شاكر رفعت بدوى يكتب: الثورة بين أعضائها وأعدائها

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011 06:20 م
شاكر رفعت بدوى يكتب: الثورة بين أعضائها وأعدائها صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لقد هدمت الثورة المصرية دعائم متهالكة قامت على الفساد ولكنها حتى الآن لم تبن دعائم وأسس دولة قوية، خاصة أن مصر تملك مقومات الحداثة والتقدم.. لقد سقطت دولة الظلم لأن بناءها لم يكن على أسس سليمة.. بناء هلامى وأساسات واهية ضعيفة ساهمت فى سرعة سقوطها.. ولكن قيام الثورة لا يعنى بالضرورة نجاحها.. لأن نجاح الثورة يعنى الوصول إلى أهدافها التى قامت من أجلها.. والذين يتهمون الثورة بالفشل هم من يرون أن الثورة لم تصل بعد إلى مبتغاها.. وقد يرجع هذا إلى عدم إدراك هؤلاء لمعانى البناء ومدى صعوبته.. كما أن الذين يصرون على التأكيد على نجاح الثورة لمجرد قيامها لا يعرفون كيف يقيسون النجاح.

جميعنا يجمع على نجاح الثورة فى اقتلاع جذور الفساد وإنهاء حقبة مظلمة من الظلم والطغيان.. ولكن هذا النجاح المرحلى لا يعنى بالضرورة نجاح الثورة المطلق لأن النجاح يقاس بشيئين لا ثالث لهما.. أولهما نجاح البداية وثانيهما تمام النهاية.. وها هى قد نجحت البداية ولكنها لم تصل بعد إلى تمام النهاية.. وفى المقابل فإن عدم وصول الثورة إلى تمام النهاية لا يعنى فشلها كما يزعم البعض، لأن الوصول إلى نقطة النهاية يحتاج إلى جهد وإلى وقت، تماما كما المريض الذى نجح فى تشخيص مرضه ويريد أن يبلغ تمام الشفاء.. والوصول إلى ذلك يتطلب علاجا ناجحا يراعى فيه فترة مناسبة للوصول إلى التعافى التام من المرض.. ومصر تحتاج إلى الصبر والتأنى من أجل التعافى من مرض عضال ظل ينهش فى جسدها سنوات طوال.. وهذا مكمن التعارض مع الذين يتعجلون بلوغ تمام الشفاء دون إدراك لمدة العلاج ربما بحسن نية أو بغيرها.. وإذا افترضنا حسن النوايا فقد يكون منبع التعجل والاستعجال هى رغبة دفينة فى إثبات نجاح الثورة وهذا من شأنه أن يؤدى إلى نتائج عكسية ويهدم عملية البناء التى تحتاج إلى وقت وجهد عمادهما الاستقرار.. فالذى يجب أن يشغلنا جميعا هو بناء مصر وتعافيها وهذا بمثابة رد عملى على من يزعمون فشل الثورة.. فلا يجب أن يشغلنا إثبات نجاح الثورة على حساب استقرار مصر.. ما يجب أن يشغلنا هو أن نحقق لمصر الوصول إلى نقطة الاستقرار التى بها ستسترد عافيتها.. والتعجل فى تحقيق النتائج يؤدى إلى الفشل فى الوصول إلى نقطة الاستقرار ثم فشلها فى الوصول إلى تمام النهاية.. وإذا كان البعض يرى أنهم بتعجلهم فى بلوغ تمام النهاية إنما يرجع لكونهم أعضاء فى ائتلافات أو حركات أو أحزاب تشغلها نجاح الثورة فهم لا يدركون أنهم دون أن يدروا قد يصبحون بتعجلهم أعداء لها.. إن أعضاء الثورة الحقيقيين ليسوا فقط أعضاء فى ائتلافات أو حركات أو أحزاب، بل هم من يريدون صلاح مصر ويبحثون عن سبل الوصول إلى نقطة الاستقرار التى لا يريد أعداء مصر الوصول إليها.. فكلنا أعضاء فى ثورتنا.. وكلنا شركاء فى نجاحها واستقرارها وبنائها.. وأعضاء ثورة مصر أقوى بكثير من أعدائها ليس لكثرة عددهم فحسب، بل لأن الله ناصرهم ومؤيدهم.. فمصر ذكرت فى القرآن الكريم أكثر من مرة والله عز وجل كفيل بحمايتها ورعايتها.. فهى فى حفظه عز وجل.. ولا يساورنا أدنى شك فى أن مصر ستبلغ - بإخلاص أبنائها وبعزيمة أعضائها المحبين لها- مجدها وعزتها وتسترد عافيتها وستصبح فى مصاف الدول المتقدمة فى غضون سنوات قلائل بإذن الله تعالى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة