قبل أحداث التحرير الأخيرة كان هناك شعورعام لدى الكثيرين بأن هناك شيئا يدبر فى الخفاء من أجل عرقلة الانتخابات البرلمانية أو أن تتحول الانتخابات إلى مجازر، وولدت الدعوة لمليونية 18 نوفمبر شعورا بأن ما نخشى منه يوشك أن يحدث.
كانت هذه الاستنتاجات مبنية على أحداث سابقة مثل أحداث مسرح البالون وماسبيرو وكنيسة إمبابة وغيرها. كان هناك دائما ثقة فى وجود أصابع خفية لا تريد الاستقرار لمصر ولا لعجلة التغيير أن تدور.
المؤسف أن المجلس العسكرى يخرج إلى الناس فى كل مرة ليؤكد أن هناك فعلا أصابع خارجية تسعى للوقيعة بين الجيش والشعب للقضاء على الثورة. والمدهش أن المجلس العسكرى يرفض الإفصاح عن هذه الجهات رغم تأكيده على علمه بها !!!!!!!.
هذا الموقف حقيقة هو السبب الرئيسى الذى أراه لما نحن فيه الآن، فالشعب يفقد ثقته تدريجيا فى المجلس العسكرى وقراراته ويرى أن ما يحدث لا يحقق أملها فى التغيير الذى كانت تنشده.
هذا عن المشكلة فماذا عن الحل؟
بالطبع عودة الثقة فى المجلس العسكرى هو الحل، لكن السؤال كيف؟ أعتقد أن الإجابة يمكن أن تكون فى الخطوات التالية:
قبول استقالة كل من د.عصام شرف واللواء منصور العيسوى والتحقيق السريع فى أحداث التحرير ومحاسبة المسؤلين عنها.
قبول استقالة د.على السلمى وإلغاء وثيقة المبادئ الدستورية استجابة لمطالب مليونية 18 نوفمبر.
إجراء الانتخابات البرلمانية فى موعدها وبنفس الجدول الزمنى.
تشكيل حكومة إنقاذ وطنى عقب انتهاء انتخابات مجلس الشعب تحظى بأغلبية برلمانية فى خلال 15 يوما.
يؤدى رئيس مجلس الشعب المنتخب اليمين الدستورية كرئيس مؤقت للبلاد ويدعو لانتخاب رئيس جديد خلال 6 أشهر.
تشكل القوى السياسية مجلس أمناء للثورة يعمل كمستشار سياسى للمجلس العسكرى.
هذه الخطوات أعتقد أنها هى المخرج من الأزمة الحالية. مع التأكيد على أن حجر الأساس لنجاح الثورة هو الثقة فى المجلس العسكرى والتى نتمنى أن نحافظ عليها لأن من دونها ستنهار البلاد وسنصل إلى ما لا تحمد عقباه.
