صدر عن دار العربية للعلوم ناشرون مؤخرًا، كتاب بعنوان "من تاريخ الجامعة الليبية"، ويقع الكتاب فى 189 صفحة من القطع المتوسط، وهو كتاب توثيقى يسطر فيه الكاتب الليبى "سالم الكبتى" مخاض ولادة وتأسيس الجامعة الليبية من العام (1955 وحتى 1973).
وتعد الجامعة الليبية من الجامعات العربية التى نشأت مبكراً وعقب زوال حقبة الاستعمار الأجنبى، ومن هنا تأتى أهمية التوثيق الواعى لكل مشتغلٍ بالتاريخ، ولأن الجامعة الليبية هى جزء من التاريخ الليبى المعاصر، وهى أم الجامعات، إن صح التعبير، دأب مؤلف الكتاب على تحسيس الوعى بهذا التاريخ وما رافقه من مبادرات وإنجازات حققها الأوائل – الجيل الأب – بجهد وإخلاص قل نظيره، فكان هذا العمل عربون وفاء لهذا التاريخ العلمى المشرف وللجامعة وللوطن الأم.
ويسرد "الكبتى" قصته ومآثره من أول خطوة على الطريق إلى آخرها، حيث يقول عن الجامعة الليبية: ولدت الجامعة الليبية (1955 – 1973) فى بنغازى من رحم المعاناة، ووسط ظروف صعبة للغاية عاشتها ليبيا فى فترة التأسيس من النواحى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكان ذلك عقب استقلال البلاد بأربع سنوات (1951)، (...) ولقد كان لتأسيس الجامعة الليبية الدور الحيوى فى نهضة البلاد خلال تلك الأعوام، وقامت بذلك دون تراخٍ رغم العثرات والمشكلات، وبرز وجودها وطنياً وعلمياً طوال ثمانية عشر عاماً، وهذا الدور البارز، يبقى قطعة مهمة من التاريخ الثقافى والاجتماعى للبلاد ينبغى أن يُشار إليه بلا توقف ويذكر للأجيال القادمة.
ويشير المؤلف إلى أنه منذ حلّت (الذكرى الخمسون) لإنشاء الجامعة الليبية فى ديسمبر 2005، وكانت – فى الواقع – فرصة مواتية للوفاء المتواضع لهذه الذكرى، ولهذه المؤسسة الوطنية الرائدة، يعتز بأنه عمل بها بعض السنوات، ولِبُناتها المخلصين، فألقى عن ذلك محاضرة فى نشاط ثقافى ذلك العام، وشعر بابتهاج غامر حين وجد صدى طيباً لهما، كل هذا دفعه لأن يضم المحاضرة فى هذا الكتاب مع توسع فى المادة وإرفاقها بالوثائق والصور.
وتوزع الكتاب على مقدمة وأربعة فصول وملاحق للوثائق والصور، المقدمة: الجامعة الليبية.. الدور والريادة، الفصل الأول: البدايات والتأسيس، الفصل الثانى: الحراك والنمو، الفصل الثالث: الانطلاق والتطور، الفصل الرابع: آخر الشوط. وأخيراً الملاحق.