يفصلنا عن بدء الانتخابات البرلمانية أقل من 48 ساعة والتى سيحدد فيها الشعب المصرى مصيره وشكل مصر السياسى القادم، وفى نفس الوقت يشهد الشارع المصرى حالة من السجال والجدال حول كثير من المشاهد، هذا التباين كان لسان حال بعض المثقفين الذين رأوا أن مشهد الشارع تسوده حالة من الارتباك بسبب القضايا التى طرحت نفسها أمامهم، أولها وزارة الجنزورى التى أقر المجلس العسكرى بدء تكليفه بتشكيلها وعلى نحو آخر رفضها ثوار التحرير وبدأوا فى تشكيل وزارتهم، فيما نجد فى جانب آخر اعتصامات فى ميدان العباسية من قبل مؤيدى المجلس العسكرى، وآخرها دهس الشاب أحمد سرور فى فض اعتصام مجلس الوزراء بالقوة، مما زاد من حنق المعتصمين بالتحرير وبات المشهد مشوشاً ومنقسماً ما بين مؤيد للانتخابات للخروج من المأزق الذى تقع فيه مصر تحت الحكم العسكرى وما بين مقاطع لها اعتراض على الممارسات القمعية التى شهدها شارع محمد محمود.
الكاتبة والروائية سلوى بكر تتوقع حالة من الارتباك والالتباس تسود الشارع المصرى خلال أيام الانتخابات، مؤكدة أن الوضع الحالى تسيطر عليه حالة من الانفلات الأمنى فكيف ستُجرى اتخابات فى ظل هذا الوضع ؟.
ومن ناحية أخرى، أوضحت بكر أن صمود الثوار فى التحرير والإصرار على اعتصامهم سيلغى شرعية هذه الانتخابات ونزاهتها، لافتة إلى أنها لن تشارك بها لأنها جاءت فى ظل كم من دماء الشرفاء الذى راح ضحية الخروج بمصر من مأزق حكم العسكر الذى شوه المشهد السياسى المصرى على حد وصفها، قائلة فى لهجة تحذيرية للعسكرى: لابد من احترام إرادة الثوار فى الميدان وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى ثورية وليس عسكرية.
بينما فسر أستاذ التاريخ، الدكتور قاسم عبده قاسم، الوضع الحالى من الناحية التاريخية، حيث قال: إن مصر دائماً ما تمر بعصور تسمى بـ"عصور اللامركزية" أى ظهور اختلافات كثيرة فى الرأى، مؤكداً أن الوضع الحالى ينبئ بالتفاؤل فى ظل كثير من السجال والجدال.
ومن بين توقعات قاسم لتشكيل البرلمان القادم، قال إن التيارات الإسلامية بعدما كان من المتوقع حصولها على نسبة كبيرة فى البرلمان تغيرت الصورة بوقوع أحداث 19 نوفمبر، متوقعاً ألا تتعدى نسبتها أكثر من 20%، نظراً لافتقادها شعبيتها بعد تخليها عن الثوار والشهداء بميدان التحرير، مؤكدا أن الأغلبية أصبحت تفكر فى المشهد السياسى بشكل عام خارج نطاق الأجندات الخاصة، والأحزاب وبدأت تظهر القومية المصرية على حد وصفه، مضيفاً أن مصر مقبلة على دولة حرة وستدخل فى نطاق عالمى.
ودعا قاسم الثوار فى التحرير إلى إعادة النظر فى الدكتور الجنزورى كرئيس للحكومة الجديدة، قائلاً: أرجو من الشباب المعتصمين بالتحرير العقلانيين النظر إلى الدكتور كمال الجنزورى على كونه رجلاً محترفاً له من العلم بشئون الإدارة ما يؤهله لإدارة الفترة المقبلة، لافتاً إلى أنه عقب خروجه من الحكومة السابقة ظل له مكتبه بمعهد التخطيط الذى كان يطلع من خلاله على إدارة شئون البلاد ويعرف جميع خباياها.
عدد الردود 0
بواسطة:
ayman
يارب هون