فى الوقت الذى شهدت اللجان الانتخابية إقبالاً كبيراً من الناخبين، منذ الساعات الأولى لافتتاح أول أيام العمليات الانتخابية، التزم عشرات المعتصمين فى ميدان التحرير أماكنهم، مؤكدين مقاطعتهم للانتخابات التى اعتبروها لا تحقق مطالب الثورة التى راح ضحيتها عشرات الشباب، ووزعت عدد من البيانات داخل الميدان تدعو إلى مقاطعة الانتخابات، كالبيان الذى وزعته حركة "امسك فلول"، التى أكدت حرمان 40% من الكتلة التصوتية من التصويت، بسبب إجراء العملية الانتخابية على يومين فقط، الأمر الذى يعطى لكل ناخب ثلاث دقائق فقط للانتخاب.
وقريبا من الصينية، وقف أحد الشباب المعتصم منذ يوم الأحد الماضى يهتف "هنقاطعها ومش هنروح الانتخابات مليانة"، ليتجمع حوله عشرات المعتصمين المنقسمين ما بين مؤيد له ورافض لكلامه ومصر على المشاركة فى الانتخابات، وهو المشهد الذى طغى على باقى التجمعات فى التحرير حيث كان أغلبهم مؤيدين للعملية الانتخابية ومؤكدين مشاركتهم فى الانتخابات، وامتلأت جوانب الميدان بالحلقات النقاشية بين المعتصمين، قاد أحدها مهندس الكهرباء سعد محمود الذى كان يقنع المتجمعين حوله بأن المشاركين فى اللانتخابات "كومبارس" يشارك فى مسرحية هزلية، مؤكدا أن المجلس العسكرى لن يعطى صلاحيات لمجلس الشعب حتى فى تغيير الحكومة، فكيف سيتمكن المجلس من اتخاذ الإجراءات التى ستحدد مستقبل مصر، وأغلب الأحزاب التى تخلت عن الميدان اندفعت للمشاركة فى الانتخابات "عشان تاخد حتة من التورتة".
وقال محمود حسين، الطالب بالفرقة الثالثة كلية علوم، والذى كان يتابع أخبار الانتخابات على الإنترنت ويبلغ باقى المعتصمين، إن القضية الحقيقية فى الميدان هى التغيير الحقيقى وليس المبنى على تربيطات سياسية قائلا: إن المجلس لم يستطع أن يحمى النشطاء السياسيين من المحاكمات العسكرية، مشيرا إلى أن تأخر اللجان والتخبط فى الاستمارات الانتخابية منذ الصباح، يؤكد أن الانتخابات تدار بنفس أسلوب النظام السابق، وأضاف "مش هنتخب مش هدى للمجلس شرعية بصوتى".
وأضاف محمود أنه رفض المشاركة فى الانتخاب، رغم انتمائه لحزب الحرية والعدالة، الأمر الذى أكده عدد من المسيسين الذين التقى بهم "اليوم السابع" فى الميدان من أحزاب الوفد والتجمع الذين أكدوا أنهم غير راضين عن أحزبهم واستمرارهم فى الاعتصام حتى يعود حق دم الشهداء.
من ناحية أخرى، عاد الباعة الجائلون إلى الميدان، بعد الاشتبكات التى حدث مؤخرا بينهم وبين المعتصمين، وأدت إلى طردهم من الميدان، الأمر الذى فسره أحمد شعبان أحد المشاركين فى اللجان الشعبية، بأن هناك عددا من الباعة من مصابى الثورة وأن اللجان لا تستطيع منعهم من الدخول مؤكدا أن المسئولين عن التأمين فى اجتماعهم اتفقوا على تأمين البوابات ضد أى هجمات محتملة من البلطجية، أو محاولات لفض الاعتصام.
المعتصون فى ميدان التحرير ينقسمون بين المقاطعة والمشاركة فى الانتخابات
الإثنين، 28 نوفمبر 2011 03:12 م