بالمنهج المباركى العقيم نفسه، وبالطريقة عينها، والأسلوب ذاته، والتجاهل والتعامى والتعالى والمعالجة غير الواعية نفسها، يتعامل قادة المجلس العسكرى من صغيرهم إلى كبيرهم مع الثوار والمصابين والمتظاهرين العزل الذين يقفون الآن فى ميادين تحرير مصر.
ويبدو أن المصريين عاشوا عشرة شهور ما بعد الثورة مخدوعين بأكذوبة سقوط أباطرة النظام، لأن من يتلاعبون الآن بمستقبل مصر ليسوا بالتأكيد بقايا أو ذيول أو فلول النظام، فالواضح لكل من يملك عينين أن النظام نفسه مازال باقياً، بل ويحكم قبضته بقوة على مقدرات البلاد والعباد، فحيلة تغيير الوجوه لم تعد تنطلى على الشعب المصرى، فرائحة العفن السابق ذاتها مازالت تسيطر على المشهد.
وأعتقد أن الشعب المصرى قد وعى وكبر وبلغ الحلم السياسى، ولم يعد يقبل بالإسفاف والضحك على الذقون، وأعتقد أن تسليم السلطة فى مصر إلى حكومة مدنية وبشكل عاجل بات أمرا واقعاً، بل ومطلبا وطنيا، وعلى المجلس العسكرى أن يدرك خطورة الموقف، ويتخلى عن حمايته لرئيس وأبناء وأعضاء النظام السابق، ويتوجه سريعا إلى ثكناته، ويترك الساحة السياسية للسياسيين والثوار والعقليات التى تواكب متطلبات الثورة والثوار.
كما أعتقد أن كل من يدعى حماية الثورة مطالب الآن بالحفاظ على من قاموا بهذه الثورة وخلصوا الملايين من طغاة أذلوا وأفقروا وجوعوا الشعب لأكثر من ربع قرن.
وأعتقد أن قنابل المولوتوف والغارات المسيلة للدموع أثبتت فشلها فى كبح جماح وغضب شباب وثوار مصر.
وأعتقد أن صدور وأعين وأجساد الثوار لم تعد تحتمل المزيد من رصاص قناصة الداخلية – أقصد رصاص العناصر الخارجية الذين اعتلوا وزارة الداخلية سابقا- وأثبتت التحقيقات – بقدرة قادر- أنهم ممن ينتمون إلى دول التوتر المحيطة، وأصحاب أجندات خارجية بل إنهم عناصر غير مصرية من أحزاب خارجية.
وأعتقد أن جهاز الشرطة المصرية فى حاجة إلى جراحة عاجلة لاستئصال كل – وليس بعض- عناصره الفاسدة التى تربّت وترعرعت على ثقافة ومنهج الباشوية والإسراع فى إدماج البقية الباقية فى المجتمع، ليدركوا أنهم من نفس طينة وعجينة طبقات الشعب المختلفة.
وأعتقد أن كل وزير فى مصر لا يجد فى نفسه الكفاءة لخوض هذه المرحلة عليه أن يترجل فورا قبل أن تتلقفه مزبلة التاريخ.
وأعتقد أن كل مسئول مهما كان حجمه ومهما كانت وظيفته لا يجد مكاناً فى عقله لاستيعاب التغيير الجذرى الحاصل فى العقلية والثقافة المصرية، عليه أن يتنحى فورا ويترك المجال لعقول شابة برمجت نفسها بمنهجية مع متطلبات العصر ومتغيرات المرحلة.
وأعتقد أن نزيف الدم المصرى المراق فى شوارع وميادين مصر لا بد أن يتوقف فورا مهما كان الثمن.
وأعتقد جازماً أن المصريين فى حاجة إلى عقلية ومنهج يختلفان كلياً عن العقليات والمنهجيات البائدة التى لم تتمتع يوما بحنكة أو حكمة قيادة بلد بحجم مصر.
وأعتقد أخيرا أن أى شريف فى مصر لا يقبل ما يحدث الآن فى مصر.
ميدان التحرير
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
anyone
ي اخى اتقى الله
اتقى الله وتثبت
عدد الردود 0
بواسطة:
صريحه ولكن
فلسطين 48
واعتقد...واعتقد...واعتقد..و اعتقد جازماً!!
عدد الردود 0
بواسطة:
على يونس الشاذلي
والله عندك حق
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام شحاتة
وماذا بعد
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
صدقت يا استاذ حسام
عدد الردود 0
بواسطة:
نهي حسام الشيخ
ربنا يستر......
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد زهق من الفوضى
يا أهل الفتنة كفوا عن فتنتكم
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الشيخ
يبدو أن اختلاف وجهات النظر يفسد قضية الود بل ينسفها
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشيمي
الله ينور عليك
عدد الردود 0
بواسطة:
إسلام معن
قد تبين الرشد من الغي