نالت الثورة الثانية – والتى اشتعلت من أجل التصحيح – ما لم تنله ثورة 25 يناير الأصلية من الانتقاد والرؤية الضيقة ليس فقط من قبل ما عرف بالأغلبية الصامتة أو "حزب الكنبة"، كما يحلو للثوار تسميتهم، لكن كان الغريب انضمام العديد من النخب السياسية والثقافية حتى أولئك الذين كانوا محسوبين على الثورة وأيدوها إبّان انطلاقها فى يناير.
إلا أننا نراهم الآن ينظرون إلى الأمر بشكل مختلف ربما لأن الأمور – كما يقولون – اختلفت بطبيعتها فلم يعد السبب الرئيس للتظاهر موجودا بعد أن تعددت المنابر وأصبح الحديث بحرية متاحاً للجميع وبلا قيود، ونحن – إن سلمنا بهذا القول – نكون حينها قد رأينا الحرية من منظورها الضيق جداً المتعلق بحرية الكلام وكأن الأمر كله ليس إلا كلام فى كلام.
وبعيداً عن الإطالة غير المبررة وتكرار كلام يتردد ليل نهار فى الإعلام فإن ما يستفاد من "الثورة الثانية" يتلخص فيما يلى:
• نذكر جميعاً أن بداية الأحداث كانت عندما اعتدت قوات الأمن على ما لا يتعدى 30 فرداً من المصابين وأهالى الضحايا ليفرغوا الميدان، كل ذلك لأن هؤلاء لا حيلة لهم ولا سند وظنوا بحسن نية أن المنبر الوحيد الذى قد يسعهم هو الميدان في الوقت الذى أُوصدت كل الأبواب فى وجههم. وقد تم التعامل مع هؤلاء بهذه الصورة لا لشىء إلا لأنهم قليلو الحيلة أو كما نطلق عليهم شعبياً "غلابة"، ومن المعروف أن "الغلبان فى البلد دي مالهش صوت" كما يقال، إلا أن الثورة الثانية أثبتت أنه من اليوم أصبح له بدلاً من الواسطة مليون وبدلا من الصوت مليون أيضاً أو كما يقول منير " الناس اللي ساكتة خلاص بقالها صوت".
• لو نظر البعض بطريقة أكثر موضوعية للأمر وبعيداً عن الشحنات العاطفية وتأمل لو أن تلك كانت "بالون اختبار" يرى بها الآخرون رد فعل الشباب المصري إزاء القوى المستبدة!!
إننى لا أستطيع أن أصف ما شعرت به وأنا أرى تزايد الأعداد مع استشهاد كل ثائر وقت أن تخيلت لو أن البعض فكر مجرد التفكير فى أن يأتى ليضع قدماً فى هذه البلد..!!
• كلنا يعلم أن هناك من اعتمد على أن يمُنّ على الثوار طوال الفترة الماضية بأنه من حمى الثورة.. واعتمد الإخوان مثلاً على نظرية "رمضان السكرى" وقمصانى وبنطلوناتى وظل يردد أنه لولا صمود رجال الإخوان لضاعت الثورة "يوم الجمل"، لتأتى هذه المتغيرات لوضع كل الأمور فى نصـابها ويتضح أمام العالم أجمع أن الحامى لهذه الثورة وحده هو الله ثم ... الشعب المصـرى.
أحمـد مـدنـى يكتب: لماذا كنا نحتاج لثورة أخرى..!؟
الأحد، 27 نوفمبر 2011 08:54 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ايمن
خلقنا لنعترض