قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، إن ما اسمته بتحالف الإخوان المسلمين مع المجلس العسكرى، والذى شبهته بزواج مصلحة، قد وضع الثورة وشبابها فى خطر كبير.
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من أن من قاد الثورة بنسبة كبيرة كانت القوى العلمانية، إلا أن المستفيد الأكبر من الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية التى ستبدأ غدا الاثنين هم الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية الأخرى التى تحظى بدعم بين الطبقات العاملة فى مصر.
وهذا هو السبب الذى جعل الإخوان يضعون رهانهم على الجدول الزمنى البطىء الذى وضعه الجيش للانتقال إلى الحكم المدنى والذى يمتد أكثر بمرور كل شهر.
ورأت الصحيفة، أن هذا الزواج بين الإخوان المجلس العسكرى قد "دق إسفين" فى الثورة، فالخاسر الأكبر هم شباب الثورة من أصحاب الفكر العلمانى، وفى ظل شعورهم بالإحباط من ظهور "البيزنس" كما هو معتاد فى مصر، فإنهم، يناضلون من أجل أن يصبحوا قوة سياسية تحظى بتأييد واسع.
واعتبرت الجارديان، أن طول الأزمة التى تواجهها مصر وتأثيرها على الاقتصاد المهزوز قد أقنع كثير من الجماعات التى دعمت الثورة فى بدايتها على أن يلقوا بثقلهم خلف المجلس العسكرى على أمل تحقيق الاستقرار، وهو الدعم الذى لم يهزه سوى الهجوم القاتل من قبل قوات الأمن على المتظاهرين المعتصمين فى ميدان التحرير.
من ناحية أخرى، وجهت الكاتبة أميرة نويرة، أستاذ الأدب الإنجليزى بجامعة الإسكندرية، انتقادات شديدة لجماعة الإخوان المسلمين، وقالت إن الجماعة استمرت فى إبعاد نفسها عن الشعب، ومع استمرار موت المصريين فى أحداث التحرير، فإن اهتمام الإخوان بتحقيق مصالحهم الذاتية وغطرستهم عرضهم لترقب الرأى العام بل وإزدرائهم.
واعتبرت الكاتبة، أن رفض الإخوان المشاركة فى احتجاجات ميدان التحرير هو الخطيئة الأكبر للجماعة حتى الآن، فلقطات الفيديو التى أظهرت إلقاء قوات الأمن لجثة متظاهر سقط قتيلاً فى القمامة قد صدمت المصريين وأغضبتهم، فخرجوا بالآلاف إلى الشوارع للاحتجاج على ذلك، ولم يكن لهؤلاء المحتجين أى مكاسب يريدون تحقيقها، بل كل ما أراده هو أن تُسمع أصواتهم، لكن الإخوان، ببقائهم بعيداً، قد بعثوا برسالة بأن الجماعة تجعل مصلحتها الذاتية فوق دماء المصريين، فأغضب قرارها الكثيرين حتى من بين أعضائها أنفسهم.
وفى حين يسلط هذا الموقف الضوء على الخلاف الذى زاد بين الإخوان وقطاع كبير من المصريين خلال الأشهر القليلة الماضية، فإنه يكشف أيضا عن التحديات التى تواجه الجماعة منذ سقوط مبارك.
ومن بين هذه التحديات، أن الجماعة وجدت نفسها فجأة عرضة لأنظار الجماهير بعد أن كانت تعمل بشكل سرى، فأصبحت تحركات قادتها وأعضائها مفتوحة، الأمر الذى جعلهم محلل التدقيق العام وفى بعض الأحيان الازدراء.
الجارديان: زواج المصلحة بين الإخوان والمجلس العسكرى وضع الثورة فى خطر
الأحد، 27 نوفمبر 2011 01:07 م