منصور غمرى أبو خشبة يكتب: ثورات الربيع.. آسف الخريف العربى

الجمعة، 04 نوفمبر 2011 02:55 ص
منصور غمرى أبو خشبة يكتب: ثورات الربيع.. آسف الخريف العربى صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمر العالم العربى بتغيرات سريعة ومثيرة للغاية، هذه الأحداث التى ولدت وتفجرت بالعراق، مما أحدثت تغييراً جذرياً بالمنطقة العربية خاصة والعالمية عامة تعود بالدرجة الأولى وبلا منازع ما بعد صدام 2003، وطالت الشمال الأفريقى العربى فى تونس وإزاحة زين العابدين بن على إلى الثورة المصرية وإرغام حسنى مبارك بالتخلى عن السلطة، إضافة إلى ليبيا والتخلص الأبدى من القذافى وعلى صالح وسوريا بشار الأسد والبحرين الخليفة ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. إن الربيع العربى ما هو إلا الصحوة الإنسانية فى هذه البقعة الجغرافية النائمة بعد ما احتفلت بالاستقلال من عهود الاستعمار المتعاقبة وبأسماء وحجج متعددة منها الدينية والمدنية والاستكشافات والإنسانية والتطور إن الحكام والولاة الجدد ما بعد مرحلة الاستقلال كانوا منصبين من قبل أسيادهم فى الغرب، وهذا أمر لا ينكره عاقل، وأما الوطنيون منهم من أحب شعبه ووطنه وناضل وجاهد من أجل الإنسان من أجل الحرية وحقوق الإنسان التى أحقتها وأيدتها الديانات السماوية والقوانين الوضعية من المحبة والإخاء والاستقرار السياسى والاجتماعى والاقتصادى.

فأين مصر والمصريون.. ونحن متناحرون.. متنازعون.. فإلى متى هذا الملل الذى أصابنا من المظاهرات المليونية والمطالبات الفئوية ولا أجد لهم أن ينتظروا الحياة بمنظر مختلف حتى يكتمل دون سلوك طيب وإخلاص فى العمل.. لقد سرقت الثورات وقتل الأحرار واستشهد المجاهدين بالمؤامرات والاغتيالات والسجون والتجهير.

وعبث الحكام بالبلاد حروباً وتجويعاً وسرقات والتسلط والفساد بكل أشكاله مما أصبح شيئا عاديا وليس عليه ضير بأن الحاكم يعمل ما يشاء وجاء الفرج بابتكار جهاز الراديو والتليفزيون إلا أن الفأس وقعت فى الرأس واستغلها الحكام هذه الثورة السمعية والصورية ليتنعموا بالتمجيد والتهليل والإلوهية وبات لهم الأمر وكأنهم يمتلكون هذه الشعوب، يمتلكون البشر وكل ما يمتلكون أرواحهم وأولادهم وأملاكهم، وباتت الشعوب تمشى وتتكلم وتجلس أينما وكيفما يأمرها الراعى.. لقد فرحنا وتألمنا من الربيع العربى.. فرحنا بالصحوة الإنسانية والضمير العربى فى البحث عن الهوية الجغرافية والحضارية والدينية.. فرحنا من صرخة الغضب التى أطلقتها شعوبنا بعد أن يئست الأقلام الحرة والصرخات الإنسانية نحرت، وأعدم من أعدم وهرب من هرب وفقد من فقد بأيدى حكام وطنيين ولائهم لرغباتهم الدنيوية وحب التسلط والتغلغل بكل بيت ومقهى ومدرسة وشارع حباً بالسيطرة المطلقة وخذل شعوبهم المقهورة وسرقة الموارد بما تشتهى أنفسهم وعلى شهادة الملأ بلا منازع.

إن هذا السكوت الطويل أعطى اليد الطولى للاستعمار ومرحلة ما بعد الاستعمار لأن هذه الشعوب قد قبلت وأمنت بالذل وأصبحت تؤمن بإطاعة الوالى والحاكم كما هى طاعة إلهية وسماوية مما أعطى فقهاءهم وكتابهم ووعاظ السلاطين فن النفاق والتحريف من أجل حفنة من الدولارات ليبيعوا ضمائرهم ودينهم وإنسانيتهم.

لقد تألمنا من الصحوة العربى الفتية التى نحرت رقابهم بلا رحمة ودمرت أملاكهم وأزهقت دماؤهم فى وضح النهار بعبارات استغلها الحكام تحت مسميات عديدة وجاهزة للدفاع عن كياناتهم وأنعامه ومن هذه الشماعات الجاهزة هى "الخونة" الجواسيس، الصهيونية، الأمريكية الإخوان، الإرهاب، إلخ وظلوا ومازالوا يلعبون بعقول العامة من أجل التسلط والسيطرة وتحت شعار "فرق تسد.. وبالطبع صدق من صدق ومن لم يصدق لبس قناع الذل وطأطأ رأسه وقال "إنا لله وإنا إليه راجعون" أو قال هذه مشيئة القدر وذاك من ملأ كيسه وهذا من رأسه قد بتر.. نحن نخاف على ثوراتنا أن تسرق ويبدأ عهد جديد من التواطؤ والتناحر بأسماء متعددة الدينية منها والسياسية فتتحول من سلطة إلى سلطة وبعناوين جديدة وقطف الرقاب الحرة العنيدة وينبغى علينا أن نعى جيداً لهذه المكائد ونصبر ونضع مصلحة مصرنا الحبيبة قبل مطالبنا الفئوية.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة