قال الروائى الدكتور علاء الأسوانى، إن ما حدث يوم السبت الماضى لم يكن محاولة فضّ اعتصام عادية، بل كانت آخر معركة يخوضها نظام "مبارك" بكل شراسة واستماتة، استهدف منها استدعاء شباب الثورة للنزول إلى ميدان التحرير للفتك بهم، والقضاء عليهم بأى طريقة سواء من خلال القبض عليهم وتقديهم للمحاكمات العسكرية، أو القتل، وكانت حيلته فى ذلك الاعتداء على مصابى الثورة، موضحًا، ولكن ما أدهش "المجلس العسكرى" هو نزول الثورة لميدان التحرير بعد تسعة أشهر من الإنهاك، وأنه لولا هذه الاستجابة، لما قبل "العسكرى" استقالة حكومة "شرف" التى قدمت له أكثر من مرة وكان يرفضها، وهو ما يؤكد أن الثورة ما زالت تنتصر.
وأكد "الأسوانى" خلال صالونه الأسبوعى، أمس الخميس، بمركز إعداد القادة بالعجوزة، على أن "مبارك" حينما تنحى مُجبرًا على ذلك، وكلف "المجلس العسكرى" بالسلطة كان فاقدًا للشرعية، لأن تكليف من غير ذى صفة، وأن الشعب المصرى لو رفض فى 11 فبراير أن يتولى "العسكرى" السلطة لكان له ما أراد، وما كان لأحد أن يجبر الثورة التى أسقطت "مبارك" على أمر هى لا تريده، موضحًا، أن شرعية "العسكرى" جاءت من تفويض الميدان، ولا يوجد تفويض يستمر إلى الأبد، بل هو لمدة زمنية معينة ولهدف معين.
وقال "الأسوانى" إن الشعب المصرى عجوز بحكمته، ولكنه ليس ضعيفًا، ومن الحكمة أن يتغافل الإنسان أحيانًا، وعندما أعطت الثورة الشرعية للمجلس العسكرى تغافلت عن موقعة الجمل، لأنه لم يكن على الحياد، حينما رأى البلطجية يقتلون المتظاهرون ولم يتدخل، ولكن الشعب تغافل عن أخطاء "المجلس العسكرى" بمزاجه قال "عفا الله عما سلف"، مضيفًا: ولكن هل يعقل بعد كل هذا تصديق أن المجلس العسكرى حمى الثورة؟.
وحول أداء الشرطة العسكرية، قال "الأسوانى" إنها لم تتحرك إلا فى اتجاهين فقط، أولهما أنها تلاحق بشراسة المتظاهرين وتعمل على سحقهم وهتك أعراض المتظاهرات، والهدف الثانى كان إنقاذ مسئول من نظام مبارك بصعق المتظاهرين وهو ما حدث مع طلاب كلية الإعلام، مضيفًا، نحن نشهد حالة من الإخلاص الشديد من الشرطة العسكرية لرجال "مبارك"، تدفعنا للسؤال: أين كانت الشرطة العسكرية من الاعتصام على قضيب القطار، وتعطيله خاصة فى أشد الأوقات؟!.