أثار خطاب المشير طنطاوى، بالأمس، غضب الكثير من الشعب المصرى، حيث اعتبروه تكرارا لخطابات مبارك فى ثورة يناير، حتى أنه خرج ليصدر بنفس القرارات يوجه التهم نفسها للثوار وتجاهل سقوط عشرات الضحايا ومئات المصابين دون محاسبة المسئول عن ذلك، وقرر عدد من المثقفين والمفكرين تقديم خطابات للمشير والثوار والأغلبية الصامتة للإيجاد حلول للخروج من الأزمة الراهنة.
وجه الشاعر سيد حجاب أول خطاباته إلى المشير والمجلس العسكرى، ويقول إن ما حدث هو التفاف على الثوار واستمرار النظام بأقنعة أخرى تحاول ضرب الوحدة الوطنية بين القوى الوطنية وبين القوات المسلحة، وما حدث فى الأيام الأخيرة فى ميدان التحرير من استخدام للغازات الممنوعة دوليا وسقوط شهداء ومصابين بهذه الأعداد المفزعة هو جريمة ضد الإنسانية بكل المعايير ينبغى أن يقدم مرتكبوها إلى المحاكمة والاعتذار عنها للشعب المصرى، وعدم تجاهلها مثلما يحدث.
ويؤكد حجاب أنه بالفعل يوجد ثورة مضادة تعبث بالوطن ولكنها ليست ممثلة فى شباب التحرير، وإنما ممثلة فى أطراف متعددة تبدأ بأمريكا وإسرائيل والنظم العربية المستبدة التى تريد أن تبقى على حالة الفوضى فى البلاد وتنتهى عند بقايا النظام السابق.
وقال حجاب " لقد سئمنا من الوعود التى يتأجل تنفيذها كثيرا مما تدفع الشباب إلى رفع سقف مطالبها، ولا يعقل بعد كل ذلك أن يهدأ الميدان والمذبحة مازالت قائمة"، ووصف خطاب المشير بأنه كان باهت ومراوغ، مثل عندما يتحدث المشير عن ضحايا أزمة وليس شهداء سقطوا نتيجة جريمة ارتكبتها الداخلية، وحيت تحدث عن قبول استقالة حكومة شرف واستمرارها فى تسيير الأعمال حتى تكون حكومة إنقاذ وطنى لا يحدد موعد لها، والحديث عن العدالة والشفافية ولم تطهر بعد الداخلية والإعلام من فلول النظام، وحين يتكلم عن عدم تقديم ناشطين سياسيين أمام القضاء العسكرى فى مقابل وجود 12000 ناشط فى السجون العسكرية، كل هذا فيه تجاهل للواقع القائم أمامنا.
ووجه حجاب خطابا آخر للشعب المصرى قال فيه إن مصر وشبابها وقلبها النابض فى خطر، طاحموا أبناءكم فى التحرير وفى كل ميادين تحرير مصر، فلو تم القضاء على هذه الثورة ستدخل مصر فى نفق مظلم يستمر عقودا طويلة".
بينما وجه الروائى فؤاد قنديل خطابه للمجلس العسكرى قائلا إنه لا يمكن أن يظل المجلس متباطئا فى اتخاذ قراراته منذ البداية، فقد رفض تكوين مجلس انتقالى وتصور أنه يمكنه أن يدير شئون البلاد بمفرده وكانت النتيجة مثلما نرى الآن فى المشرحة والمستشفيات، وأخيرا خرج المشير ببيان متأخر كثيرا ويضم قرارات أقل من طموحات الثوار.
وأضاف قنديل حتى لا نبكى على "الدم" المسكوب، يجب إجراء الانتخابات مع تقصير الفترة البينية، وتشكيل محاكمة عادلة لمحاسبة كل من تسبب فى قتل وإصابة كل هذه الأعداد الغفيرة من الثوار، الذين كانت معظم إصاباتهم فى العيون، كما كان يحدث فى يناير أى أن من فعل ذلك هم نفس الأشخاص ويتبعون نفس الأسلوب، كما يرفض أى حديث عن استفتاء شعبى لبقاء الجيش فى مهمته المدنية، فيجب أن يعود إلى ثكناته فورا بمجرد إجراء انتخابات رئيس الجمهورية التى من المقرر إقامتها فى خلال 7 أشهر، وقال للثوار إنه يجب عليهم التحلى بالصبر والهدوء والتفكير بعقلانية.
ووجه المفكر والباحث محمد حافظ دياب خطابه للأغلبية الصامتة التى ترفض موقف الثوار وترى أنهم يدمرون مصر، ما يحدث الآن هو العودة 9 أشهر إلى الخلف، حيث نعود إلى جرى البعض وراء مواقع النفوذ وانتشار التدهور الأمنى المقصود وترسيم معركة انتخابية، وظهور لتيارات متخلفة وأحزاب عميلة وإعلام متواطئ، والبعد عن أهداف الثورة الحقيقية من حرية وعدالة وديمقراطية، فنحن أمام موجة شبابية جديدة وجدت من يسرقون ثورتهم، لذلك كان لا مفر من العودة لميدان التحرير، ولكن هذه المرة لن تثنيهم تصريحات المسئولين وبياناتهم عن تحقيق أهدافهم فى حياة كريمة خارج الأسر العسكرى.
وأشار دياب إلى أنه إذا كان الشباب فى يناير استطاعوا الصمود لمدة 18 يوما دون كلل حتى تحقيق هدفهم، فإنهم هذه المرة يضعون فى اعتبارهم أن الفترة قد تطول ولكن لن يعودون من دون تحقيق هدفهم ومطلبهم الذى نزلوا من أجله.
عدد الردود 0
بواسطة:
قرفانه
كلام رائع
ربنا معانا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى من الاغلبية الصامتة
بدون