محمد حمدى

العودة إلى 11 فبراير

الأحد، 27 نوفمبر 2011 11:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الحادى عشر من فبراير الماضى، سهر المصريون حتى الصباح فى احتفالات صاخبة، بعد قرار الرئيس السابق حسنى مبارك التخلى عن سلطاته، ولم يتوقف الناس عند النصف الثانى من حديث التخلى، وهو نقل سلطاته إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

نامت النخبة والمحتجون فى التحرير أكثر من تسعة أشهر، ثم صحوا من نومهم فجأة، ليعيدوا إنتاج نفس الحلول التى كانت مطروحة فى ميدان التحرير، قبل تنحى مبارك، وهى تشكيل مجلس رئاسى مدنى من خمسة أشخاص، أحدهم عسكرى، وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى.. تماماً مثلما كان مطروحاً فى الأيام التى سبقت تخلى الرئيس السابق عن سلطاته.

أخذت "الثورة" تعسيلة، وحين بدا أن مصر فى اتجاهها إلى تسليم سلمى للسلطة عبر صناديق الاقتراع، تنتهى ببرلمان ورئيس منتخب، أفاق الثوريون من حالة التوهان التى انتابتهم واكتشفوا فجأة أن مصر تحكم بحكومة عسكرية، وأن ما حدث فى الحادى عشر من فبراير لم يكن تنحى لرئيس سابق، وإنما انقلاب عسكرى انتهى بحكم عسكرى فى مصر.

الآن نعود إلى أول السطر، إلى الموقف الذى كان يجب اتخاذه فى الحادى عشر من فبراير، وهو رفض تولى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحكم، والتمسك بحكومة مدنية ومجلس رئاسى مدنى، على أن تتم الفترة الانتقالية فى عهدة وحماية القوات المسلحة ودون تدخل مباشر فى إدارتها.. لكن الفارق الوحيد الآن هو أن التخلى عن إدارة المجلس العسكرى لما تبقى من الفترة الانتقالية لا يعنى نهاية الحكم العسكرى، وإنما سيؤدى إلى انفراط مصر وتشرذمها.
لم يدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة المرحلة الانتقالية بكفاءة، وإذا شئنا الدقة، فهو مسئول عن الكثير من الكوارث التى تعيشها مصر، ومن أهمها الأزمة الاقتصادية، والانفلات الأمنى والمؤسسى، لأنه لم يكن حاسماً وحازماً، ولم تختر الإدارة العسكرية للبلاد صف القانون، وإنما لجأت إلى التهدئة فى كثير من الأمور، بداية من أزمة محافظ قنا المسيحى، وحتى أزمة حصار ميناء دمياط، وفى معظم الأحوال فرط المجلس العسكرى وحكومته فى هيبة الدولة، مما أدى إلى اقترابها من الانهيار.. لكن الذين أفاقوا من نومهم ويريدون العودة بالزمن إلى 11 فبراير سيكملون عليها ويأخذون البلد إلى الضياع.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

سبب استيقاظ الثوار فجاة

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام الجزيرة

وجهة نظر ..

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

الـثورة نائمـة لعـن اللـــه مـن أيقـذهـا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد السيد

الفوضي الخلاقه

عدد الردود 0

بواسطة:

سهام

خليك موضوعى

عدد الردود 0

بواسطة:

المهاجر

هل نستحق

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

ومتي يفيق إذن اهل الراي والثقافة من غفوتهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى على مصطفى

اكرر الاعتذار كما فى مقال الاستاذ اكرم القصاص

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة