محمد الحفناوى يكتب: يا شعب مصر لك الله

عندما تفتح الجرائد أو المواقع الإلكترونية وتقرأ أخبار مصر تتعجب وتحتار ومن الحيرة قد تبكى لأنك لا تكاد تضع يدك على حل اللغز الذى يقابلك، لأن الفقر وضيق ذات اليد يحاصرونك بينما الأخبار كالتالى:

حققت قناة السويس خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالى إيرادات بلغ إجماليها 4 مليارات و342 مليون و900 ألف دولار، مقابل 3 مليارات و929 مليون و500 ألف دولار خلال الفترة المماثلة من العام الماضى بزيادة تبلغ 413 مليون و400 ألف دولار.

استقبلت قرية البضائع بمطار القاهرة الدولى 13 طردا من الذهب تضم 246 ألفا 87.2 كيلوجرام/ تم نقلهم على طائرة خاصة تابعة لطيران الخدمات البترولية من مرسى علم، وهو الذهب الذى تم استخراجه من منجم "السكرى".

وصرح مصدر مسئول بأن شركة "أمانكو" قامت باستلام الذهب لنقله إلى مقر هيئة الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية.

فعندما تقرأ هذه الأخبار وتقارن بين ما نعيشه بالفعل يتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة وليست سؤالا واحد ألا وهى أين كل هذا ونسبة من يعيشون تحت خط الفقر تقترب من أربعين فى المائة؟ أين كل هذا وهناك موظفون مازالت مرتباتهم وإجماليها لا يتعدى الـ300جنيه؟ أين كل هذا والشباب يئن من البطالة وتأخر سن الزواج أن من يرى الأرقام يشعر أننا نعيش فى رخاء ورفاهية بل يحسد مصر والمصريين على ما تنزله السماء عليهم من خيرات بلا حساب.

وعند افتتاح منجم السكرى هذا بالذات قبل الثورة فى عهد الرئيس المخلوع اطل علينا أحدهم ليمدح النظام ورأس النظام ويهنئهم على التفوق والتقدم والرقى باقتصاد هذا الوطن، بل إنه قال إن هذا المنجم قد يدر على مصر شهريا تريليون دولار وشكر الرئيس المخلوع الذى نهض باقتصاد مصر بعد أن تسلم خزانتها خاوية ووعدنا بالرفاهية، ولكن نحن كما نحن لم نتقدم قيد أنملة بل إنهم زادونا فقرا على فقرنا.

نريد أن نستفسر أين كانت تذهب مليارات قناة السويس السابق ذكرها أين أطنان ذهب السكرى وأين نحن كشعب من هذه الأرقام الفلكية هل كتب علينا أن نقرأ الأرقام ونتحسر عليها فقط؟

هل كتب علينا ألا نتذوق سوى الخسائر والكوارث والضرائب والأزمات الاقتصادية وعندما تتكشف الحقائق نستيقظ على آلاف المليارات المهربة حولها أزلام الشيطان والأنظمة الفاسدة إلى الخارج ليعانى الشعب آلام الفقر والذل وينعم اللصوص بالرخاء والسعادة ولا عزاء للفقراء!!!!