بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، توجه الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، أكمل الدين إحسان أوغلى، إلى الأمة الإسلامية بالكلمة التالية:
"بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك لعام 1432هـ، يُسعِدنى أن أتوجه إلى أبناء الأمة الإسلامية فى مشارق الأرض ومغاربها بخالص التهنئة والمباركة بهذه المناسبة الدينية العظيمة".
تأتى مناسبة العيد فى ظل أجواء تعبق بالمعانى الروحانية والإيمانية، وما يرافق ذلك من اجتماع المسلمين على صعيد عرفات الطاهر، لنستذكر نحن المسلمين ضرورة الوحدة والتضامن. فالمسلمون اليوم بحاجة إلى تراصّ الصفوف وتوحيد الجهود لتوفير أسباب العزة والمنعة والكرامة لهم، ونصرة إخوانهم لاستعادة حقوقهم السليبة، والدفاع عن مقدساتهم، وفى مقدمتها مدينة القدس الشريف، والقضية الفلسطينية التى تُعتبَر القضية المركزية فى سلم اهتمامات المنظمة. ونحن فى هذا الصدد ندعم بكل قوة المسعى الفلسطينى الرامى إلى حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، وقد بذلنا، ولا نزال نبذل، جهوداً مكثفة لإنجاح هذا التوجّه.
ولا ننسى فى هذه المناسبة العظيمة إخواننا فى جمهورية الصومال، ضحايا أعتى موجة جفاف شهدها القرن الأفريقى فى العصر الحديث، ونتقدم بالشكر والتقدير لكل الذين قدموا العون والمساعدة إلى المتضررين من ظاهرة الجفاف التى أصابت تلك الدولة. وما زلنا نهيب بأبناء الأمة الإسلامية أفراداً ومؤسسات حكومية وغير حكومية وهيئات خيرية وإنسانية لمواصلة المدّ التضامنى لهذا البلد، وبقية البلدان الأعضاء المنكوبة بفعل الكوارث الطبيعية، وذلك استلهاماً من تعاليم ديننا الحنيف الذى يجعل من التضامن والتآزر أحد المقوّمات الأساسية للأخوة الإسلامية، وهذا ما أكده بصورة جلية برنامج العمل العشرى الرامى للنهوض بواقع الأمة الإسلامية.
وقد أكدت الأحداث المتعاقبة التى وقعت فى أجزاء من العالم الإسلامى أهمية ما دعا إليه هذا البرنامج من الالتزام بالحكم الرشيد وسيادة القانون والعناية بحقوق الإنسان باعتبارها عوامل أساسية لاستتباب الأمن وتوطيد الاستقرار الداخلى. ويحدونى أمل صادق فى أن تقود التغييرات التى شهدتها كل من مصر وتونس وليبيا إلى تعزيز الديمقراطية والتنمية الاقتصادية فيها. وندعو الدول الأعضاء التى تشهد أحداثاً مؤلمة إلى أن تسرع فى عملية الإصلاح الشاملة، وأن تحقق آمال شعوبها وطموحاتها فى تكريس قيم الحرية وتحقيق الديمقراطية.
إننا فى منظمة التعاون الإسلامى، انطلاقاً من اقتناعنا بأهمية نشر ثقافة السلم والوئام، نجدد الدعوة إلى العالم الغربى من أجل تعزيز القواسم المشتركة بين العالمين الإسلامى والمسيحى، وتكريس العيش المشترك والمصالح المتبادلة. ويمكن أن تشكل الدعوة التى أطلقناها من أجل مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية منطلقاً لتحقيق ثقافة التسامح الدينى والتفاهم.
وأنتهز هذه المناسبة لأتقدم بالشكر إلى المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً لما تقوم به من جهود فى خدمة ضيوف الرحمن، وما توفره من وسائل وسبل الراحة للحجاج والمعتمرين.
وأدعو الله جلت قدرته أن يُعِيد أمثال هذا العيد، وقد استعادت الأمة الإسلامية موقعها المتميز بين أمم العالم، وتحقق لها ما تصبو إليه من رفعة وتقدم.
"أوغلى": ندعم المسعى الفلسطينى للحصول على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة
الخميس، 03 نوفمبر 2011 04:33 م