أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ووزير الدفاع الأمريكى ليون بانيتا أهمية الشراكة الأمريكية-الباكستانية، التى تخدم المصالح المتبادلة لشعبيهما، إضافة إلى تعاطفهم والتزاما بمراجعة ظروف الحادث الذى وقع عبر الحدود فى باكستان اليوم، وأعربا عن تعازيهما للخسائر فى الأرواح التى وقعت إضافة إلى تأييدهما الكامل لعزم حلف الناتو التحقيق فى الأمر على الفور.
وذكر بيان مشترك لكلينتون وبانيتا الليلة الماضية أن الوزيرة الأمريكية والجنرال مارتن ديمبسى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية والجنرال جون آلان قائد القوات الدولية لدعم الأمن فى أفغانستان (ايساف) بقيادة الحلف الأطلسى بنظرائهم الباكستانيين قد أجروا اتصالات بهذا الصدد مع نظرائهم الباكستانيين، كما
اجتمع السفير الأمريكى لدى باكستان كاميرون مونتر أيضا مع المسئولين فى الحكومة الباكستانية فى إسلام أباد.
وأشار البيان إلى أن هذه القيادات الدبلوماسية والعسكرية تعهدت بالبقاء على اتصال وثيق مع نظرائهم الباكستانيين للمضى قدما خلال هذا الوقت الصعب.
يذكر أن إسلام أباد قررت أمس إعادة النظر فى جميع الترتيبات القائمة بينها وبين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى بما فى ذلك النشاطات الدبلوماسية والسياسية والعسكرية والاستخباراتية فى أعقاب الغارة الجوية التى أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الباكستانيين.
واتهمت باكستان حلف الأطلسى السبت بقتل 26 جنديا فى غارة جوية، واحتجت بأشد العبارات لدى الولايات المتحدة وأغلقت الممر الرئيسى لإمدادات الحلف إلى أفغانستان.
وتعد هذه الضربة الأفدح التى ينفذها حلف الأطلسى وتطال جنودا باكستانيين بحسب ما أوردته باكستان خلال الحرب المستمرة منذ عشرة أعوام فى أفغانستان المجاورة.
ووافقت لجنة الدفاع فى الحكومة الباكستانية على إغلاق الحدود مع أفغانستان أمام قوافل إمدادات الأطلسى والذى بدأ تطبيقه فى وقت سابق أمس، وطالبت الولايات المتحدة بإخلاء قاعدة عسكرية صحراوية نائية يعتقد أنها قاعدة لطائرات بدون طيار تستخدمها وكالة الاستخبارات الأمريكية "سى آى أيه" فى شن غارات على مناطق الحدود بين باكستان وأفغانستان.
وجاء ذلك عقب اجتماع ترأسه رئيس الوزراء يوسف رضا جيلانى مع لجنة الدفاع فى الحكومة والمؤلفة من عدد من كبار الوزراء وقادة الجيش والبحرية والقوات الجوية البارزين لبحث الرد الباكستانى على الغارة.
وقال مكتب رئاسة الوزراء الباكستانية إن "لجنة الدفاع قررت الإغلاق الفورى لخطوط الإمدادات اللوجستية لقوات حلف الأطلسى/إيساف "القوة الدولية للمساعدة فى إحلال الأمن فى أفغانستان". كما قررت الطلب من الولايات المتحدة إخلاء قاعدة شامسى الجوية خلال 15 يوما".
وفى وقت متأخر من يوم أمس أعلن المتحدث باسم قوة ايساف التابعة لحلف الأطلسى أنه "من المرجح جدا" أن تكون طائرات الحلف تسببت فى مقتل 26 جنديا باكستانيا عندما شنت غارة على المناطق الشمالية الغربية من باكستان.
وقال الجنرال كارستين جاكوبسون إن قوات ايساف والجيش الأفغانى كانت تقوم بعملية مشتركة فى الجزء الشرقى من ولاية كونار الأفغانية المحاذية لباكستان، واضطرت إلى استدعاء دعم جوى.
ووصفت باكستان الهجمات بأنها خطيرة وتنتهك القانون الدولى "ويمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على التعاون بين باكستان من جهة والولايات المتحدة وحلف الأطلسى من جهة أخرى.
وقد اتصلت الحكومة الباكستانية بالسفير الأمريكى فى إسلام أباد كاميرون مونتر لتقديم احتجاج شديد اللهجة قبل محادثات الأزمة التى ستجرى بين قادة مدنيين وعسكريين فى وقت متأخر السبت.
من جانبه وعد القائد الأمريكى فى أفغانستان بتحقيق كامل معربا عن تعازيه لأى قوات "ربما قتلت" على حدود أفغانستان مع المناطق القبلية الباكستانية الخارجة عن القانون والتى تصفها واشنطن بأنها مرتع للقاعدة.
وفى تلك الأثناء صرحت وزيرة الإعلام الباكستانية فردوس عاشق أوان أن هجوم السبت سيؤجج المشاعر المعادية للأمريكيين باكستان، وقالت "إن هجمات حلف الأطلسى تنتهك سيادتنا، وباكستان والمجتمع الباكستانى لن يتحمل ذلك".
وكان السفير الباكستانى فى الولايات المتحدة حسين حقانى قد أجبر هذا الأسبوع على ترك منصبه بعد اتهامه بطلب دعم الأمريكيين لكبح جماح المؤسسة العسكرية الباكستانية النافذة عقب الغارة التى أسفرت عن قتل بن لادن. وعينت النائبة التابعة للحزب الحاكم شيرى رحمان، وهى حقوقية ليبرالية، خلفا له فى المنصب، إلا أنها لم تتول بعد مهام منصبها رسميا فى واشنطن. وخلال محادثات شهدتها أسلام أباد الشهر الماضى، ناشدت وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون باكستان التحرك "فى غضون أيام أو أسابيع" للقضاء على الملاذات الآمنة للمسلحين فيها وتشجيع طالبان على الانخراط فى محادثات سلام.
هيلارى كلينتون تحاول احتواء غضب إسلام أباد بعد مقتل26 من جنودها
الأحد، 27 نوفمبر 2011 08:54 ص
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة