شهدت بعض لجان دائرة محافظة الأقصر إقبالاً ضعيفاً فى الساعات الأولى من صباح اليوم، الثلاثاء، على النقيض تماماً لما كانت عليه أمس، بينما شهدت لجان مدينة إسنا إقبالاً متوسطاً فى الساعات الأولى.
كانت القوات المسلحة قد كثفت تواجد قواتها باللجان تحسباً للإقبال الشديد بعدما فوجئت أمس بإقبال غير متوقع، وقامت القوات المسلحة منذ الساعات الأولى بتنظيم دخول الناخبين للجان عن طريق عدد من الجنود يقفون أمام المجمع الانتخابى يحمل كل منهم رقم اللجنة المسئول عنها، ليعطى الإرشادات للناخب قبل دخوله اللجنة للإدلاء بصوته.
كما قامت السلطات بمحافظة الأقصر بتوفير وسائل نقل للقضاة والموظفين وأيضا وسائل لنقل الصناديق من مقار اللجان إلى لجنة الفرز بنادى الأقصر الرياضى، وذلك عن طريق الإنفاق مع سائقى سيارات الأجرة والنقل على استئجار سياراتهم خلال أيام الانتخابات، إلا أن هناك مخاوف لدى سائقى سيارات الأجرة والنقل من عدم الحصول على مستحقاتهم المالية، كما اعتادوا فى النظام البائد، حيث كانت السلطات تفرض عليهم المشاركة بسياراتهم فى عملية نقل أعضاء اللجان بالقوة دون أن يتم تعويضهم عن الوقت الضائع فى تلك المهمة والتى تمتد إلى 3 أيام.
ويقول أحد السائقين أن مخاوفهم جاءت نتيجة لما رأوه من السلطات سابقاً، حيث أوضح أن انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التى أجريت قبل الثورة، أجبرتنا سلطات المحافظة على تأجير سياراتنا وظللنا خلال 3 أيام نتحرك بأمر منهم، وبعد انتهاء الانتخابات لم تتحصل سوى على 50 جنيها فقط فى إل 3 أيام.
وأضاف آخر، أن السلطات اتفقت معهم فى هذه المرة على 150 جنيه فى اليوم الواحد، وأوضح أنه على الرغم من قلة المبلغ، إلا أننا نتمنى أن يوفوا بوعدهم ويعطوننا أجورنا.
وعن سير العملية الانتخابية فى اليوم الثانى للانتخابات فحرص القضاة على التواجد منذ الصباح الباكر بجميع لجان الدائرة وتم فتح اللجان فى مواعيدها بعد التأكد من سلامة الشمع الأحمر والصناديق داخل اللجان، إلا أن الإقبال كان ضعيفاً على لجان مدينة الأقصر والتى أبرزها مجمع مدرسة أبو الحجاج والأقصر الثانوية بنات وصلاح الدين الابتدائية وعمر بن الخطاب الإعدادية بالكرنك وعمر بن عبد العزيز الابتدائية.
أما فى مدينة إسنا شهدت اللجان إقبالاً متوسطاً فى بعض اللجان وشديداً فى أخرى، حيث كان الإقبال الشديد منذ الساعات الأولى فى مدارس الإعدادية بنات ومحمد نور الابتدائية والثانوية التجارية والشعب الابتدائية واصفون الابتدائية، وفى أرمنت شهدت بعض اللجان إقبالاً شديداً فى الساعات الأولى، خاصة فى لجان مدرسة الثانوية الصناعية بنات والثانوية العامة بنات والثانوية بالمراعزة، بينما كان الإقبال متوسطا ومحدودا فى بعض لجان أرمنت.
ومن جهة أخرى، تضاءلت نسبة دعايات المرشحين الانتخابية أمام اللجان فى اليوم الثانى للانتخابات، حيث كان أنصار المرشحين يقومون بدعايات لمرشحيهم أمام اللجان فى اليوم الأول عن طريق توزيع المنشورات و استخدام مكبرات الصوت المحملة على سيارات النقل الكبيرة.
وعن سير العملية الانتخابية بالحافظة يقول كريم نصر الدين أمين حزب الأحرار بالمحافظة أن الأقصر شهدت عرس ديمقراطى لم تشهده من قبل حيث كانت الأقصر على رأس المحافظات الأخرى فى التنظيم والهدوء وهذا لم يكن متوقعاً، وأضاف نصر الدين أن كل التجاوزات التى حدثت من مؤيدى بعض المرشحين الذين قاموا بالدعايات لمرشحيهم أمام اللجان، لم تؤثر نهائياً على الناخبين وذلك لأن كل ناخب جاء من منزله مقتنع تماما بالمرشح الذى سوف ينتخبه.
أما شعبان هريدى أمين حزب الوفد بالمحافظة، فيقول إن التكدس داخل اللجان من قبل الناخبين قد يبشر بالخير، حيث كان الناخبين فى النظام السابق يعزفون عن الإدلاء بأصواتهم فى العملية الانتخابية بسبب عدم ثقتهم فى الحكومات السابقة وكانت المقولة الشهير ة تتردد فى هذه المناسبات "اللى عايزينه بيعملوه" أما اليوم فتم إعادة الثقة إلى الناخب، كما أن وجود القضاة داخل اللجان يزيد من الثقة لدى الناخب بأن الانتخابات حرة ونزيهة.
وقال نصر وهبى المنسق العام لائتلاف ثورة 25 يناير بالأقصر، إن العميلة الانتخابية تسير بشكل منظم، مؤكداً أنهم لم يشاركوا فقط إلا بالإدلاء بأصواتهم، على الرغم من رغبتهم فى تأجيل العملية الانتخابية، وأشار إلى أنهم لم يشاركوا اللجان الشعبية فى تأمين اللجان مع القوات المسلحة، معللاً ذلك بأن الناخبين أنفسهم بإمكانهم حماية وتأمين العملية الانتخابية.
وقال رمضان عبد الحميد أمين حزب الحرية والعدالة بالأقصر، أنه لم يكن أحد يتوقع الإقبال الشديد من قبل الناخبين بالمحافظة بهذا الشكل، مشيراً إلى أن هذا يدل على زيادة الوعى لدى المواطن بعد ثورة 25 يناير، كما أشار إلى أن إقبال الأخوة الأقباط الشديد على الانتخابات من منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأول، تسبب فى حث المسلمين على المشاركة فى العملية الانتخابية والحرص على الإدلاء بأصواتهم.
ويقول الدكتور عبد الموجود راجح المرشح على مقعد الفئات الفردى، أن العملية الانتخابية كانت تسير بشكل منظم على غير المتوقع، إلا انه كان هناك بعض السلبيات الإدارية من تأخر القضاة فى بعض اللجان والمندوبين إلا أن كل هذه معوقات لابد أن تغلب عليها، وأكد أيضا على أن أسلوب بعض المرشحين فى الدعايات أمام اللجان هو أسلوب غير متحضر وغير قانونى وان هذا الأسلوب لم ولن يؤثر نهائيا على رأى الناخب.
ومن جانبه، نفى المستشار محروس محمد على رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات وجود أى تأثير يذكر للتأخير الطفيف الذى حدث فى بعض اللجان قائلا أن سبب التأخير يرجع إلى ظروف انتقال المستشارين إلى مقار الانتخابات وتامين بطاقات الاقتراع لحين وصولها بأمان إلى مقار اللجان، وأشار إلى عدم تلقى غرفة العمليات باللجنة العليا بالأقصر أى شكاوى من القضاة والمشرفين على اللجان.
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد ضيف صقر مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الأقصر أن العملية الانتخابية فى الأقصر تمر بسلام وأشار إلى جهود الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة لتأمين اللجان، موضحاً عدم حدوث أى أعمال شغب خلال العملية الانتخابية، كما لفت صقر إلى أن أجهزة الشرطة استغلت الانتخابات فى القبض على أحد العناصر الرئيسية فى تشكيل ياسر الحمبولى المعروف إعلاميا بخط الصعيد، وذلك عن طريق إيهام أفراد التشكيل بأن الشرطة مشغولة فقط بتأمين الانتخابات، فتم تشكيل حملة مفاجئة على أوكار هؤلاء المجرمين وتم ضبط احد العناصر الرئيسية فى التشكيل بعد تبادل أطلا ق النيران، وأضاف أن تأمين العملية الانتخابية لم تؤثر على أجهزة الشرطة فى القيام بواجبها وبدورها الأساسى فى تأمين المواطنين وملاحقة الجناة والخارجين عن القانون.
إقبال متوسط على اللجان بالأقصر فى اليوم الثانى للانتخابات
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011 09:03 م