مى دياب تكتب: هذه حقيقة ما حدث فى ميدان التحرير
الإثنين، 28 نوفمبر 2011 06:00 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعلم إذا كان من المفترض كتابة ذلك الآن أم لا، من الممكن أن تكون الأخبار التى لدى غير طازجة، ولكن بمنتهى الصراحة أنا كنت طوال اليوم بالميدان لبعد سكنى عن التحرير، وللأسف أنا غير معتصمة كحال الكثير، ولكن الضيق الذى يكمن بصدرى، وكذلك وعودى للأطباء الشرفاء الذين قمت بمقابلتهم اليوم بنشر حقيقة ما حدث بالأمس يطوق عنقى، فلا أستطيع غير تنفيذ ما عاهدتهم عليه.
أنا نزلت اليوم لتفقد المستشفيات الميدانية، ومعرفة حالة الإصابات؛ لأحاول أن استشف منها الأحداث للبعد عن كلمة "يقال" ولا نعلم عن "مين" و بالفعل قد قوبلت بمنتهى الترحيب والتعاون من القائمين على تنظيم المستشفيات، المسعفين والأطباء، والحديث بينى وبينهم لايوجد به جديد عن ما نسمعه ونقرأه ونشاهده فى جميع وسائل الإعلام، ولكن حديثى مع الشيخ أسامة "أبو فيداء" من المستشفى الميدانى القائم أمام "سفير للسياحة" بجوار ش.محمد محمود كان مختلفا، حيث حكى لى كيفية هجوم الجيش على المستشفى ووحشية هذا الاعتداء وإصابته للدكتور عصام، وكذلك "طالبتين بالسنة الثانية فى كلية طب" كانتا متطوعتين لإنقاذ المصابين، منهم من تم نشر صورها عبر شبكات التواصل الإلكترونى وهى د.رانيا .
ليتطرق بنا الحديث عن المستشفى الميدانى الداخلى بالممر، والتى لم تسلم من أيدى قوات الأمن عملا بالمقولة "لا هنرحم ولاهنسيب رحمة ربنا تنزل" حيث تم إلقاؤها بالعديد من القنابل المسيلة للدموع والتى لم تعد مهمتها إطلاقا تسييل الدموع بل تجاوزتها؛ لتسبب الاختناق الشديد والتشنجات العصبية، والتى تشبه نوبات الصرع، وتؤدى إلى الوفاة فى حالات التعرض لكميات كثيفة من الغاز، وتختلف الأعراض بالطبع باختلاف نوعية الغاز التى تطلقه، فمنه ماهو قلوى وماهو حمضى، وطريقة علاج كل منهما، وللأسف لم يتم الكشف عن أنواع الغاز، وهم ثلاثة أنواع غير نوع واحد منهم وهو "سى أس" وذلك مؤكد من جميع الأطباء بالميدان، والنوعين الآخرين مازالوا مبهمين حتى الآن، وما يقال عنهما لا يتعدى الاستنتاجات أو الاجتهادات من البعض مشكورين للقيام بها لمحاولة معالجتها.
سألت الشيخ أسامة لعله يعرف القليل عن الاعتداءات على الأطباء، وما أشيع بالأمس، وأنا مازلت أتمنى نفى تلك الشائعة، ولكنه أكدها لى وساعدنى على اختراق المستشفى الميدانى الداخلى، والتى لم يكن باستطاعتى دخولها لولاه، وساعدنى على مقابلة أحد الأطباء، الذين اعتقلوا بالفعل بالأمس، عقب الإفراج عنه، وعودته إلى الميدان لرفضه الانكسار، ولشدة إيمانه بواجبه ودوره الذى يعتبره مقدسا، وهو د.عبد الرحمن المكاوي.
بالأمس كانت هناك اعتداءات من قبل قوات الأمن عقب انتهاك الهدنة وإليكم أيها السادة استراتيجية الهجوم على لسان د.عبد الرحمن، شاهد عيان على الأحداث منذ بدايتها:
o وجود عناصر مرتدية زيا مدنيا، ويمكن إطلاق عليهم لقب البلطجية بلا خجل، وتقوم بالانضمام لكلا الفريقين المقاتلين، حيث تقف فى صف المتظاهرين، وتبدأ الاعتداء بالحجارة أو اعتلاء العمارات لإلقاء المولوتوف على قوات الأمن لتعطيهم رخصة للرد على المتظاهرين وانسحاب هؤلاء البلطجية بعد ذلك، حيث لا يصبح لهم أثر، فتطلق قوات الأمن قنابل الغاز متتالية بجميع أنواع الغاز السابق ذكرها فى نفس الوقت، فيصعب على الأطباء إسعاف المصابين لاختلاف علاج كل غاز على حدة، ويعقب إطلاق القنابل بثوان قليلة إطلاق الرصاص الحى والمطاطى والبلى على كل الصفوف الأمامية؛ لبث الخوف وتقهقر المتظاهرين وتقلبهم على بعضهم البعض؛ لعدم معرفتهم البادئ بالاعتداء وزرع الشك، عملا بمقولة "فرق تسد" ومن ثم يستمر المتظاهرون فى الدفاع حتى تنتهى أسلحة قوات الأمن فتبعث قوات من الجيش أو تحث من يتطوع لطلب الهدنة، فيوافق المتظاهرون الأبرياء؛ لسعيهم إلى البقاء على الصورة النظيفة والسلمية للاعتصام، وبالتالى تسنح الفرصة للأمن من جديد لإعادة التسليح، واستلام الإمدادات ونعيد السيناريو من الأول مرة أخرى، وهذا ما حدث على مدار الأيام السابقة.
د.عبد الرحمن كان متواجدا بالقرب من الاشتباكات، هو وثلاثة آخرون من الأطباء يقومون بإسعاف من يفقد الوعى من وحشية الغاز على أرض القتال، وأقصد بها ش.محمد محمود؛ ولأنه طبيب استطاع أن يصف لى حالة العنف المرضى، التى يعانى منها قوات الأمن الناتجة عن خوف هيستيرى مرضى، فهو لايهاجم من أجل الدفاع عن نفسه، كما يزعم، بل لأنه جبان، وقمة شجاعة المتظاهرين فى التصدى لهم، واستعدادهم للموت من أجل هدفهم، يزيد عدوهم رعبا، فمثلا من الأفعال الشائعة فى التصدى لقنابل الغاز، هى غمسها فى وعاء من الماء للتخلص من الغاز، فيصبح هذا الغاز مركزا، وبه كمية من السموم، قادرة على إنهاء حياة أى فرد، ولكنهم يرفضون سكبها على أوجه الجنود لكونهم مصريين مثلهم.
فى هذه الأثناء تم القبض على د.عبد الرحمن، ود.عمرو ود.هدى وأطباء آخرين، واعتقالات بالجملة لعدد لايمكن حصره حتى هذه اللحظة، منهم من تم الإفراج عنه صباحا، وعددهم "29" ومنهم من لانعرف عنهم شيئا حتى الآن، ولكن جميعهم مشتركون فى التعرض لجميع ألوان العذاب، الذى يشمل الضرب والإهانة اللفظية والجسدية، والاعتداء على السيدات منهم، ومن ثم إطلاق سراح من لا يظهر عليه آثار الضرب فقط، حيث إن صغار الجنود غير متمرسين على الضرب بدون ترك علامات كما حال الضباط.
وقد تم الإفراج عن بعض الأطباء، بعد وعدهم للأمن بالعودة لإسعاف المصابين من أفراد الأمن والجيش؛ لعجزهم عن مداواة حتى أنفسهم، وكذلك تم الإفراج عن العدد المذكور سابقا من المعتقلين، بعدما حظى عدد منهم بالزيارة إلى طرة؛ للتأكيد على فعل الواجب من قوات الأمن مصحوبا بتحيات خاصة ملطخة بالدماء والعار.
لم يسعدنى الحظ غير بمقابلة د. عبد الرحمن المكاوى، وأود أن أوجه كثيرا من التحية والتقدير له، ولكل الأطباء فى ميادين التحرير فى كل مصر، فما شاهدته وسمعته منه اليوم فور إطلاق سراحه يعبر عن إرادة وإصرار ومثابرة شعب يحتاج لتنفس الحرية.
تحية لشعب مصر.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سمير
اسمحيلى
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد يونس
اياك شعب مصر يفهم بقا .
انا كمان كمصرى بحييكى .
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صابر
بجد برافوا عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
متعرفيش
عدد الردود 0
بواسطة:
مي دياب
شكرا لكل القراء
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
القنابل المسيله للدموع في الميدان نوعان - وهذا للعلم
عدد الردود 0
بواسطة:
smsm
الرحمه يا رب
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى موجوع
ارحمونا اااااااااااااا
عدد الردود 0
بواسطة:
اكرم
lالي تعليق 8 مصري موجوع - وانا منك مفقوع
عدد الردود 0
بواسطة:
مي دياب
ردا علي القراء