل ويتمنون بل إننا سنغوص فى أعماقه أكثر وأكثر ، سندخل كل ربوعها نطلب المدد والعون والمساندة والتلاحم..

من أصدروا هذا الحكم أو وقفوا خلفه، أو فرحوا به تصوروا أننا سنشق الجيوب، ونلطم الخدود.. ونصنع ملحمة يمتزج فيها التعريض بالتحريض والندم بالألم، لكننا قررنا أن نخوض ملحمة أخرى يمتزج فيها غد الثورة بالحلم بالشارع.. بالوطن والمواطنين..

لن ترهبنا تلك الأحكام الموجهة، ولن يرعبنا تشويه الإعلام.. والتصنت والتجسس وانتهاك حقوقنا الصغيرة والكبيرة وسنحول كل طاقة الغضب لآليات عمل وإلى جهد حزبى ووطنى وإلى ساعات نقضيها بين الناس فى كل نجوع وقرى ومدن مصر نتحاور ونتواصل معهم ونعود إليهم ليرتفع صوتنا بأصواتهم الحقيقية التى لا يملك أحد أن يزورها أو يختطفها أو يضيفها لنفسه.

مدد يا بلد.. لن نترك دعوة فى بقعة من بقاع مصر ولن نلبيها ، لن نترك يدا تمتد إلى أيدينا إلا وسنصافحها ونقبلها ونتواصل معها، لأنها هى الأيادى الشريفة التى ستصنع الأمل والتغيير الحقيقى الذى تشتاق إليه مصرنا الحبيبة بعد الثورة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

مرشح لمهرجان كان ...

عدد الردود 0

بواسطة:

مرسال حزب الكنبة

ارحمنا من الشحاتة

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

كفاية يا عم ايمن

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام

ربنا يهديك يا دكتور و نصيحتى لك هى " لا تصنع عدوا فى خيالك فتقضى عمرك فناء "

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب مصدر السلطات

كل سنه وانت طيب يانور - النفق المظلم ينتهى بظهور النور - فصبرا جميلا يانور

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

د \ محمد المصري

ايمن نور واليوم السابع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الرفرماوي

كل عام وانتم بخير

عدد الردود 0

بواسطة:

فايق عزب

أنا مشفق عليك يا دكتور أيمن

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

مش النظام السابق هو الا عفا عنك قبل ماتخلص مدتك بسنتين

التعليق فوق

عدد الردود 0

بواسطة:

مي وهبه

ستأخذ العفو يا نور إن شاء الله

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة