محمد برجيس يكتب: ارحموا مصر يا ثوار مصر!

إن جسما لا يمتلك قدرة التنظيف الذاتى.. هو جسم ميت
والشعب المصرى أبدا لن يمت.. فهو جسم حى بقلب نابض
ولديه القدرة التامة على التنظيف الذاتى.
وإنه لقادر على تنظيف آثار 30 عاما من الفساد والديكتاتورية.
إن التاريخ البشرى كما يؤرخ للقهر والاستعباد توثيقا للحقيقة
سيكتب تلك الشعارات الزائفة والمواقف المتأرجحة لذيول الأنظمة توثيقا للغباء.
إن الذين يتباكون لسقوط أنظمة مستبدة.. هم أنفسهم من يعشقون العبودية لغير الله إنهم ألهوا حكامهم.. وقدسوا جلاديهم..
واستعذبوا مرارة قهرهم.
إن وحدة الهدف تصنع وحدة الفكر.
ووحدة الفكر تصنع وحدة الطريق.
ووحدة الطريق هى أقصر الطرق نحو تحقيق الهدف ليسوا سواء.
من يقول ويفعل.. ومن يقول ويتمنى أن يفعل.. ومن يقول ولا يفعل.
كلنا نقاد حين رأى.. وكلنا مبدعين حين حديث عن الذات
وكلنا لا شىء حين حقيقة !
إن الشعب المصرى بوعيه الفطرى وحسه الوطنى لقادر على اجتياز.
أشد المواقف صعوبة وأكثرها تأزما وأوسعها فوضى.
ولكن من هم الشعب المصرى الحقيقى.. تساؤلات سنطرحها
فيها تكمن الإجابة لما يحدث بمصر.
1- هل المتظاهرون والمعتصمون بشتى الميادين حاليا هم وحدهم المعبرون فقط والممثلون فقط عن شعب مصر؟
2- هل هم فئات أحست بأنه لا نصيب لها فى الانتخابات المقبلة فأثارت الفوضى لعرقلتها؟
3- هل أخفق المجلس العسكرى فى قيادة البلاد وإدارتها فأفرزت تلك الإدارة غضبا شعبيا علا صوته عبر تلك الميادين؟
4- هل هى شماعة القوى الخارجية ونظرية المؤامرة لعدم القدرة.
5- على انتشال البلاد من هوة السقوط فى بئر سحيق؟
6- هل ستصبح القوى الشعبية والأحزاب الوليدة كصدأ الحديد صدأ سرطانى يأكل بعضه بعض لنصبح شعبا يتآكل؟

وختاما أقول: أتحداكم إن تحاورنا بلا خلاف، وإن اختلفنا بلا عـِناد.
وإن تعاندنا بلا خـِصام، وإن تخاصمنا بلا فجور..

تلك هى ثقافتنا، ثقافة شعوب مستعمرة، منهوبة، مسلوبة الإرادة، نصحو بلا صحو ونغفو بلا نوم، حتى عندما حكمها أهلها فهم محكومون بغيرهم، مـًؤتمرين بغير سواهم. حركاتهم مرصودة، كلماتهم معدودة، شعوبهم مقهورة! ألسنتهم مبتورة! حرياتهم مـُؤممة . أمنياتهم مصادرة ! أرائهم لا يـُعمل بها !