سعيد سالم يكتب: الثورة الحقيقية تبدأ يوم 28 نوفمبر!!

تبدأ يوم 28 نوفمبر الجارى أهم وأقوى وأنزه وأخطر انتخابات تشهدها مصر خلال 60 عاماً مضت، فهى الانتخابات الأولى بعد سقوط النظام السابق يوم 11/2/2011 بعد أحداث مريرة وغير مسبوقة شهدتها البلاد منذ 28 يناير حتى 11 فبراير2011 م، وهو اليوم المشهود فى تاريخ مصر، حيث تخلى فيه الرئيس السابق عن حكم مصر طوعاً أو كرهاً – لا يهم الآن!!

وإنما ما يهم الآن أكثر من أى شىء آخر هو التأكيد على أن تعاطى الانتخابات القادمة بشكل مُحترم من خلال الأقبال الكامل على التصويت من الناخبين من أدنى وأقصى محافظات مصر، ومن خلال الممارسة الدعائية المُحترمة من المرشحين هى الطريق السليم والقوى والناصع والشفاف للوصول إلى بر الأمان لمصر.

فتلك هى بداية الثورة الحقيقية للتغيير السلمى الآمن عبر آليات صناديق الإنتخابات التى اعترفت بها بلاد العالم أجمع كمعيار أساسى للوصول إلى كرسى حكم البلاد من خلال أصوات الشعب.

وتلك هى الثورة الحقيقية لتحويل مصر إلى بلد ديمقراطى حر، ترضخ الأقلية فيه إلى رأى الأغلبية، وتحترم فيه الأغلبية رأى الأقلية، ويعملا سوياً على النهوض بالبلاد إلى أعلى عليين.

وتلك هى الثورة الحقيقية لأن يعرف الشعب قدره ودوره الرئيسى والمحورى فى أدارة شئون بلاده وفق أختيارات الأغلبية منه لأى فصيل سياسى شرعى يتحمله الشعب، ويتحمل سلبيات وأخفاقات وإيجابيات ومزايا حُكمه نتيجة أختياره له حاكماً للبلاد للمدة الدستورية الذى أختاره لها!!

وتلك هى الثورة الحقيقية ليشعر الشعب المصرى أن أحداث يناير لم تذهب سُدى!! وأن أهم ما جاءت به هى عودة الحكم للشعب وأن تستمد أى حكومة قوتها وهيبتها من الشعب!!

فهل يهُب الشعب المصرى من سُباته، ويخرج للانتخابات بأعداده المسجلة فى كشوف الناخبين (حوالى 45 مليون مواطن)، ويُحسن (يُحسن!!) اختيار حاكميه من بين المُرشحين ، ثم يصبر على أساليب حكمهم وخططهم المستقبلية حتى نهاية المدة الدستورية المقررة للحكم، ثم يعاود الشعب مرة أخرى الخروج للانتخابات ويختار مَن سبق أختيارهم أو غيرهم لحكم البلاد.. وهكذا، وهكذا!!

تلك هى الثورة الحقيقية التى له ديمومة شرعية لو تعلمون!!، وتلك هى الثورة الحقيقية التى تُحقق مكاسب وأرباح ونهضة مُستدامة، ولا تُحقق أبداً خسائر أو أصابات أو قتلى – لا قدر الله !!