التايم: مصر تكتب الآن الفصل الأكثر أهمية فى تاريخها الطويل

قالت مجلة التايم الأمريكية، إن مصر ربما تكتب الآن الفصل الأكثر أهمية الآن فى تاريخها الطويل والهائل، وتضيف أن الناخبين الذين تحدث معهم مراسلها فى القاهرة، قالوا إن أهمية الانتخابات لا تكمن فى نتيجتها، لأن البرلمان الجديد لن تتحدد ملامحه قبل العام المقبل، لكن الاختبار الأكبر لانتخابات مصر سيكون فى مدى ما تتمتع به من مصداقية وقوة، وهل ستكون هذه الانتخابات مقياساً شرعياً للإرادة الشعبية وتساعد على تأسيس استقرار ديمقراطى.

وتابعت الصحيفة قائلة: إن مصر فى حاجة إلى إتمام هذه الانتخابات حتى النهاية، ويجب أن تحتفظ الانتخابات بزخمها وألا تفقد مصداقيتها من مرحلة إلى مرحلة، ومن محافظة إلى محافظة، فهذه الانتخابات ستختبر الصبر المصرى وقدرة القوى السياسية على تقديم تنازلات وتتجمع حول قيم مشتركة تجعلها ذات أولوية.

وترى المجلة الأمريكية، أن المصريين لا يزالون ممزقين حول كيفية المضى قدماً إلى المستقبل، سواء فيما يتعلق بالحاجة إلى الجيش فى هذه الأوقات التى يشوبها عدم اليقين، وبشأن اللجوء بشكل مستمر إلى الاعتصام فى ميدان التحرير، وتكمن أهمية الانتخابات فى ظل ما يدور حالياً من مواجهة بين مطالب المتظاهرين فى ميدان التحرير بتسليم السلطة إلى المدنيين، وقول المجلس العسكرى: إنه لا توجد سلطة يتم تسليم الحكم لها، ومن ثم فإنه الهيئة الشرعية الوحيدة المعنية باتخاذ القرار فى مصر.

وتعتقد التايم أنه إذا صمد المصريون فى وجه عاصفة عدم اليقين التى تظهر فى الوقت الذى يتم فيه إجراء هذه الانتخابات وما فيه من تحديات قانونية ومنازعات فضلا عن الارتباك وصدمات التسيس والتحالفات، فإن الكثير من المصريين يأملون أن يروا مؤسسة وطنية مشروعة بديلة عن المجلس العسكرى وحكم الشارع، فإذا كان هناك برلمان مكلف من الشعب، فإن القوى السياسية بما فيها الإخوان المسلمين تعتقد أن احتكار المجلس العسكرى للسلطة سيضعف بشكل كبير.

وسيكون السؤال التالى كما تقول الصحيفة هو ما إذا كان البرلمان المنتخب سيكون قادراً على تحديد دوره فى مصر الجديدة، وستهيمن جماعة الإخوان المسلمين على الأرجح عن طريق حزبها الحرية والعدالة على البرلمان المقبل، لكن إذا فشل البرلمان فى أن يفرض نفسه كنقطة ارتكاز للسلطة المصرية، وتم تصويره على أنه مؤسسة مؤيدة للمجلس العسكرى، فإن الإخوان أنفسهم سيتعرضوا لحالة تشويه، فى حين أن وجود برلمان قوى سيرحب به الناس.