أتساءل دائما عن دور هذا القطاع من وزارة الداخلية، ويكون الرد أن هدف الأمن المركزى الرئيسى هو حماية المنشآت العامة للدولة وفض الشغب، وعندما سألت عن أفراد الأمن المركزى وجدتهم أساسا لا يعرفون فرقا بين حماية المنشآت العامة، ولا فض الشغب، فالكل عندهم سواء، والسبب أنهم لا يعرفون القراءة ولا الكتابة أصلا فهم الأفراد الذين لا يحملون أى مؤهلا دراسيا، وبالتالى يسهل قيادتهم وتوجيهم لأى غرض مهما كان فى أى وقت، وفى أى زمان، ولكم أن تتخيلوا كم من المرات سمعتم فيها اسم الأمن المركزى فى وظيفته الأساسية التى ذكرتها سابقا؟ والإجابة ولا مرة، بل دائما ما يقترن الاسم بالصدام مع المتظاهرين والقبض عليهم، إلى غير ذلك من الغرائب والعجائب فى هذا القطاع الغريب من نوعه فى العالم.
ولا شك أن إنشاء القطاع كان غرضا أساسيا ليس لحماية المنشآت أو الأفراد أو فض الشغب، بل لحماية النظام مهما كان، وبالتالى أصبح الأمر طبيعيا، أن ترى صفوفا من هؤلاء الأفراد لا تتحرك لا بأمر قائدها الذى يعطى الأمر المباشر، سواء بالضرب أو الاحتكاك إلى غيره من الأساليب، وما عليهم إلا السمع والطاعة دون وجود أى نوع من الفهم أو الإدراك، ليس عندهم فحسب، بل عند قائدهم، ووضح ذلك جليا فى الأحداث الأخيرة والمستمرة لإخواننا فى ميدان التحرير، فكم من القنابل المسيلة للدموع تطلق، وكأننا نرى مشهدا من مشاهد الانتفاضة الفلسطينة وتحول الأمن المركزى من قطاع حماية ودفاع إلى قطاع هجوم واستنفار، والسؤال الأهم لماذا لا يفعل الجيش مثلهم؟.. لأن السبب بكل صراحة متمثل فى القيادة ومن هم تحت القيادة، فتخيل معى قائدا متكبرا لا يعبأ بالأرواح ولا الممتكات يقود مجموعة من الأفراد الأميين لا يعرفون الفرق بين ثورة وشغب، ولا بين اعتصام وتخريب، وهذا هو الأمن المركزى أما فى الجيش، فالوضع مختلف كليا فالقائد يعرف الفرق بين الشغب والثورة، وكذلك الأفراد فكلهم متعلمون من أرقى درجات التعليم إلى أوسطها، وأقلها، وبالتالى تكون الرؤية مختلفة والتعامل مختلف.
وأتعجب كل العجب لماذا لم يتم النظر فى تطوير الأمن المركزى المصرى بعد الثورة، وقد سمعت دعوات ومطالبات بإلغائه، ومعهم كل الحق، طالما لم يصل هذا القطاع أى تطوير والجزء الأشد تأثيرا فى هذا الموضوع أن أفراد قطاع الأمن المركزى أنفسهم من هذا الشعب، فقوة هذا القطاع خدمية وليست عاملة، وهذا أدعى إلى تطوير هذا القطاع المحير أو إلغائه، والتدريب يبدأ أولا بأفراده من الجندى العادى إلى قيادته فما ضيعنا إلا جهل الأفراد والقيادات.
ومصر دائما فى رباط إلى يوم الدين.
م. محمد أحمد عبد القوى يكتب:تطوير الأمن المركزى هو الحل
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011 08:01 م