سامح فوزى

لماذا نـلوم الأقـباط وحـدهم؟

الإثنين، 28 نوفمبر 2011 03:55 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الخبر الذى طيرته بعض وسائل الإعلام عن وجود قائمة انتخابية وضعتها الكنيسة، وتقوم بتوزيعها على الأقباط لانتخابها يثير تساؤلات كثيرة. وأظن أنه مهما كانت الإجابات منطقية فإن هذه الممارسة - إن صحت - لن تفيد الأقباط كثيرًا فى دعم تنوعهم، ومشاركتهم فى المجتمع، وخروجهم مواطنين مشاركين فى العمل العام، وليسوا رعايا لمؤسسة دينية. ولكن لماذا نلوم الأقباط الآن، ولا نلوم المجتمع السياسى الذى وضعهم فى هذا المأزق، مثلما وضع غيرهم من المسلمين الذين يسعون لبناء مصر الديمقراطية على أسس سياسية بعيدًا عن الاستقطاب الدينى أو الأيديولوجى؟
هؤلاء ضحايا وليسوا جناة. ما قد تكون فعلته الكنيسة بالنسبة للأقباط فإن جهات كثيرة تفعله كل لحظة، ولا أحد يلومها، الدعاية الدينية، وشراء الأصوات، والتربيطات القبلية تجرى على رؤوس الأشهاد، الكل مدان فى هذه الممارسات التى لا تفعل المواطنة الحقيقية للمواطنين، وتتركهم يبحثون عن جهات مرجعية دينية أو قبلية أو عائلية تحدد لهم اختياراتهم فى الحياة.

الأحزاب الإسلامية، على اختلاف ألوانها وأشكالها، تعتمد على الدعاية الدينية فى الانتخابات، مثلما اعتمدت عليها فى استفتاء 19 مارس، دون أن تطالها يد القانون، وعندما وقف د.

عصام العريان خطيبًا فى صلاة عيد الأضحى فى الدائرة الانتخابية التى يترشح فيها كان ذلك بمثابة دعاية انتخابية مباشرة، وواضحة، حتى إن صرح بأنه لا يريد أن يتحدث فى هذه المناسبة فى الانتخابات. وعندما تروج الأحزاب السلفية، على اختلاف أشكالها، خطابات مقلقة وقاسية فى مواطنة الأقباط، وتتوعد المسلمين المختلفين معها، ونسمع من يقول لا تنتخب قبطيّا، ولا علمانيّا، ويربطون ذلك بالشهادة فى سبيل الله، وبالحسنات والثواب فى الجنة، ماذا ننتظر رد الفعل على الجانب الآخر؟ وبالمناسبة لم ترشح الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية، باستثناء حزب الوسط، أقباطًا لخوض الانتخابات، والأقباط الثلاثة الذين استضافتهم قوائم حزب «الحرية والعدالة» التابع للإخوان المسلمين هم مرشحون من أحزاب أخرى فى إطار التحالف الديمقراطى.

هل مطلوب من الأقباط اختيار «الذمية» بإرادتهم أو الانتظار السلبى لها؟
الواقعية مطلوبة، ولا مفر من احترام مخاوف وهواجس الناس الاستقطاب حقيقة واقعة فى المجتمع المصرى، والأقباط يعانون من هذا الاستقطاب، يدفعون ثمنه مثلهم مثل غيرهم من المسلمين العاديين، الذين يريدون مجتمعًا سياسيّا طبيعيّا، تظهر فيه البرامج المتنافسة، ولا تظهر فيه الاتهامات والتخوين والإقصاء المتبادل؟
بالطبع لا أنكر أن هناك من العلمانيين من يسعى لإقصاء التيار الإسلامى، وإغلاق منافذ التأثير والمشاركة أمامه، وأعرف أيضًا أن هناك من قلب التيار الإسلامى من يريد أن يغير نظرته للحالة السياسية العامة، ويتحول إلى تيار سياسى يجمع بين أطيافه كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، ولكن تأثير هذا التيار لم يظهر بعد فى الممارسة السياسية.

نحن نعيش فى استقطاب، الكل مسؤول عنه، ولا أود أن ألوم الأقباط وحدهم، فهم فى رأيى ضحايا للاستقطاب، وليسوا صناعًا له. تتحمل النخبة السياسية بمختلف أطيافها مسؤولية ما آل إليه المجتمع المصرى من استقطاب، وتمزق، وتيه فكرى، وارتفاع منسوب الغضب عند المصريين.

أما بالنسبة للأقباط فهم يتحركون بمخاوف، أكثر ما تحركهم المشاعر الطبيعية فى مجتمع يأمنون فيه على مستقبلهم، وحريتهم الدينية، وحقوقهم الأساسية. ولكن مستقبلهم لن يكون إلا بالمشاركة الأوسع فى المجتمع، والخروج من الاختيارات المعدة سلفًا، ويخوضون تجربة العمل السياسى بمختلف تعقيداتها. يجب أن يساعدهم المجتمع على ذلك، يوفر السياق الذى يحترم حقوقهم، ويفتح أمامهم المنافذ للمشاركة، وهذه مسؤولية الأغلبية العددية، قبل أن تكون واجب الأقلية.

خلاصة القول: الأقباط مثلهم مثل المسلمين، أى المصريين جميعًا، يحتاجون إلى تربية سياسية، وتثقيف حتى يكونوا مواطنين مكتملى الإرادة السياسية، يرفضون «التوجيه السياسى» أيّا كان مصدره، ويتحركون فى الفضاء العام كاملى المواطنة.






مشاركة




التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

أنس

ولكن يا استاذي

عدد الردود 0

بواسطة:

المستشــــــــــــــــــــار

الاسلام هو الحل !!!! مش دي دعاية طائفية و لا لأ الي رقم 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الفيشاوي

مجرد سؤال ياريت حد يجاوني عليه ؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

سعيد الساعاتى الى فاتح فى الساعه

معاناه الاقباط على مدى قرون

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر

الى التعليق رقم 2

انت متطرف واضح

عدد الردود 0

بواسطة:

salah

انشر لو انت حيادى بجد

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

للمستشار حبيب قلبى

عدد الردود 0

بواسطة:

مسيحى مصرى

الى رقم واحد اقول يا ريت

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح عبدالعاطي

They are not comparable

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة