ماجدة الرومى: أتمنى ألا تواجه مصر مصير لبنان لأن الحرب «تجربة مريرة»

الأربعاء، 30 نوفمبر 2011 01:46 م
ماجدة الرومى: أتمنى ألا تواجه مصر مصير لبنان لأن الحرب «تجربة مريرة» ماجدة الرومى
حاورها فى مسقط محمد سعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الله يحمى مصر.. الله يحميها يارب.. الله يحمى كل أرض عربية.. أنا ما بقدر أتحمل أشوف أى أحد يمس ترابها أو يتلاعب بأمنها.. مصر غالية علىّ» بهذه الكلمات وبمشاعر جياشة ومتأثرة كانت واضحة على وجهها وبحزن وأسى كبيرين لما يحدث فى مصر، استقبلت الفنانة ماجدة الرومى «اليوم السابع» بالعاصمة العمانية مسقط، لتتحدث عن أعمالها الفنية ورؤيتها السياسية لما يحدث حاليا فى ثورات الربيع العربى عامة ومصر خاصة.

> مارأيك فيما يحدث فى مصر حالياً، خاصة أنك عايشت فى لبنان عدة حروب وصراعات فما تأثيرات ذلك عليك نفسيا وفنيا؟
- الله يحمى مصر وكل أرض عربية.. أنا ما بقدر أتحمل أشوف أى أحد يهدد تراب مصر أو يمسها بشىء.. فمصر غالية علينا كتير.. وكان عندنا أمل أن نعبر هذه المرحلة ولكن مايحدث حالياً وما عاد إليه الوضع وموت آخرين ليس معقولا.. فأنا أكره الحرب ولا أتمنى أن تحدث حرب فى أى دولة عربية، خاصة أننى عايشت تلك الحروب فى لبنان.. فتجربة الحرب تجربة مريرة ولا أتمناها لأى أحد.. فالحروب أخذت أحلى سنين العمر، جعلتنى أعرف فظاعة الإنسان وكيف يمكن أن يكون مجرما ضد أخيه الإنسان، خاصة حين تنعدم من قلبه الرحمة والخوف، الحرب أبشع أمر اختبرته فى حياتى وأسوأ الأشياء التى يمكن أن تحدث مع أى إنسان على الإطلاق، وقد خرجت بنتيجة واحدة فقط وهى أنها مضيعة حقيقية للوقت والجهد، والذى فى قلبه رحمة ويخاف الله يجب أن يتقبل الآخر كما هو ويضع له مكانا فى قلبه ويمد جسور الحوار والإنسانية مع الآخرين، لأنه ليس هناك وقت كاف فى الحياة.. لا يمكن لإنسان أن يضيع أكثر من 34 سنة من عمره فى الحروب والصراعات.. هذا تضييع لأهم سنين العمر.. ففى كل سنين الحرب كنت فى بيروت ولم أغادرها وأستطيع أن أكتب عن فظاعة هذه الحرب عدة كتب.

وما أتمناه لكل إنسان أحبه ألا يعيش مثل هذه الحرب المدمرة البشعة التى سرقت أحلى أيامنا.
وأعتقد أن العبرة والاختصار لكل ما يحدث هو أننا يجب أن نفكر فى إيجابيات الحياة ونوظف الحياة نفسها بالأشياء الجميلة، بدلا من أن ننخرط فى نقاشات وصراعات ليس لها أى معنى أو قيمة، وهذا يصل بنا وبأوطاننا إلى دمار وخراب ويجعلها تدخل فى حالة تقوقع وتراجع إلى الخلف.

> وما هى رسالتك للحكومات العربية؟
- أقول للحكومات العربية : تحاشوا الحروب وتحاشوا التجربة اللبنانية، هناك من يستغل نقط الضعف عندنا، ويحاولوا من خلالها تدميرنا.. فأنا مررت بمآسى محفورة بالذاكرة ولا أتمنى أن يحدث هذا الشىء لأى بلد عربى.

حاولوا تجنب الحروب وحاوطوا على شعوبكم وخذوا آراءهم بعين الاعتبار.

وأتمنى الازدهار لكل بلد عربى وعندى حزن شديد لما يحدث فى مصر حالياً من عدم الاستقرار.. وأخاف من الفتن التى تحدث.

> وما هى رسالة ماجدة الرومى للثوار المصريين؟
- رسالتى لكل شباب وشعب مصر : تجنبوا الفتنة.. وتجنبوا الحروب.. تذكروا تجارب الحرب المؤلمة التى لم يأت من ورائها إلى الحرب الدمار.. تجنبوا النفوس الضعيفة والانحياز ونقط الضعف التى يستغلها أعداؤكم.. وتجنبوا إثارة الفوضى وتحويل أراضينا وبلداننا ليستغلها أعداؤنا.. فهناك من يريدون تدميركم.. والله يحمى مصر والمصريين، فشرف أوطاننا هو السلام، وسيادة دولنا، حريتها واستقلالها.

> كان لماجدة الرومى تجربة سينمائية مع المخرج يوسف شاهين فلماذا لم تتكرر هذه التجربة؟!
- كانت تجربة أكثر من رائعة بالنسبة لى.. وفى الحقيقة لم تسمح الظروف بأن أقوم بأعمال سينمائية أخرى، وقد كان لظروف الحرب اللبنانية دخل فى هذا ولاحقا، فإن أغلب الأعمال المعروضة علىّ كانت تافهة وغايتها تجارية بحتة وهذا طبعا لا يتناسب مع خطى الفنى.. وكان هناك عروض أخرى مع يوسف شاهين.. فكانت هناك أفلام مثل «إسكندرية كمان وكمان» على سبيل المثال وأفلام أخرى ولكن الحرب حالت بينى وبين تكملة هذه الأفلام وكانت من نصيب غيرى مثل الفنانة يسرا.

فظروف الحرب أثرت تأثيرا سلبيا على مسيرتى، ولم يكن بإمكانى التفرغ والتركيز على النحو المطلوب فى ظل هذه الأوضاع.ربما كانت هناك ظروف سانحة لإنتاج فن أى كلام وأنا لم أتعلم فى حياتى إلا تقديم الجيد والمحترم من الفن، من هنا كانت فرصتى فى التعبير قليلة بسبب الحرب، وقد أخذت منا الأسباب التى تساعد الفنان على الاستفادة من العمر بأفضل شكل ممكن.. أخذت السلام والظروف المواتية لإنتاج أعمال فنية ذات قيمة.

ولكن تبقى السينما دائما حلمى الأول وآمل أن أقدم فى المستقبل أعمالا تناسب تجربتى وعمرى.. ولو جاءتنى فرصة مناسبة لن أتردد فى أدائها.

> لماذا تصر ماجدة الرومى دوماً على غناء القصائد باللغة العربية الفصحى رغم عزوف البعض عنها؟
- يجب عدم تعميم ذلك، فالبعض من الجمهور واع سواء المستمع العادى أو الطربى، والمثقف الذى يهوى القصائد، والقصائد دوماً موجودة فى كل زمان ومكان ولست وحدى التى تغنى هذا اللون، لكننى بطبعى أعشق اللون القصائدى، وأحب من كتب الشعر العربى كل ما هو جميل وأقدمه بحماسة كبيرة.

واللغة العربية الفصحى من أكثر لغات العالم انتشارا، فهى لغة القرآن الكريم ونحن نلتقى فيها ونتشعب منها وبها العديد من الجماليات التى لا أستطيع الاستغناء عنها، فتفتح هذه الجماليات والمعانى الكثيرة من الآفاق أمام الشعراء للإبداع وإسعاد القراء أو المستمعين لتلك القصائد، الأمر الذى قد لا تجده بكثرة فى الأدب الغربى، وبقدر ما تضيف هذه الأبعاد على صوتى جمالا، تضيف عليه التزاما واحتراما من قبل أى شخص يستمع لها، سواء كان فى العالم العربى أو فى الدنيا كلها وأكبر دليل على ذلك أن هناك كثيرا من القصائد التى غنيتها تمت ترجمتها إلى لغات ثانية مثل الإنجليزية والفرنسية.

> وهل كل القصائد تصلح للغناء؟
- لا.. طبعا هناك قصائد لا يمكن غناؤها مع أنها جميلة، فى حين يجب أن تتوافر صفات معينة فى القصائد التى يمكن أن تغنى.  عدا أنها جميلة وأصيلة يجب أن تكون كلماتها قريبة إلى الناس وتستطيع الوصول إلى قلوبهم بمنتهى السهولة واليسر، فالعلاقة بين الصوت والقصيدة مثل العلاقة بين اثنين يقعان فى حب بعضهما من النظرة الأولى، فالقصيدة التى أقرر غناءها إذا لم تحرك مشاعرى وتوقعنى فى غرامها حتى قبل تلحينها لا أقوم بغنائها.

> هل هناك رسالة معينة تريد ماجدة الرومى أن توصلها عبر أغانيها؟
- فى البداية يجب أن يدرك الجميع حقيقة مهمة جدا ألا وهى أننا كعرب سبقنا الكون كله بالحضارة.. نحن أرض الرسالات وأرض النبوءات، وعندنا كل الطاقات لنكون بمواكبة الكون لأن لدينا عراقة وماضيا يشرفنا، هذا ما يهمنى التركيز عليه كثيرا، فأنا أسعى لأن أجمع من ثرواتنا بالأصالة وباللحن وبالإطلالة الفنية كلها أكبر قدر ممكن ويهمنى تحريك المشاعر.

> وهل تعتقدين أن هذه الرسالة وصلت؟
- حقيقة أتمنى من كل قلبى أن أكون حقا قد وفقت ولو بشىء بسيط فى غرس وإيصال تلك الرسالة إلى أكبر عدد من الناس من خلال أغانىّ، فما يهمنى هنا ليس فقط التعبير عنى وبلادى «لبنان» بل التعبير عن الوطن العربى كله فى أن يكون حرا ومستقلا وتستطيع الشعوب العربية أن تفهم وتعى حقيقة أعدائها الذين يتربصون بهم وينتهزون أى فرصة لإيقاع الفتنة والضغينة فيما بينهم، فنحن مخترقون بكل مجال سياسى وفنى واقتصادى، ويهمنى كثيرا أن أعطى هذا البعد الإنسانى للفن الذى أقدمه فلو استطعت تحريك مشاعر الناس قدر الإمكان أين ما كان بالعالم العربى، سأكون بهذا قد نجحت فى إتمام رسالتى.

> هل ما يحدث فى الساحة الغنائية الآن يؤثر فى الفن الأصيل.. وما رأيك فيما يقدم حالياً؟
- اختلط الحابل بالنابل، والجيد يسير عكس التيار، ويحاول مقاومة ما يحدث على الساحة، لكن من دون شك، هناك فن ملتزم أرقى بكثير من الفن الاستهلاكى التجارى فى كل الأحوال لن يؤثر ذلك فى الأصوات الجميلة، لأنها موجودة فى كل زمان ومكان، لكن قلة قليلة تأخذ بيدها وتساندها. ولكن هذا النوع من الفن يعد هجمة شرسة نتعرض لها من عدو شرس يحاول تغيير الذوق العام للمواطن العربى، ليخرجه من واقعه ليشغله، محاولا جعله يعيش فى عالم غير حقيقى فى جو من اللامبالاة، حتى لو تفشى هذا اللون من الفن الهابط فى العالم كله سأظل أؤكد أنه فن دخيل على عاداتنا ومعتقداتنا العربية الأصيلة.

وأنا شخصيا لم أحترف الغناء من أجل الظهور أو الشهرة أو حتى المال، كل ما كان يهمنى هو اللون الأصيل الذى بدأت به وذلك على الرغم من معارضة الكثيرين لى، لأن اللون أو الشكل الغنائى الخاص بى لم يكن معروفا أو غير دارج فى ذلك الوقت، لهذا كان الكثيرون ينظرون إلى الفن الأصيل على أنه ظاهرة فنية مؤقتة سرعان ما سوف تزول وتتلاشى، لكن الأيام أثبتت أن الفن الأصيل هو الذى سينتصر ويستمر مهما كانت الصعوبات، لأن الجمهور العربى فى النهاية جمهور ذواق للفن.

> وماذا عن الدور السياسى للفنان؟
- الفنان فى البداية إنسان وكل إنسان مرتبط بوطنه وأكيد هناك اتصال، فالفنان بطبعه حساس ويشعر بكل ما يحدث حوله ولو شعر أن هناك شيئا خطرا على مصير بلده على غرار الوضع بلبنان مثلا، هنا تصبح الوقفة للوطنية وليس للسياسة وتصبح واجبا وطنيا، مثل إعلانى اليوم أننى مع لبنان الرسمى ومع رئيس جمهوريتى ورئيس حكومتى وهذا موقف مع لبنان الذى أشعر أنه اليوم فى خطر ويعيش عدة تحديات كدولة مستقلة وأتصور أن بقية الفنانين معى فى هذا الموقف، أنا لا أحب الفنان «المسيّس» ولكن إذا كان الوضع وطنيا يحتاج إلى موقف من الفنان يعبر فيه عن قناعاته ويدافع فيه عن عزة وسيادة وطنه فهذا واجب عليه وحق من حقوقه كمواطن يعبر عن رأيه بكل حرية وعن انسجامه مع الأرض التى يعيش عليها.

> ما هى أحدث الأعمال الفنية للفنانة ماجدة الرومى؟
- قبل زيارتى للسلطنة كانت هناك بعض المشاورات للتحضير لعمل فنى كبير لن أستطيع الإفصاح عنه حاليا، ولكن كل ما أستطيع قوله أنه عمل فنى ذات صلة بأحداث الربيع العربى الذى يجتاح دولنا العربية الآن.

وجئت للسلطنة لإحياء حفل فى دار الأـوبرا السلطانية.. وأنا سعيدة جداً بهذه الزيارة وبهذا البلد ولا يسعنى إلا أن أحيى جلالة السلطان قابوس بن سعيد وأهنئه على هذا التطور وهذه الخطوات المتلاحقة فى التطور والتنمية فى جميع المجالات وأحييه على هذه التحفة المعمارية الفنية التى أتحفنا بها، وأنا سعيدة وأعتز بوجودى على هذه الأرض وأشعر حاليا بسعادة غامرة لهذه التنمية تحت جناح السلطان قابوس.. فالشعوب تقاس بمدى تطورها الثقافى وفنونها الجميلة والسلطنة سجلت إنجازات فى هذين المجالين ومجالات أخرى إلى حد أننى فوجئت وتساءلت حقيقة إن كنت فى عالم عربى حقا أم أن ما يمر على مسامعى وما أراه حلما أوخيالا.. وقد قمت باختيار أفضل 15 أغنية عندى لتقديمها فى حفل الأوبرا السلطانية تعبيراً منى لعشق هذا البلد.. وأتمنى أن أقوم بزيارات عديدة للسلطنة عندما تسمح لى الظروف.. وأرجو من كل عمانى الحفاظ على السلام فى هذه الأرض الطيبة.





مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

فاتن الفلاحجى

ماجدة الرومى

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد المنعم عزت

الفنانة ماجدة الرومى

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد حسين

فنانة محترمة

عدد الردود 0

بواسطة:

اياد

الوطن باقى

لبنان ياساتر يارب

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

سيدة محترمة

عدد الردود 0

بواسطة:

بحبك يا لبنان

بحبك يا لبنان

بحبك يا لبنان

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد شاهين - الكويت

أم الدنيا

عدد الردود 0

بواسطة:

امل

حوار مميز

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق كبير

كبيرة يأماجدة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة