
اليوم السابع انتقل إلى المنطقة التى شهدت المعركة، وتقابل مع عدد من شهود العيان الذين رووا كافة تفاصيل المعركة، حيث أكد جمال سليم صاحب أحد العقارات التى دارت أسفلها المعركة، أن بداية تلك المشاجرة بدأت بين السائق ومجموعة من الأهالى بسبب اصطدامه لسيدة عجوز، وكانت تلك المشادات فى حوالى الخامسة مساء، وبعد قليل عاد السائق مرة أخرى بعد أن استدعى مجموعة من أصدقائه وزملائه يحملون أسلحة نارية وبيضاء، وبدأوا فى التشاجر مع الطرف الثانى ممن تعدوا على السائق وهو من أهالى المنطقة.

وأضاف جمال، أن الطرفين ظلوا يتبادلون إطلاق النيران بطريقة عشوائية سواء كان من أسلحة نارية أو أسلحة خرطوش أو سلاح ألى، وزجاجات الملوتوف، حتى الساعة التاسعة والنصف مساءً، مشيرا إلى أنهم حطموا 6 سيارات تابعين لسكان العقار الخاص به من بينهم سيارة حديثة لطبيبة مقيمة بالعقار كانت قد اشترتها منذ أيام، بالإضافة إلى تدميرهم محلات بالعقار وتحطيمهم الواجهات الزجاجية الخاصة بالمحلات نتيجة تبادل إطلاق النيران.

كما أشار صاحب العقار أن طرفى المشاجرة تسببوا فى إشعال النيران فى أتوبيس خاص كان متوقفاً بجانب الطريق وقت المشاجرة، وتفحم بالكامل، مضيفًا أنه كان يشاهد المعركة وكان يشعر بأنها "معركة بين عصابات شيكاغو" وهو ما أجمع عليه عدد كبير من الأهالى من أنها كانت معركة دامية لم يشاهدوها إلا فى أفلام العنف، وأضاف أنه مثل باقى المصريين كان مقهوراً من النظام السابق إلا أنه أعرب عن أسفه لندمه حالياً عن الأوضاع فى مصر قائلا: "أنا كنت الأول بنام وأنا مطمن فى البيت ولكن دلوقتى أنا بنام وأنا صاحى من كثر القلق على أبنائى وأشعر بالخوف كثيرا".

وعن ما أكده عدد من شهود العيان حول أن المشاجرة كانت بسبب خلافات بين أنصار مرشحين فى مجلس الشعب بدائرتى الزاوية الحمراء وحدائق القبة بسبب خلافات بينهما حول أماكن لصق الدعاية الإعلانية لكل مرشح منهما، فأكد أن ذلك ليس صحيحاً، مشيراً أنه خائف من النزول للإدلاء بصوته فى الانتخابات غدا لما شاهده من انفلات أمنى وعدم قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة على مشاجرة فى حى، موضحاً أنه يفكر فى دفع مبلغ 500 جنيه غرامة عدم الإدلاء بصوته ويفضل البقاء فى منزله خوفاً من وقوع اشتباكات فى الانتخابات قائلا: "لما الأمن ما عرفش يسيطر على خناقة فى الحى هايسيطر إزاى على العملية الانتخابية".

فيما أعرب عبد الحميد محمد عن استياء من المعركة التى شاهدها، موضحا أنه تعرض للإصابة فى وجهه نتيجة سقوط أحد ألواح زجاج المحلات على وجهه بسبب تبادل إطلاق النيران بين طرفى المشاجرة، وأكد الحاج يحيى صاحب محل الشبراوى للسندوتشات بالمنطقة أن المشاجرة تسببت فى حدوث تلفيات فى لافتة المحل واحتراق الدراجة البخارية الخاصة بتوصيل الطلبات بالمحل، وأكد صاحب محل أتيليه لتأجير الفساتين أنه فوجئ أثناء تواجده بالمحل بالطلقات تنهال على الواجهة الزجاجية للمحل وتسببت فى تحطيم الواجهة.

ومن جانبه فقد توصلت تحريات رجال مباحث القاهرة التى أشرف على تنفيذها اللواء أسامة الصغير مدير مباحث العاصمة، إلى أن المشاجرة أسفرت عن مقتل "مؤمن إبراهيم" (39 سنة) ترزى، و"أحمد سيد" (36 سنة) سائق، نتيجة إصابة الأول بطلقات خرطوش، وإصابة الثانى بطلق نارى أسفل الصدر، كما أسفرت عن تحطيم 10 سيارات وأتوبيس خاص ودراجة بخارية، فيما أصيب 103 أشخاص تم إسعاف عدد كبير منهم ولازال هناك 18 شخصاً محتجزين بالمستشفيات لحين تماثلهم للشفاء وذلك بحسب ما أعلنته وزارة الصحة.

كما تم القبض على 13 متهماً من بين طرفى المشاجرة وهناك 6 من بينهم مصابين بالمستشفيات وتم وضعهم تحت الحراسة لحين علاجهم، وأوضحت التحريات أن المشاجرة كانت بدايتها بين السائق مصطفى محمد وشهرته "فطوطة"، بسبب اصطدامه بالسيدة فواكه محمد (70 سنة) أثناء عبورها الطريق، وهو ما دفع "محمد حميدو دياب" بائع شاى للتدخل وإيقاف السائق وأخذ مفتاح السيارة وأجبر السائق على التوقف معهم لحين الاطمئنان على صحة المصابة وإسعافها، وهو الأمر الذى لم يرض السائق فأسرع واستدعى مجموعة من زملائه من بينهم "سيد مجانص" و"محمد حافظ" و"أحمد كوشه"" وآخرين، ودخلوا فى مشاجرة مع بائع الشاى وأهالى المنطقة تبادلوا فيها إطلاق النيران والملوتوف والحجارة.


وفى ذات السياق انتشرت سيارات الهيئة العامة للنظافة والتجميل فى شوارع المنطقة وتحديدًا التى شهدت المعركة وبدأت فى تنظيف الشوارع من أثار المشاجرة ورفع الزجاج المحطم فى الشوارع الناتج عن تحطيم واجهات المحلات وزجاج السيارات، ولازال رجال مباحث قسم شرطة الحدائق برئاسة المقدم شريف فيصل رئيس المباحث يواصلون تحرياتهم للوصول إلى الأسباب الحقيقة وراء المشاجرة وملاحقة باقى المتهمين الهاربين ممن شاركوا فى المشاجرة، كما تباشر النيابة التحقيق فى الواقعة.







