خالد فاروق

غليان فى الشارع المصرى

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 10:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد السياسى خطير والأحداث فى مصر تنبئ بالعودة إلى الوراء، وما أشبه اليوم بالأمس القريب، فمنذ تنحى الرئيس مبارك عن الحكم ولم تتخذ الحكومة وعلى رأسها المجلس العسكرى قرارات من شأنها الخروج من حالة الثبات العميق التى يعيشها أفراد الشعب فمنذ 11 فبراير2011 إلى الآن لا نجد سوى الفوضى فى الشوارع، وانتشار البلطجة، وسرقة سيارات المواطنين الأبرياء، وانفلاتا أمنياً لم يسبق له مثيل، وانتشار الباعة الجائلين فى نهر الطرق الرئيسية، والكل يعيش حالة من التوهان ومخرجات انتاج الشعب المصرى صفر.

وعندما تسمع إلى المتخصصين من المحللين وأصحاب الفكر تجد كلاً منهم يحلل الواقع السياسى برؤية خاصة قد يختلف معه الآخرون، وفى اليوم التالى نجد أنفسنا نعيش كسابقه من الأيام فلا جديد.

بعض الذين قاموا بالثورة تجدهم يحاكمون محاكمات عسكرية ومن أفسدوا الحياة السياسية بالأدلة الدامغة فى حياة مبارك يحاكمون محاكمات مدنية وببطء شديد.. عجبى!

لم يجد الشعب حلاً سوى العودة إلى الميدان ليعبر عن استيائه ورفضه لحالة الرجوع إلى الوراء، وعدم القدرة على اتخاذ قرارات من شأنها تحريك المياه الراكدة منذ بداية العام، فالأحوال الاقتصادية تسوء والمواطن يفتقد للأمان ولم يستطع من تولوا شئون البلاد تغيير ولو بعض الواقع الذى نعيشه، ولكن العودة إلى الميدان أصبحت هلاكا ودمارا، فلم يعد الميدان إلى سابقه منبراً للحريات وللتعبير عن آراء الشعب بكل طوائفه وتياراته السياسية، فلم يكد ينزل الشعب إلى الميدان - الذى أصبح رمزاً للحرية – حتى واجهته قوات الأمن بسيل من القنابل المسيلة للدموع والطلقات النارية التى خلفت وراءها قتلى وجرحى وأعادت إلى الأذهان مشهد بدايات ثورة25 يناير، وكأننا نعود إلى الوراء بنفس منهج وفكر النظام السابق.

لماذا يصر المجلس العسكرى على تفويت تلك الفرصة الذهبية التى سجلها التاريخ بموقفه التاريخى عند حمايته للثورة والثوار فى مشهد أبهر العالم، لماذا يتراجع عن مواقفه النبيلة ولم يعط الشعب الفرصة للتعبير عن استيائه فى سلام وأمان عهده فى الأيام السابقة.

كيف يمكن أن نجرى انتخابات برلمانية وقوات الشرطة تعيد إلى الأذهان تلك الصورة القاتمة والعلاقة المتوترة بين الشعب وقوات الأمن، فالشعب الذى يقتل ويجرح وتهان كرامته على يد قوات الأمن مطلوب منه أن يذهب إلى مقار الإنتخابات البرلمانية ليختار نوابه فى جو من الحرية وقوات الأمن هى التى ستحميه ليعبر عن رأيه بحرية، فكيف لهذه المعادلة أن تتم وسط مظاهر الفوضى والتنكيل بالمتظاهرين فى ميدان التحرير وغيره من ميادين محافظات مصر المختلفة.

على المجلس العسكرى أن يحتوى غضب الشعب وغليانه وأن يكون أميناً على حفظ كرامة وأمن أفراده وأن يبقى على الصورة الجميلة التى رسمها فى أذهان العالم فى بدايات ثورة 25 يناير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة