قال الدكتور حسام بهجت، مؤسس المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، إن سيناريو الفوز فى الانتخابات البرلمانية القادمة يرجح كفة التيارات الإسلامية، وبالتالى فإن الاحتمال الأكثر وجودًا الآن هو وصول تلك التيارات للحكم، مضيفًا أن الوسيلة الأهم للقضاء على الفزاعة الإسلامية التى أصبحت مسيطرة على عقول المواطنين هو السماح لفصيل الإسلام السياسى بالمشاركة فى الحياة السياسية حتى ينجح الناس فى الحكم عليهم بطريقة صحيحة ويتخلى أصحاب تلك التيارات عن نظرة الضحية التى يسعون لترويجها عن أنفسهم.
وأشار خلال الندوة التى عُقدت صباح اليوم بدار الكتب والوثائق القومية تحت عنوان "الحرب الأهلية.. تجربة لبنانية ومخاوف مصرية" وأدارته المدونة ميادة مدحت، إلى أن السبب الرئيسى فى المشكلة الطائفية التى تعانى منها مصر الآن، يكمن فى أن الخطاب الرسمى للدولة يضفى صفة المشروعية على الدعاوى التحريضية التى تدفع لارتكاب جرائم باسم الدين، وذلك فى ظل غياب لدولة القانون، وأضاف بهجت أن الحل الوحيد لمواجهة تلك المشكلة هو إعلاء خطاب الاعتدال فوق خطاب التطرف وعدم السماح لأصحاب المعتقدات المتطرفة من الظهور فى وسائل الإعلام الجماهيرية والتأثير فى المواطنين.
وأضاف أن مصر شهدت معجزة حقيقة بفضل ثورة 25 يناير، وهى أننا لم نسمع طوال أيام الثورة عن واقعة حرق أو هدم كنيسة على الرغم من الانفلات الأمنى الذى عانت ومازالت تعانى منه الشوارع المصرية، وأكد بهجت على أن أحدث ماسبيرو التى شهدتها مصر مؤخرًا وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من صفوف الأقباط والجيش كانت ستسفر عن حرائق طائفية تنتشر فى كل مكان لو وقعت فى أى بلدٍ آخر.
وأوضح بهجت أنه منذ عام 1952 تم التعامل مع الأقباط كطائفة ممنوعة من المشاركة فى الحياة السياسية وأصبحت الكنيسة هى المتحدث الرسمى باسمهم، وأكد أننا لا يجوز أن نتعامل مع الانتخابات القادمة وكأنها الانتخابات الأخيرة، مضيفًا أن الدستور القادم أياً كانت الفئة التى ستصيغه ينبغى عليها إدراك أن الديمقراطية لها عنصران حكم الأغلبية وحماية حقوق الأقلية، قائلا: إن الهدف من المعركة حول الدستور سيكون مدنى أو إسلامى والمبادئ الحاكمة له الهدف منها تخويف المصريين من الدفاع عن حقهم فى ممارسة الديمقراطية وحمايتها.
ومن جانبه قال الكاتب الصحفى بجريدة السفير اللبنانية وسام متى، إنه من الصعب تكرار تجربة الحرب الأهلية اللبنانية مرة أخرى فى مصر، وذلك لأن الأولى تتسم بطابع قبلى على عكس مصر، مضيفاً أن الخوف الحقيقى يكمن فى انتشار الفتن المتنقلة ليس فى مصر فحسب ولكن فى الوطن العربى أجمع.
وأشار إلى أن أصحاب الثورات المضادة فى العالم العربى يحاولون الاستفادة من نقاط الضعف فى مجتمعاتنا للانقضاض على ثورات الربيع العربى، وهذا هو ما عانت منه لبنان، وعلى الرغم من ذلك أعرب متى عن تفاؤله من الأحداث التى تجرى، مؤكدًا على أن الوضع سيهدأ وستتجه البلاد نحو الديمقراطية عقب الانتخابات القادمة.
حسام بهجت: الانتخابات القادمة ترجح وصول الإسلاميين للحكم
الخميس، 03 نوفمبر 2011 07:22 م