نرمين كحيلة تكتب: هل أنت عنيد؟

السبت، 26 نوفمبر 2011 03:22 ص
نرمين كحيلة تكتب: هل أنت عنيد؟  صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا كانت الإجابة بنعم فيجب عليك أن تجاهد نفسك كثيرًا لتتخلص من هذه الصفة الذميمة وسنعرف من خلال السطور القادمة السبب فى ذلك، أولا: يجب أن نعلم أن العناد هو الإصرار على الخطأ يعنى مثلا إنسان يعلم أن ما يفعله خطأ ومع ذلك يصر عليه، وقد يكون العناد إيجابياً ومطلوباً طالما هو مبنى على قواعد متينة مؤسسة على دليل وبرهان لا شك فيه ولا مطعن ولا شبهة، وهو ما يسمى شرعاً "الثبات على الحق" وهو مبدأ الأنبياء وأتباعهم، بحسب قوله صلى الله عليه وسلم": لا يضرهم من خالفهم.. الحديث". وقد يكون العناد سلبياً ممقوتاً غير محمود طالما هو مبنى على الهوى والاستكبار وتجاهل الأدلة المنطقية على الرغم من ثبوتها وعدم التفكر فيها وفى احتمالات صوابها وخطئها، وهو مبدأ إبليس وأتباعه بحسب قوله- عليه لعنة الله - كما ذكر ذلك ربنا فى كتابه الكريم:.. قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} (الإسراء 61)، فقاده ذلك إلى اللعن مروراً برفض أمر الله سبحانه وتعالى والاستكبار على غيره من المخلوقات وهو أول ذنب حدث على وجه الأرض حتى أن إبليس حاول فيما بعد أن يتوب إلى الله فطلب من موسى عليه السلام أن يسأل ربه ذلك فطلب الله منه أن يسجد لقبر آدم وحواء فرفض إبليس وقال: "أنا لم أسجد لهما أحياء فهل أسجد لهما أموات؟". إذن العناد صفة الكفار والمشركين والمتجبرين فى الأرض والله لا يحب المعاندين والعنيد جزاؤه النار، وقد ذكرت آيات كثيرة للعناد فى القرآن: "وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد" (هود:59)، "واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد"(إبراهيم:15"، "ألقيا فى جهنم كل كفار عنيد" (ق:24)، "كلا إنه كان لآياتنا عنيدا" (المدثر:16) والعناد هى صفة منافية تماما للإيمان وللتوحيد، لأن تعريف الإسلام لغة: "هو الخضوع والاستسلام لله عز وجل" فلا يجوز أن تكون خاضعاً مستسلماً لله وفى نفس الوقت عنيدًا، لأنك لو كنت عنيدًا فسوف تصر على معصية الله كأن تصر مثلا على عدم الصلاة أو عدم الزكاة أو عدم الصيام.. إلخ.. وإذا كنت عنيدا فسيمنعك هذا من التوبة والاستغفار، ويقول "ديل كارنيجى" فى الفصل الثالث من كتابه: "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فى الناس": "إن أى مغفل يسعه أن يدافع عن أخطائه- ومعظم المغفلين يفعلون- أما أن تسلم بأخطائك فهو سبيلك إلى الارتفاع درجات فوق الناس، وإلى الإحساس بالرقى والسمو.. فإذا كنت مخطئاً فسلم بخطئك تكسب الناس إلى وجهة نظرك". وهذا يذكرنا بما فعله آدم عليه السلام حين تاب وأقر بخطئه فغفر الله له.. وهذا هو الفرق بين آدم والشيطان فكلاهما أذنب ولكن الأول تخلى عن عناده وأقر بخطئه والآخر أصر على خطئه. ولنا أمثلة شهيرة فى ذلك ففرعون مثلا لم يؤمن لأنه معاند، وكفار قريش لم يؤمنوا لأنهم معاندون وبنى إسرائيل استوجبوا لعنة الله وغضبه بسبب عنادهم وابن سيدنا نوح عليه السلام كان من المغرقين بسبب عناده.. ولو كان العناد صفة ملازمة لك فسوف ترفض نصيحة الآخرين وسوف تستمر على خطئك حتى النهاية وبالتالى تستوجب عذاب الله بالنار، أما المؤمن الحق فهو الذى يتراجع عن رأيه فوراً إذا تبين له أنه خطأ مثل عمر بن الخطاب حين قال: "أخطأ عمر وأصابت امرأة" وإبراهيم عليه السلام ورفضه عبادة ما يعبد قومه.. ونوح عليه السلام وعدوله عن الدفاع عن ابنه الكافر، أما الثبات على الحق فلا يسمى عنادًا ومثالنا على ذلك ثبات سيدنا محمد عليه السلام على الحق فقد رفض كل العروض التى قدمت له من أجل التخلى عن دعوته. وكذلك الإمام أحمد بن حنبل وثباته على مبدئه فى مسألة خلق القرآن وجميلة بوحريد وثباتها على الدفاع عن وطنها – الجزائر – وقد قابل ذات يوم الإمام أحمد بن حنبل لصًا وهو فى طريقه إلى السجن فقال له: أنا ثابت على الباطل – السرقة – رغم أنهم جلدونى أكثر من مرة فاثبت أنت على الحق، يعنى لدينا نموذجين للتمسك بالرأى أحدهما (وهو الإمام ابن حنبل) ثابت على الحق والآخر(اللص) مُصِرّ على خطئه وهو العناد، وهناك مثل شهير يقول: العناد يورث الكفر أى يؤدى إلى الكفر.

والعناد من المشاكل التى تعترض الحياة الزوجية، فالتصلب فى الرأى والجمود وعدم المرونة تضفى على الأسرة جوًا خانقًا وتنشر فى البيت ظلالاً قاتمة، وتهيئ المناخ لنفثات الشيطان وهمزاته، مما ينذر بالاقتراب من الخطر.

والسؤال الذى يفرض نفسه الآن: هل تستطيع التخلص من العناد؟ بالطبع نعم فلو لم يكن العناد قابلا للعلاج لما نهانا الله عنه وحذرنا منه وعاقبنا عليه، وعلاج العناد يأتى باستحضار عظمة الله سبحانه وتعالى وتذكر ناره التى تنتظر المعاندين ولنعلم جميعا أن العناد هو نوع من الحمق والغباء فليس من العيب أن يخطئ الإنسان - لأن كل ابن آدم خطاء - ولكن العيب كل العيب هو التمادى فى الخطأ والإصرار عليه.






مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

وائل كحيلة

الاصرار على الخطأ هو عناد يضر صاحبه قبل ان يضر به أى شخص آخر

عدد الردود 0

بواسطة:

Hossam Eldaly

قول أحد الحكماء

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

أعجبني جداً

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود كرم الدين محمود

جميلة جداااااااااااااااا

عدد الردود 0

بواسطة:

سحر الصيدلي

مقالة رائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

علياء عريشه

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود مصطفى

مقال متميز

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبدالمنعم مصطفى

وردان. امبابه . جيزه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبدالمنعم مصطفى

وردان. امبابه . جيزه

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم نحيلة

مقال مفيد رائع .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة