استنكر عدد من المبدعين والمثقفين الشباب البيان الذى أطلقه مجموعة من المثقفين الكبار، والذى دعا إلى وقف ما وصفوه بالاحتجاجات والاعتصامات الفئوية لمدة ثلاثة أشهر، ووقع على البيان، الذى نشر أمس باليوم السابع، الكثير من المثقفين الكبار منهم (يوسف القعيد، إبراهيم أصلان، محمد سلماوى، صلاح عيسى، سعيد الكفراوى وغيرهم من الإعلاميين والسياسيين.
رفض الكاتب والسيناريست "باسم شرف" ما جاء فى البيان وقال إنه من المفروض أن نصعد تلك الاعتصامات إلى عصيان مدنى حتى يسقط حكم العسكر، وأضاف كان أمامهم عشرة أشهر شاهدوا فيها تحكم المجلس العسكرى فى إدارة البلاد وما نتج عنه من تراجع للثورة وكيف اختفت البلطجة حينما أرادوا لها أن تختفى لتنجح الانتخابات التى دعوا إليها، كما أضاف "أشكر نواياكم الطيبة وخوفكم على أرواح الشباب، ولكن اتركوا مصر للشباب".
وأعربت المطربة والكاتبة "فيروز كراوية" عن استيائها وقالت "أرفض هذا البيان جملة وتفصيلا، وأراه تعبيرا عن رأى حفنة من المثقفين اعتادت أن تساند المواقف التى يعتمدها النظام الحاكم بلا ثمن وبالمجان، وأشكرهم على استمرارهم فى أداء هذا الدور حتى بعدما برهنت مجموعات من شباب المثقفين والفنانين على انتمائها ومشاركتها الكاملة فى الثورة بالجسد والروح لتخرجهم من دائرة احتكار هؤلاء الموقعين وأمثالهم للعمل الثقافى لعقود وحرمت الشباب فرصهم وتولت التعبير نيابة عنهم عن مواقف السلطة.
وأضافت "لا أفهم إطلاقا معنى توقف الاحتجاجات 3 أشهر فى بلد يدعى أن أبواب حرية التعبير قد فتحت فيه وأن يكون أول من يطالب بهذا المثقفون الذين من المفترض أنهم أول حراس الحرية وحق الاحتجاج، وأدعوهم أن يرفعوا وصايتهم عن الثقافة والمثقفين ويعلموا أن خطابهم المهادن قد سقطت شرعيته على أبواب ميادين التحرير. وأن شباب المثقفين مثل باقى شباب مصر مستمرون فى الدفاع عن حقوقهم وحقوق شهدائنا فى الميادين وخارجها وممارسة كافة أشكال الضغط لانتزاع الحق بصرف النظر عما يكتبون.
وقال الشاعر "أيمن مسعود" بداية لى ملاحظات على البيان: أولا أن الموقعين عليه سناً لم يحترموا أن تلك ثورة شباب ولم يناقشونا فيه، ثانياً: الإعلاميون الموقعون على البيان من الإعلام الحكومى ولهم باع طويل فى التجهيل وتزييف الحقائق كان الأولى بهم أن يعتذروا عما قدموه وبعدها يقدمون النصح لنا، ثالثا: البيان لم يحدد ما هى المطالب الفئوية وما المطالب التى لابد أن ننادى بها، كما أنه لم يضع آليات للحكومة التى يريدوننا أن ننتظر نتائج عملها.
وتابع: البيان أحادى النظرة ينظر إلى الشباب باعتبارهم معطلين وإلى الاعتصامات التى تنادى بحقوق الشهداء معطلة، وأضاف: هذا البيان جاء فى وقت متأخر وغير مواكب لمسيرة الوطن ومشكلاته فلم نجد لهم بياناً للرد على أحداث ماسبيرو أو للوقوف ضد المحاكمات العسكرية أو وضع إستراتيجية للإعلام والثقافة، بينما خرج الشباب فى كل وقفاتهم واعتصاماتهم كرد فعل غاضب تجاه التباطؤ فى اتخاذ القرارات الثورية والإحساس بأن هناك مؤامرة على الثورة من قبل المسئولين، كان لابد كى نحترم البيان أن يبدأ أولا بالتحية للشهداء.
وأكد "عبده إبراهيم" الناشط والباحث فى العلم السياسية أن هؤلاء المثقفين دائما بعيد عن الشارع وينطلقون من مصالح وحسابات، خاصة فمنهم من جلس مع مبارك وقال إنه أمن مصر وكانوا متصالحين معه، وكذلك هم متصالحون مع المجلس العسكرى، هم دائما لا يطرحون تصورات مستقبلية ولكنهم يتبنون وجهة نظر الأنظمة الحاكمة، فهم يتطوعون الآن باقتراح ما يخجل العسكرى أن يطرحه، وتابع دعوتهم فى هذا البيان لا تحتاج إلى دليل يثبت أن المجلس العسكرى يقف وراءها.
وقال على المثقفين الكبار إن كانوا كبارا ألا يقفوا حائط صد بين المجلس والشعب، فحتما سوف ينتزع المصريون حريتهم وحقوقهم من المجلس مثلما انتزعوها من مبارك، وتساءل لماذا لا نراهم فى الطليعة مثلما نرى الأدباء والمثقفين الشباب بأجسادهم وكتاباتهم.