مصطفى أسامة محمود يكتب: الكابوس

الأحد، 27 نوفمبر 2011 11:15 م
 مصطفى أسامة محمود يكتب: الكابوس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى صباح يوم ما، قبل مذبحة التحرير الأخيرة بعدة أيام، استيقظت من نومى مفزوعا بسبب كابوس لعين كالذى ينتابنا عندما ننتهى من مرحلة ما عصيبه فى حياتنا، ونكون قد تجاوزناها وسعدنا لذلك، ثم نحلم بأننا مازلنا نجاهد كى نتجاوز تلك المرحلة, فياله من كابوس مفزع ومخيف!

فقد حلمت بأننى أتجول فى شوارع القاهرة التى قد خلت من كل قاطنيها، فلم أجد أحدا فى الشوارع، والمحلات مغلقة، والظلام يسود الشوارع كلها، فجريت بسرعة كبيرة وكأن شبح ما يلاحقنى ويحاول قتلى وفجأة وجدت خيطا للنور يأتى من بعيد، فذهبت هناك دون أى تفكير، فإذا بى أجد نفسى وسط ميدان التحرير، وفجأة تعالت صيحات جموع الشعب المصرى "الشعب يريد إسقاط الرئيس"، وآخرون يرفعون لافتات "ارحل يا مبارك"، فسألت شخص بجوارى: "لماذا تهتفون بسقوط مبارك؟ فمبارك وحكمه قد سقط وهو الآن فى السجن، فهل نعود إلى الوراء أم نتقدم للأمام؟

فقال لى بعد نظرة وابتسامة ساخرة: "أنا مشفق عليك فإنك مازلت نائما، فأنت لا تعلم أن مبارك قد خرج من سجنه وعاد لحياته السابقه من جديد هو وكل رجاله بل وإنهم عقدوا النية على الانتقام من كل من تسبب فى إسقاط هيمنتهم على بلدنا، فأتوا فور خروجهم من السجن إلى الميدان حيث كان مهيأ لهم. فتركت هذا الرجل - لعلنى لم أكن مصدقا لكلامه – وذهبت بعيدا عنه، فإذا بى أنظر بعيدا فوجدت منصه كبيرة لم أرها من قبل، وكان يعتلى هذه المنصة كل من مبارك وزوجته ونجليه جمال وعلاء وخلفهم كل رجاله عدا حبيب العادلى – فأين هو؟ - ومن خلف كل هؤلاء كانت توجد جموع المنافقين ممن تلونوا لنصرة رئيسهم، وغيرهم ممن كانوا يؤيدون مبارك وأعضاء الحزب المنحل والفلول وغيرهم وكل هؤلاء كانوا يرددون "اختارناك…. اختارناك……. اختارناااك".

بينما كان فى الأمام أسفل المنصة، كان يبدو حبيب العادلى فى ملابس كالتى يرتديها سياف شهريار فى حكايات الف ليلة وليلة وفى يده سيف كبير وإلى جواره توجد أعداد غفيرة من رجال الشرطة وفى أيديهم سيوف كبيرة، فقد كانوا يحيطون الميدان بأكمله، أما فى وسط هؤلاء السفاحين كانت جموع الشعب على هيئة صفوف عريضة، بدا لى فى مقدمتهم الإعلاميون بأكملهم والنشطاء السياسيون والمرشحون لرئاسة الجمهورية وأهالى الشهداء، فرأيت والدة خالد سعيد وبجانبها والدة مينا دانيال. وفجأة تعالت الصيحات وتداخلت "اختارناك........ الشعب يريد إسقاط الرئيس......... اختارناك ......... الشعب يريد إسقاط الرئيس......"، فوقف مبارك ولوح بيده لكل من كان خلف المنصه ثم نظر إلى سيافه وأعطاه إشارة البدء.

وهنا استيقظت من هذا الكابوس اللعين، ولكننى كدت أفقد الوعى ولو لدقائق بعد استيقاظى، وجالت بخاطرى عدة تساؤلات: "فهل من الممكن أن يحدث ذلك؟ هل من الممكن أن ننام ونستيقظ فنجد أن كل شىء عاد لحاله السابق، وأن كل ما فعلناه ذهب فى مهب الريح وكأنه لم يكن؟ وهل أننا كنا منخدعين طوال هذه الفتره فى المرايا التى كنا نرى فيها مستقبلا مشرقا؟ وإذا حدث ذلك بالفعل، وعادت الحياة مرة أخرى لما كانت عليه قبل 25 يناير، هل سيكون الحكم علينا قاسى وسريع الى هذا الحد؟"

فلما جاءت أحداث التحرير الأخيرة وحدثت المجزرة والتى مازالت تحدث – التى أوضحت لنا أمور كثيرة، ربما كانت غائبة عن أعيننا أو أنها كانت واضحة، ولكننا نحن من خدعنا أنفسنا وأغمضنا الطرف عنها – فتعالت هتافات "الشعب يريد إسقاط المشير"، فكانت هذه بمثابة إشارة بأن الكابوس من المحتمل أن يتحقق على أرض الواقع. فعلينا أن نستيقظ جميعا من هذا الكابوس ولا ندعه يكتمل حتى النهاية، وأن نرى كل شىء من حولنا بعين مختلفة، وأن نتعلم جيدا من الحقائق التى أظهرتها لنا مذبحة التحرير، وأن نفرق جيدا بين من قام حقا بالثورة وهدفه الأول والأخير هو مصلحة بلدنا، ومن قد اعتلى أكتاف الثورة كى يحقق مصالحه المختفية وراء كرسى السلطة، وأخيرا أتمنى ألا يصبح الكابوس حقيقة.






مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali Ghanem

ربنا يستر

اللهم اخرجنا من هذه الفتن و من هذا الكابوس على خير

عدد الردود 0

بواسطة:

منى

رائع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة