وصفت الكاتبة والروائية أهداف سويف الحكم العسكرى فى البلاد بأنه عدو الثورة، وقالت إن الحرب فى ميدان التحرير، كما تسميها، تتعلق كلها بأمر واحد، وهو أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ليس لديه نية للتخلى عن السلطة.
وأشارت "سويف" فى مقالها بصحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن التنازل الوحيد الذى قام به المجلس العسكرى هو تحويل قضية أحداث ماسبيرو التى وقعت فى أكتوبر الماضى إلى محاكم مدنية وليس عسكرية، واعتبرت أن هذا الأمر غير كاف، قائلة إن المجلس الأعلى قد فضح نفسه بشكل كامل على مدار الأيام الثلاثة الماضية، ويجب أن يتنحى ويسلم السلطة لرئيس مدنى يشكل حكومة إنقاذ وطنى.
وتحدثت "سويف" عن الأسباب التى أدت إلى تصاعد الأحداث ووصولها إلى هذا الأمر، وقالت إن الاشتباكات بدأت مع تدخل الأمن لفض اعتصام بالقوة لعدد من مصابى الثورة، لكنها تشير إلى أن السبب الحقيقى هو الإحساس المتزايد بأن المجلس العسكرى لا ينوى تسليم السلطة. فالمجلس، كما تقول سويف، كان قد تعهد بنقل السلطة خلال ستة أشهر، لكن هذا ما لم يحدث، ووضع خطة لتسليم السلطة تستغرق 18 شهراً أخرى، والأهم من ذلك أنها تضمن بقائه فى السلطة أثناء صياغة الدستور.
وتمضى "سويف" فى القول إن ترسيخ حكم الجيش جعل المجلس العسكرى يبدو عدواً للثورة، وربما لم يكن فقط مقربا لنظام مبارك.
وربما كان الهدف من الاعتداء على مصابى الثورة يوم السبت هو إنزال الشباب إلى الشوارع لقتلهم، كما تقول سويف، وهناك قلق فى البلاد من أن يتذرع المجلس العسكرى لتأجيل الانتخابات، لكن الكاتبة ترى أن هذه الانتخابات ربما لا تكون ذات أهمية، لأنه مع بقاء الأمور هكذا، سنذهب إلى انتخابات تفرز برلماناً بلا صلاحيات مثل حكومة عصام شرف، وهو ما سيوفر غطاءً للمجلس العسكرى لصياغة الدستور.
وختمت "سويف" تقريرها بالقول إن الأمر الملح الآن هو الوقوف بحزم حتى يسلم المجلس العسكرى السلطة إلى حكومة إنقاذ وطنى، يترأسها واحد أو أكثر من المرشحين المحتملين للرئاسة، على أن تدير هذه الحكومة الانتخابات. وهذا هو السبب الذى عادت لأجله الثورة إلى شوارع مصر.
أهداف سويف للجارديان: المجلس العسكرى لا نية لديه للتخلى عن السلطة
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 11:19 ص