بالفعل انتخابات البرلمان هذا العام شىء آخر.. قمة الحضارة والرقى.. فالجميع يتحرك الجميع يشارك.. الشوارع تشوبها البهجة والسعادة رغم الطقس السىء والمطر والطرق الممتلئة بالمياه الراكدة نتيجة الأمطار.. فالكل فى الطريق، حيث توجهت إلى لجنة الانتخاب لثانى مرة فى حياتى بعد الاستفتاء السابق وأنا فى قمة سعادتى لأنه اختبار حقيقى للعهد الجديد ورغم إرهابنا وخروج من يطلقون على نفسهم الخبراء على شاشات التليفزيون ليصيحوا وينددوا ويحذروا وينادوا بتأجيلها لعدم وجود أمن أو آمان.
ولكن معظم السكندريين شأنهم شأن معظم المصريين اتجهوا إلى اللجان وكأنهم فى تحد للجميع حتى لأنفسهم من شباب وشابات ورجال ومسنين ومسنات لدرجة أن البعض كان يسير حاملا معه مقاعد بلاستيكية لتوقعهم الزحام ورغم ذلك انطلقوا فى حماس وحب لهذا الوطن العظيم.
ففى دائرة الرمل وسيدى جابر المنطقة التى أقطن بها بل وولدت ونشأت فيها، حيث كانت اللجان كثيرة فى مدارس تشمل جميع المناطق، وقد دخلت إلى لجنة مدرسة رشدى الإعدادية فى حى رشدى العريق الراقى فقد كانت المدرسة فى قمة أناقتها وقمة التنظيم وهذه الانتخابات كانت بالفعل مختلفة فى كل شىء من الألف إلى الياء، حيث وفر علينا الإنترنت العناء والعذاب فى البحث وسط الزحام عن رقم اللجنة أولا ثم رقم الكشف ثانيا ومن قبله المدرسة التى ستدلى فيها بصوتك، فأصبحت الخطوات التالية يسيرة، حيث وصلت إلى المدرسة متوجها إلى لجنتى بداخلها وبكل سلاسة قدمت بطاقتى واستلمت استمارات التصويت وخلف برافان غاية الشياكة من الألوميتال وبه ديسك أدليت بصوتى بكل حرية وبلا مضايقات من ضباط الشرطة الذين كانوا فى السابق يملأون غرف التصويت مصوبين أعينهم إليك فيسببون لك ارتباكا أن لم يكن يخيفك فهو يقلقك وتم التصويت بكل احترام وسط وجوه بشوشة تحيط بك من كل أعضاء هيئة القضاة والمراقبين فى اللجنة لأخرج وكلى سعادة وأمل لأجد رجال قواتنا المسلحة بأجسادهم الممشوقة ووجوههم التى تشعرك بالأمان بالإضافة إلى بعض رجال الشرطة.
وبعد ذلك ولشدة حبى لعروس البحر قررت أن أتمشى لأملأ صدرى بأكبر قدر ممكن من هواء معشوقتى الإسكندرية والتى عندما اتركها يوم واحد أشعر بالألم والحنين الجارف لأعود إليها فى شوق لهوائها ونسيمها وبحرها وودها وبالفعل قلت فى نفسى فلأقوم بجولة تفقدية على اللجان فى المدارس الأخرى، وبالفعل وجدت إقبال منقطع النظير فرغم الطوابير الطويلة ووقوف الناس لفترات طويلة إلا أننى لا أستطيع أن أصف ما تم عنه تعبيرات وإيماءات وجوههم أهى السعادة؟ أم التحدى ؟ أم الإصرار على أن يسطروا تاريخ جديد لهذا الوطن العريق.
ولكن رغم ذلك تناثرت بعض الأنباء أن هناك البعض من الفلول ورجال الحزب البائد يلعبون نفس اللعبة السابقة بالإغداق بالأموال على البسطاء ونقل الناخبين بأوتوبيسات شركاتهم ودفع الأموال، ولا أدرى ما سبب اللهث وراء هذا البرلمان بينما هذا البرلمان لم يعد لتوقيعات الوزراء والبحث عن المصالح بل إنه لسن القوانين والرقى بدستور هذا الوطن ومواده لنصبح فى مصاف الدول الديمقراطية الحقيقية لننهل من رحيق الحرية والرقى والتقدم ونلحق بدول سبقتنا ديمقراطيا بالفعل مثل تركيا وماليزيا والبرازيل والهند، رغم أننا كنا نسبقهم بمراحل ولكن عصر المخلوع سحقنا وسلخنا عن ركب التقدم والرقى.
وأخيرا بعد كل هذا وبعد 30 سنة من القهر والتزوير والمقامرة بإرادة الشعب وخداعه وبعد هذه الفرحة الغامرة أوجه سؤال لفلول النظام السابق الذين رشحوا أنفسهم ألا وهو كيف طاوعتكم أنفسكم أن تترشحوا مرة أخرى؟ وأنتم قد تعودتم على المتاجرة بمشاعر وأقوات هذا الشعب ومقدراته بينما هذا العهد نريد فيه أن نصنع تاريخا جديدا بعيدا عن تلاعبكم بشراء الأصوات وخداع ضعاف النفوس من الأميين وأنصاف المثقفين لينتخبوكم بلعبكم على نقاط ضعفهم من فقر وجهل لتصعدوا على جثثهم إلى البرلمان القادم الذى لا أعتقد أنكم لكم مكان فيه حتى لو نجحتم فى خداع الشعب بعض الوقت ولكن لن تستطيعوا الانتصار طوال الوقت.. لأن الأجيال القادمة ستكون لكم بالمرصاد لتكشف خداعكم وجشعكم.. أرجوكم رحمة بهذا البلد انصرفوا إلى أعمالكم واتركوا السياسة لأربابها لقد تم بالفعل الطلاق من التزاوج الذى كان بين السلطة ورؤوس الأموال لنستنشق نسيم الحرية والأمل والنزاهة .
محمد الحفناوى يكتب: انتخابات الإسكندرية.. والحضارة المصرية
الأربعاء، 30 نوفمبر 2011 10:57 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
الله عليك يا أستاذ محمد ...تحية للشعب المصرى العظيم واليوم السابع
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
تحيا مصر
تحيا مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
شكرا ناصر على تقديرك
بالفعل نحن نعشقها ونحترم نشاط اهلها تقبل تحياتى
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
بالفعل يااحمد تحيامصر
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالله عبدالصبور
مقال رائع
عدد الردود 0
بواسطة:
المخرج محمدالحفناوى
شكرا لاخى الشاعر عبدالله عبدالصبور
عدد الردود 0
بواسطة:
د علاء متولي
كنت حاقولها
نفس إحساساتك يا كاتب يا كبير كنت..حاقولها
عدد الردود 0
بواسطة:
د. طارق النجومى
اليوم الثامن قادم بإذن الله...!!!