بعيدًا عن دائرة الاشتباكات التى تشتعل بين الفينة والأخرى، بين المتظاهرين وقوات الأمن فى شارع محمد محمود، أو الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية، يعكف شباب آخرون من المتظاهرين على مهمة تأمين مداخل ميدان التحرير، عن طريق دوريات متتابعة للحراسة، مهمتها الكشف عن هوية المتظاهرين، والتأكد من عدم حملهم الأسلحة أو الممنوعات، وتلجأ فى كثير من الأحيان إلى تفتيشهم ذاتياً إذا اقتضى الأمر.
وخلافًا لثورة يناير، فإن الخطر الأكبر هذه المرة لا يتمثل فى بلطجية قد يقتحمون الميدان بين عشية وضحاها، لكن الخوف من مندسين يتسللون خفية لإحداث إرباك فى صفوف الثوار.
وعلى مدخل شارع طلعت حرب، يقول خالد إبراهيم، أحد حراس الميدان، إن الوردية تستمر ثلاث ساعات فقط، يقوم بعدها الشخص المكلف بالتأمين بالراحة، مضيفًا، "لا تواجهنا أزمة فى الأفراد المطالبين بالحراسة، لأن المتطوعين كثيرون وكل منهم يرغب فى المساعدة".
ويتابع إبراهيم، "أتابع كل الوافدين للميدان، ولدى خبرة فى اصطياد العناصر المشبوهة أو الأفراد الذين تبدو على ملامحهم الاضطراب". مضيفًا، "قبل يومين، اكتشفت شخصًا مضطربًا كثير الالتفات، يحاول دخول الميدان، قمت بتفتيشه ففوجئت بحمله سلاحًا ناريًا وطالبته بالابتعاد عن الميدان وحذرته من التواجد فيه كى لا يتم تسليمه للمتظاهرين".
فى شارع قصر العينى، استخدم المتظاهرون حواجز حديدية لسد المدخل، وترك مساحات ضيقة لمرور الأشخاص بعد تفتيشهم وسيارات الإسعاف التى تنقل المصابين، ويقف شابان، الأول سيد إبراهيم، مهمته تفيش الوافدين، ومطالبتهم بإظهار تحقيق الشخصية، والثانى محمد شعبان، لتنظيم حركة الدخول والخروج، وتنبيه الفتيات إلى المدخل الخاص بهن، ويقول شعبان، إنه يسأل عن البطاقة فقط لمن يبدو عليهم الاحترام، ولكنه يطلب من زميله تفتيش من يعتقد أنه قد يحمل سلاحاً يهدد به من بالداخل.
"شعبان" لا يعرف أسماء من يساعدونه فى العمل، عدا شاب وحيد اسمه إسلام، هو المسئول عن تنظيم المدخل، وتحديد "شفتات العمل".
كل مداخل الميدان تتشابه فيها طرق التأمين، عدا مكان واحد، يحمى فيه المتظاهرون الميدان بأجسادهم، هو مدخل محمد محمود، حيثُ لا توجد لجان تفتيش، وإنما دروع بشرية لمنع تقدم قوات الأمن المركزى إلى داخل الميدان، كتل من بشر تسد الشارع أمام الأمن.
يقول محمود على، صاحب موتوسيكل يستخدمه لنقل المصابين من الخط الأمامى فى الشارع أو من فقدوا وعيهم من استنشاق الغاز إلى المستشفى الميدانى، "لا أستطيع الوصول للخط الأمامى لمحمد محمود بسهولة، فالأمر يحتاج لمناورات، قد تجد نفسك فى مواجهة الأمن، أو عائدا للميدان محمولا على الأعناق أو على موتوسيكل بعد فقد الرؤية بسبب كثافة الغازات".
حُراس الميدان يتناوبون على تأمين التحرير.. دورية العمل ثلاث ساعات.. وتخصيص "عناصر" للقبض على المندسين.. ودروع بشرية تؤمن محمد محمود ضد اختراق الأمن.. وحواجز حديدية لتفتيش القادمين من قصر العينى
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 10:22 م
اللجان الشعبية لتأمين الميدان