قراءة مبكرة فى انتخابات غامضة

هذه هى عاشر انتخابات برلمانية أشهدها، وأنا أمتلك القدرة على التمييز، منذ عام 1976، وثامن انتخابات أشارك فيها بالتصويت من عام 1984، ورغم ذلك أجد صعوبة كبيرة، أنا وغيرى، فى قراءة الانتخابات قبل أن تبدأ كما كنا نفعل دائما.

ورغم الصعوبة البادية فى قراءة ملف الانتخابات، بما فيها من تعقيدات، فإننا على الأقل يمكننا محاولة رسم خريطة مبكرة، ومقربة من الواقع السياسى، الذى يمتاز بعاملين متغيرين فى هذه الانتخابات، الأول أننا لا نعرف جمهور الناخبين، بمعنى أن كثيرا ممن يصوتون فى هذه الانتخابات ليسوا هم نفس الشريحة التى كانت تصوت دائما، وإنما انفتحت صناديق الاقتراع أمام مجمل فئات الشعب.

الثانى: أن من نصوت لهم هذه المرة مختلفون، فهذه المرة الأولى تقريبا التى يترشح فيها مرشحون للإخوان المسلمين فى جميع الدوائر تقريبا، مع دخول قوة سياسية جديدة ومجهولة على المشهد السياسى، لا يعرف أحد ما هى قوتها الحقيقية من حيث المرشحين، ومن ينتمى إليهم، ومن يصوت لهم.

هذا المشهد يبدو مربكا وغريبا وجديدا، ومع ذلك فإن اتجاهات التصويت إذا استبعدنا ما سيحصل عليه السلفيون، لأن هذا فى عداد المجهول حتى الآن، تبدو فى طريقها لكى يتبوأ حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى للإخوان المسلمين المركز الأول فى الانتخابات، لكن ما يجب علينا انتظاره حتى الآن معرفة الحصة التى سيحصل عليها الإخوان فى الانتخابات.. وهل ستظل فى حدود 30%، أم ستزيد عن ذلك، خاصة وأن الخوف من الغرامة يدفع إلى زيادة كبيرة فى التصويت لدى الفئات الأكثر فقرا والأقل تعليما، وهى أرضية خصبة للجماعات والتيارات الدينية.

فى تصورى أيضا أن الكتلة المصرية ستحقق نتائج معقولة فى الانتخابات، وربما تحل فى المركز الثانى، هى أو الوفد، وإن كانت الكتلة تتواجد بشكل أكبر فى الدوائر الحضرية، بينما يتركز الوفد لدى بعض المناطق العائلية.. يليهم فى الترتيب الأحزاب التى خرجت من عباءة الحزب الوطنى.. لكن كل ذلك يظل مجرد اجتهادات فى ضوء أن لا أحد فى مصر يعرف حقيقة قوة السلفيين فى الشارع.