الأزمة الاقتصادية تطيح بخامس حكومة أوروبية

فاز حزب الشعب اليمينى الأسبانى أمس الأحد بالأغلبية المطلقة فى الانتخابات البرلمانية التى جرت أمس الأحد بعد حصوله على 44.6% من الأصوات مقابل 28.7% من الأصوات التى حققها الحزب الاشتراكى العمالى، ووعد رئيس الحكومة الجديد ماريانو راخوى بأن يبذل قصارى جهده للخروج من الأزمة الاقتصادية التى تواجه أسبانيا، ومكافحة البطالة.

وقالت ماريا دولوريس كوسبيدال، المسئولة الثانية في الحزب الشعبى، إن حزبها "نال الغالبية المطلقة الأكبر فى تاريخه" وذلك بعد حصوله على 187 مقعدا فى مجلس الشيوخ فى مقابل 109 مقعد للحزب الاشتراكى الذى يحكم البلاد منذ 2004.

وأضافت "نشعر اليوم برضى كبير ممزوج بشعور كبير بالمسئولية فى هذه الأوقات الصعبة".

وقال ماريانو راخوى فى كلمته التى ألقاها فى مقر الحزب بعد إعلان فوزه الساحق "اطلب منكم جميعا أن تواصلوا مساعدتى، فهناك أيام صعبة تنتظرنا، مضيفا "لا بد من احترام صوت اسبانيا من جديد فى بروكسل وفرانكفورت، وأتعهد بأن لن نكون جزءا من المشكلة ولكننا سنكون جزءا من الحل"، كما أنه تعهد بإجراءات تقشفية تشمل كل الميادين عدا معاشات التقاعد، وكان برنامجه الانتخابى يتضمن مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية، أهمها خفض الإنفاق العام واقتطاعات فى الموازنة العامة، وخلق مزيد من الوظائف لخفض معدل البطالة.

ومن ناحية أخرى كتب مرشح الحزب الاشتراكى العمالى الفريدو روبالكابا على صفحته الخاصة على الفيس بوك فى أول تعليق له بعد هزيمة حزبه "شكرا جزيلا من القلب"، وأعربت وزيرة الخارجية الأسبانية السابقة ترينيداد خيمينز عن حزنها الشديد بعد تلقيها خبر هزيمة حزبها الاشتراكى العمالى فى الانتخابات، قائلة "الاشتراكيون عاشوا ليلة حزينة للغاية".

وقالت خيمينز إن الحزب الاشتراكى لديه طريق طويل فى انتظاره حتى يعود بنفس القوة التى كان عليها ، مؤكدة أن "أهم شىء الآن هو البدء من جديد"، مضيفة "علينا أن نبدأ بالعمل وأن نظل نعمل حتى نستعيد ثقة المواطنين".

وأعربت خيمينز عن أملها فى أن يستطيع حزب المعارضة أن يخدم الشعب الأسبانى وأن يصبحوا على أكبر قدر من المسئولية تجاههم حيث أن ما يهمنا فى النهاية هى مصلحة أسبانيا.

وكان الحزب الاشتراكى العمالى تعرض لانتقادات واسعة منذ مايو الماضى حيث نظم الشعب الأسبانى عدد من المظاهرات والاحتجاجات للتعبير عن غضبهم من السياسات التقشفية التى تتبعها الحكومة فضلا عن ارتفاع نسبة البطالة حتى وصلت إلى 21%، وقاموا بتنظيم حركة حملت اسم "حركة 15 مايو" التى انضم إليها "الغاضبون" من الحكومة الأسبانية.

وتعتبر أسبانيا من الدول التى أطاحت بحكوماتها بسبب الأزمة الاقتصادية وذلك بعد اليونان وإيطاليا.

وهنأ زعماء أوروبا رئيس الحكومة الأسبانى ماريانو راخوى بالانتخابات البرلمانية بالأمس، وأعربوا جميعهم عن اقتناعهم بأن حزب الشعب هو الذى سينقذ أسبانيا من الأزمة الاقتصادية.

ودعا رئيس المجلس الأوروبى هيرمان فان رومبوى راخوى لزيارة بروكسيل لتهنئته "شخصيا" بفوزه فى الانتخابات، وكتب على صفحته الخاصة بالموقع الإلكترونى تويتر" أدعو ماريانو راخوى لزيارة بروكسيل لتهنئته "شخصيا" بالفوز فى الانتخابات".

فان رومبوى "إننى مقتنع تماما من قدرة الحكومة الجديدة للتغلب على الأزمة الاقتصادية الحالية، وأنها ستستمر ببرنامج الإصلاح اللازم لتحقيق النمو الاقتصادى وخلق فرص العمل، كما أننى اتطلع للعمل مع رئيس الحكومة الجديد فى المستقبل القريب".

وتحدث كل من فان رومبوى ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل دوراو باروسو، مع راخوى أمس لتهنئته على فوزه فى الانتخابات فى مؤتمر المندوبين المفوضين، بعد وقت قصير من إعلان النتائج الرسمية للانتخابات.

كما هنأ رئيس البرلمان الأوروبى، جيرزي بوزيك، راخوى "بحرارة" "الفوز الساحق" فى الانتخابات العامة، وكان مقتنعا بأن الحكومة الجديدة ستعيد لأسبانيا لطريق النمو الاقتصادى"، "بعد أن وصف زعيم الحزب الشعبى كسياسى بأنه " ذو الخبرة والاختصاص".

وأجرى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى اتصالا هاتفيا لراخوى ليلة أمس، ليعرض عليه العمل الثنائى لتحقيق الاستقرار والنمو فى منطقة اليورو فى مرحلة "بالغة الصعوبة" التى يمر بها الاتحاد الأوروبى، كما أعرب ساركوزى عن تهانيه الحارة لراخوى، متمنيا له النجاح فى المهمة الهامة التى تعهد بها للشعب الأسبانى.

كما هنأ رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون نظيره راخوى، وذلك لفوزه الساحق فى الانتخابات البرلمانية الأسبانية أمس الأحد.

وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون أجرى اتصالا هاتفيا مع راخوى مشددا على ضرورة بدء أسبانيا للعمل بشكل فعال وأن تكون ذات مصداقية فى إطار السعى لمعالجة ديون البلاد.

وأعرب كاميرون عن رغبته فى العمل المشترك وبشكل وثيق مع الحكومة الأسبانية الجديدة.