ألقت الأحداث الدامية التى شهدها ميدان التحرير أمس الأحد، بظلالها على الأجواء الانتخابية، وخاصة فى المؤتمرات الانتخابية لمرشحى الشعب بشقيه القوائم والفردى، كما علقت بعض الأحزاب والقوى السياسية حملاتها الدعائية لمرشحيها اعتراضا على الأسلوب الذى وصفوه بالقمعى فى فض ميدان التحرير من المتظاهرين السلميين.
ففى دمياط ظهر تأثر المؤتمرات الانتخابية للمرشحين بأحداث التحرير، ففى مؤتمر حزب التحالف الاشتراكى أول أمس أعلن مرشحوه رفضهم الجلوس على منصة المؤتمر الذى عقد بحديقة عائشة عبد الرحمن تعبيراً عن رفضهم لما يحدث فى ميدان التحرير من انتهاك لحرية المتظاهرين وضرب وقتل للثوار.
وأضاف حاتم البياع، مرشح الحزب ومنسقه فى دمياط، أن مصر لم تتغير كثيرا، وأن الثورة لم تكتمل بعد، ومازال القهر والبلطجة سمة سائدة لدى آلة النظام البائد والحالى، منتقدا ما حدث على مدار اليومين الماضيين فى ميدان التحرير، والذى أسفر عن مقتل وإصابة المئات بسبب استخدام العنف غير المبرر فى التعامل مع المتظاهرين.
ولم يختلف الحال كثيرا فى مؤتمر حزب العدل الذى أقيم فى شارع عمرو بن العاص والذى انتقد فيه مرشح الحزب الأحداث الدامية، ولفت محمد صالح مرشح الحزب إلى أن مصر لن تغيير إلا من خال انتخابات برلمانية، وأن الأمل معقود على حسن اختيار المرشحين لإعادة صياغة دستور جيد يعيد الحياة إلى طبيعتها فى كل ربوع مصر.
من جانب آخر أكد عمران مجاهد المرشح المستقل عمال عن الدائرة الثانية أن استعمال القوة المفرطة مع المتظاهرين أو المحتجين أمر يرفضه الشارع المصرى، بعد أن استعاد حريته وكرامته، وطالب مجاهد كلا الطرفين بضبط النفس وعدم تصعيد الأحداث والمواجهات حتى يتسنى لنا جميعا إعادة بناء مصر داخليا.
وفى بور سعيد هاجم الدكتور علاء البهائى، المرشح على رأس قائمة حزب النور ببورسعيد لخوض انتخابات مجلس الشعب، القوى الليبرالية والعلمانية، واتهمها بمحاولة عرقلة الانتخابات القادمة وافتعال أزمة، واتهمهم بأنهم خلف الأحداث والتصعيد فى ميدان التحرير.
وأضاف فى مؤتمر انتخابى، قال الرسول ستنشق أمتى إلى 73 شعبة كلهم فى النار إلا ما أنا عليه وأصحابى، فكان هناك مسمى السلفية، واستنكر مهاجمة الإعلام للسلفيين لانخراطهم فى الحياة السياسية، وقال إذا كان هؤلاء يعنون بالسياسة، فإن المراوغة والكذب والخداع والميكافيلية فقد صدقوا، فنحن لسنا أهلا لهذه السياسية، إنما نحن أهل سياسة أخرى، وهى سياسة الرسول وأصحابه، ومبادئ الوفاء بالعهد.
وعلق "البهائى" عما يحدث الآن على الساحة والأحداث الجارية بالتحرير، قائلا: "إن القوى غير الإسلامية، والتى تتمثل فى القوى الليبرالية والعلمانية، أيقنوا أنهم ليس لا وجود لهم فى الشارع المصرى، وأن لن تكون لهم الغالبية فى البرلمان القادم، فقرروا إصدار وثيقة مشبوهة فى هذا الوقت الحرج لتعطيل هذا الأمر، من أجل إفساد هذه الانتخابات، فنحن نزلنا فى مليونية المطلب الوحيد، وأوضحنا موقفنا من هذه الوثيقة، وقمنا بفض الاعتصام فى نفس اليوم من أجل المصلحة العامة لمصر، ولكن الموجودين فى الميدان الآن هم من حركات 6 إبريل وأشباهها من أجل تعطيل العملية الانتخابية.
وناشد "البهائى"، المخلصين، من أبناء مصر أن يعودوا إلى بيوتهم، حتى لا نعود مرة أخرى إلى نقطة الصفر، وأن يتم وقف الانتخابات ونعود إلى الحكم الجبرى مرة أخرى.
وفى أسيوط بدأ بعض المرشحين والأحزاب فى أسيوط تعليق دعايتهم الانتخابية احتجاجا على أحداث التحرير، بينما استمرت بعض الأحزاب الأخرى، خاصة الإسلامية، فى دعايتها غير مرتبطة بما يحدث.
يأتى على رأس هذه الائتلافات والأحزاب التى علقت الدعاية الانتخابية ائتلاف شباب الثورة بأسيوط، والذى يخوض أربعة مرشحين منهم ضمن قائمة حزب الجبهة بأسيوط، وقال عمرو عبد الناصر المرشح على مقعد الفئات ضمن قائمة حزب الجبهة وعضو ائتلاف شباب الثورة بأسيوط إن مرشحى الائتلاف قرروا تعليق دعايتهم الانتخابية ومؤتمراتهم التى كان من المقرر عقدها الأيام القادمة، وفق جدول زمنى احتجاجا على أحداث التحرير المؤسفة والقوة المفرطة ضد متظاهرى التحرير، وإن مرشحى الائتلاف قرروا المشاركة فى المظاهرات الموجودة الآن بأسيوط، لأن ما يحدث الآن تجاه الوطن يحتم علينا الوقوف جنبا إلى جنب لما فيه صالح الوطن.
كما قام بعض المرشحين على المقاعد الفردية بتعليق دعايتهم أيضا منهم عبد الله تمام رئيس مجلس إدارة جريدة "اليوم"، والمرشح على مقعد الفئات على الدائرة الثالثة، وقال "تمام" إن الأحداث التى تحدث فى التحرير تدعو للتفكير جيداً، وإعلاء مصلحة الوطن على أى أهداف أخرى أو توجهات أو صراعات حزبية.
وطالب تمام متظاهرى التحرير، بتوخى الحذر وعدم الانجرار نحو مواجهة مع الجيش أو الشرطة، وطالب الشرطة والجيش بعدم الاحتكاك بأبناء الوطن وشبابها، والمحافظة على أمن واستقرار البلاد، وأن تسير المظاهرات بشكل سلمى بعيدا عن الاحتكاكات التى خلفت مئات المصابين أكثر من عشرة قتلى، فيما يستمر معظم الأحزاب، وعلى رأسهم أحزاب التيارات الدينية فى دعايتها، بدعوى أن المرحلة تقتضى الآن التمسك بالانتخابات التى ستساعد على استقرار البلاد.
ومن جهته قال أيمن شعيب أمين حزب النور السلفى بأسيوط أن الحزب يستنكر الأحداث المؤسفة التى تتعرض لها مصر الآن، وأن مطالبات المتظاهرين مشروعة، ولابد من فتح تحقيق عاجل وسريع لهذه الأحداث، ولابد من المطالبة بحقوق هؤلاء المصابين والقتلى فى الأحداث، وعلى التوازى مستمرين، ونطالب باستكمال وسير الشكل الطبيعى للانتخابات القادمة، ونرجو ألا تؤثر الأحداث على سير العملية الانتخابية التى سوف تساعد على الاستقرار فى البلاد.
أما عبد العزيز خلف مرشح الإخوان المسلمين عن الدائرة الثالثة على مقعد الفئات فردى ما يحدث فى التحرير عبارة عن مطبات لعرقلة الانتخابات المقبلة، وتقويض للعملية الديمقراطية، وهو عبارة عن انقلاب أبيض على الشرعية، واتفق مع متظاهرى التحرير فى حقهم فى التظاهر السلمى، ولكن طالبهم بتفويت الفرصة على الداعين لتأجيل الانتخابات، وتغليب مصلحة الوطن، وسرعة إجراء انتخابات ووضع دستور وانتخاب رئيس للبلد، ونأمل أن يكون ذلك قبل نهاية 2012.
حمادة نصار المتحدث الرسمى باسم الجماعة الإسلامية بأسيوط، قال إنه لا يمكن للجماعة الإسلامية أن تعلق حملتها الانتخابية بدعوى الاحتجاج على ما يحدث فى ميدان التحرير، كما فعل البعض لأن الجماعة ترى أن البلاد تمر بوقت عصيب، وأزمة سياسية وأمنية طاحنة لا يمكن الخروج منها إلا بالاستقرار الذى لا يمكن الوصول إليه، إلا عن طريق الانتخابات البرلمانية النزيهة والشفافة.
وأضاف أن ما حدث بالتحرير يومى السبت والأحد لا علاقة له بمليونية الجمعة ذات الوجه الحضارى المشرق، وأن استثمار مشكلة مصابى الثورة حق أريد به باطل، وأن المجلس العسكرى وحكومة شرف يتحملان نصيب الأسد عما يحدث نتيجة بطء السلحفاة الذى يسيران به فى التعامل مع الأزمات والمشاكل المزمنة، وأن الحلول المطروحة للمشاكل لا تأتى منهما إلا كرد فعل للانتفاضات الجماهيرية المتكررة.
وأكد أن ذلك التباطؤ الغريب من صانعى القرار لا نرى أن هناك مبررا للتصعيد المتزايد من قبل البعض الذى يهدف إلى إثارة حالة من الفوضى التى تؤدى بدورها إلى تأجيل الانتخابات أو إلغائها.
وفى الإسكندرية أكد أبو العز الحريرى، القيادى بحزب التحالف الشعبى، أنه يدرس حاليا تعليق حملته الانتخابية بالتنسيق مع المرشحين الآخرين بالقائمة المرشحة على قائمة "الثورة مستمرة" بالدائرة الثانية بالإسكندرية، احتجاجا على أحداث التحرير الأخيرة، والتعامل بعنف مفرط من الأجهزة الأمنية مع الثوار والمتظاهرين بالميدان.
وأدان "الحريرى" ما حدث، مشيرا إلى أن سياسة المجلس العسكرى هى السبب وراء الأزمات التى لحقت بمصر مؤخرا، مطالبا بمحاكمة المجلس العسكرى والوزراء، مشيرا إلى أن آخر النكسات بالمادة (9) الخاصة بالمجلس الأعلى، معتبرا أن الدكتور على السلمى ما هو إلا موظف قام بتنفيذ رغبات أعضاء المجلس العسكرى، والذين وضعوا الجيش فى مهانة، بالخروج عن دوره الوطنى، ورغبتهم فى جعل الجيش فوق كل المصريين، فى حين أنه هيئة مملوكة للشعب المصرى.
من جهة أخرى أعلنت قائمة حزب الوعى وكل قوائم وكل المرشحين عن ائتلاف شباب الثورة تعليق حملاتهم الانتخابية ومؤتمراتهم وعودتهم للميدان لاستعادة الثورة أولا لهدم الفساد أولا، ثم بناء مصر بكل مؤسساتها.
كما أعلن حزب العدل تجميد حملته الانتخابية الخاصة بقائمة شرق الإسكندرية للتفرغ للثورة العظيمة، والرجوع لصفوف الثوار الشرفاء، وأعلن الحزب إلغاء المؤتمر الجماهيرى الرابع الخاص بمنطقة المنضرة، والذى كان مزمعا إقامة أول أمس.
أحداث التحرير تفرض نفسها على المؤتمرات الانتخابية.. قوى سياسية تعلق حملاتها الانتخابية بالإسكندرية ودمياط وأسيوط.. ومرشحو "النور" يتهمون العلمانيين بافتعال المواجهة لتعطيل الانتخابات
الإثنين، 21 نوفمبر 2011 04:56 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ناصر
موش فاهم
عدد الردود 0
بواسطة:
استغفروا الله
استغفر الله
عدد الردود 0
بواسطة:
على
اللى مش عاجبه
عدد الردود 0
بواسطة:
وليد بيومى
طمع طمع طمع
عدد الردود 0
بواسطة:
صادق النية
ديكتاتورية فراعنة الديموقراطية
عدد الردود 0
بواسطة:
KOKY
مصر
ياجماعه شكلها مصر مش هترجع تاني مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد عبدالعظيم
مصر إلى أين ؟!
عدد الردود 0
بواسطة:
دكتور وجيه عفيفى
مصر فوق الجميع