محمد أحمد الناغى يكتب: على هامش الفوضى

السبت، 26 نوفمبر 2011 01:02 ص
محمد أحمد الناغى يكتب: على هامش الفوضى صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- بكل براءة: نلوم الشرطة على غياب الأمن، ثم نذهب إلى الأقسام ومديريات الأمن لنحرقها!
- بكل براءة: نشكو الخسائر وسوء الحال بعد الثورة، ثم نقطع الطرق، ونغلق المصالح، ونحرق السيارات والمحال، والممتلكات العامة والخاصة!
- بكل براءة: نعيب عدم الاستقرار، وغياب الرؤية، وتذبذب السياسات، ثم مع كل رجفة جفن، وخفقة قلب، نطالب بتغيير المسئول!

بشكل أو بآخر، تحت ضغط اللحظة الطاحنة، اجتمعت مصالح القاصى والدانى، على هدف واحد: أن تنشغل مصر بالسقوط فى مستنقع الفوضى، القادمون هم بعض المستفيدين من الوضع الراهن المتكرر على مدار عشرة أشهر:
1- معتادو الإجرام، الذين عين مصلحتهم إحراق الأقسام وغياب الشرطة، وزعزعة ثقتهم بأنفسهم، سعياً لممارسة إجرامهم بلا رادع.

2- أذناب الحزب الوطنى ومدمنى المصالح والمال الحرام، من العهد البائد، والذين يمولون البلطجية ومثيرى الفتن لأجل الانتقام، وإثبات صحة وجهة نظرهم (أنا أو الفوضى)، مع آمالهم فى عودة الأوضاع لصالحهم.
3- أطراف خارجية (عربية وأجنبية)، وبالرجوع للتاريخ، ليس فى مصلحتهم سطوع الشمس المصرية، التى فى وجودها لن تظهر نجومهم.

4- الأحزاب والتكتلات التى تخشى أن تكشف الانتخابات المقبلة مدى ضآلة وزنهم السياسى بالشارع، فيسعون لمنع أو تأجيل الانتخابات، حيث مثل هذه البيئة المضطربة هى بيئتهم المثالية للنمو والظهور.

5- وسائل الإعلام بضيوفها ومعديها ومقدميها الذين يتجنبون نشر التهدئة، أو الصالح العام خشية فقدان جمهور متحمس مترقب، وما يتبع ذلك من فقدان المُعلنين، ناهيك عن ما فى الأحدث الملتهبة من فرصة للظهور والانتشار، والكسب المادى.

7- مرشحو رئاسة محتملين، يدركون أنهم إن سعوا للسير ضد التيار، لأجل مصلحة الوطن، لكان ذلك سبباً فى عزوف مريديهم عنهم، لذلك يؤثرون الإثارة – فقط -لأجل مصالحهم الشخصية.

* أما آن لنا أن نعلم- ونعمل- بقاعدة: أن ليس كل ما يتم تداوله هو حق، الحق هو ما يتم إثباته بقرائن وأدلة، أما الأراء التى دون ذلك فهى مجرد أهواء تفتقر الوزن، لكونها تفتقر لما يعضدها.

ليس الأمر كما يُشاع أن ما يُطلق عليه وثيقة السلمى هى السبب الرئيس، فلم تكن الحياة رائقة رغدة رائعة التسعة أشهر الماضية، وليست أحداث مسرح البالون، ولا ماسبيرو ببعيدة، فقد اندلعت من لا شىء سوى نيران الحقد والفتنة المتوثبة المتحفزة تحت الرماد تترصد الانقضاض متى لاحت الفرص، أو أشباه الفرص.

الشارع المصرى الآن فى إحساسه بقوته كمثل أميركا عقب انهيار البرجين؛ طافت العالم مستعرضة قوتها متيقنة أن عليها صب نيرانها صوب طرف ما، ليس من المهم من أو ما هو، المهم: لابد أن تضرب.
ولا أريد أن يصدق علينا الحديث النبوى الكريم: ستتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها فقالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال:لا، ولكنكم غثاء كغثاء السيل.
وما أزهى وما أغنى مصر..
وما أكثر اللئام والضباع الناهشين المتوثبين منها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة