كان الاثنين 28 من نوفمبر 2011 من أجمل أيام مصر، اليوم فقط أحسسنا إننا مش شعب كورة وبس! يجرى إلى الإستاد ويملاه من أول لآخــر كرسى، اليوم حسيت إننا لسنا شعب يعشق الهيصة والإزعاج والصراخ والأصوات العالية، ورقصنى يا جدع، اليوم أحسست أن ما قام به الشباب فى 25 يناير كان بحق رائعا ناجحا، أحسست بجد أننا شعب قادر على صنع المعجزة ما استطاع.
أعترف أنى اختلفت رغم لومى لبطء العسكر، اختلفت مع من أصروا ونصبوا الخيام فى التحرير وأطلقوا العنان لحماسهم حينها ملأنى الخوف وخالطتنى قشعريرة القلق على البلد، وأقر أنى مازلت على اختلافى معهم رغم أنهم أثبتوا أن حاجز الخوف كسر وتحطم ودمر بكل مرادفات الكسر والخلع! ليكن لهم شأنهم فى التعبير فتلك ضريبة الحرية التى آلينا ألا نتنازل عنها أبدا فقط أمل أن يهبوا معــا لنهضة قادمة فمصر لا تستغنى عن سواعدهم.
ولأن اليوم مـلأ الشعب كل ركن فى القاهرة وبقية المحافظات، وليدلى كل واحد بصوته فكأن بى أشاهد لحظات عودة المصلين بعد أداء صلاة العيد، فقد اختنقت القاهرة بحواريها وشوارعها وميادينها ولم يتململ أحد ولم يضجر ولم يسب ولم يلعن ولم يشخط ولم يتشابك، إلا فى نذر يسير وملاحظات رتيبة لبعض مراقبين يريدون الصيد والصيد فقط فى الماء العكر، غير أن الأمطار العذبة التى تساقطت خيبت الظنون وكست القاهرة بحلة باردة رائعة المشهد نشم من ريحها مستقبلا واعدا، تذكرت أغنية صورة كلنا كده عاوزين صورة وتيقنت أن شباب التحرير المعتصم سوف يكمل معنا صورة المشهد، وقد كان من الحكمة بمكان أنهم تركوا ليعبرون عن شأنهم دون تدخل من أمن أو عسكر، ورغم أننا نتأسى لغلق الميدان وتوقف حركته وتعطيل دوره الاقتصادى.
أيها الشباب أيها الأبناء ستعودون إلينا حتما، تاركين التحرير وميدانه العظيم يؤدى دوره الطبيعى فاتركوا الشكوك والظنون والهوى والتخوين، واقبلوا.. اقبلوا إن مصركم اليوم تزدان من جديد تتلهف لأفكاركم الخلاقة وساعدكم البناءة.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
tota
يا رب دايما
عدد الردود 0
بواسطة:
مؤمن البرديسي
المهم الاستمرار