أؤمن أن زمن المعجزات انتهى، لكن أؤمن تماما أن رحمة الله لم ولن تنتهى. بلدى فى احتياج إلى رحمة الله. بلدى فى احتياج إلى معجزة ترتب أوراقها وتعيد لها صوابها، بلدى فى احتياج إلى انضباط وأمل وكثير من العمل والضمير.
مايحدث شىء يفوق الخيال، يعجز معه العقل على أن يفهم أو يفسر أو يتنبأ!
قاد الرئيس السابق ثورة على نفسه فى 25 يناير، ولو كان يمتلك بعض الحكمة وبعض القوة وبعض الفضيلة، ما قامت ثورة عليه وعلى نظامه، لو ترك وطنا قويا متعلما يعول نفسه، يعمل ويتقن وينمو، ما صار الحال إلى ثورة لها الآن ألف أب ومليون ابن.
كان للرئيس أنور السادات عبارة شهيرة يقولها عن خصومه: فيه ناس لازم تتحاكم بتهمة الغباء السياسى، هذه العبارة تنطبق تماما على نظام الرئيس السابق. الغباء، هو الذى أوصل دولة كبيرة بحجم مصر إلى الغرق فى ديون فوق طاقتها، هو الذى صور للحاكم أن استمراره فى الحكم مرهون بوجود مواطن جاهل مريض ضعيف فقير عاجز، يجرى طول اليوم وطول العمر للحصول على لقمة عيش. إننى أطالب بمحاكمة كل وزراء التعليم الذين حولوا التعليم إلى جهل، والتربية إلى بلطجة، ومعاقبة كل وزراء الصحة الذين ساروا فى خطة انتهاك كرامة المواطن المصرى.
ما سرق من المواطن المصرى أهم بكثير وأكبر من مليارات الدولارات، المواطن المصرى بخطة محكمة سرق شرفه وآدميته وحياته وعقله وقدرته على أن يعيش ويعرف طعم الحياة ويربى أطفاله تربية معتدلة، سرقت صحته كما سرقت ابتسامته.
ثورة الرئيس السابق فى 25 يناير على نفسه وعلى نظامه الهش، كشفت لنا كم كنا لانريد أن نرى الحقيقة، كم كنا - ومازلنا بالمناسبة - نعيش فى مجتمع قبيح وأسود، يعانى فيه من يريد حياة طبيعية كريمة ويشرب المر ويدفع الثمن من عمره، بينما حوله أشباه أشياء أشباه بشر، هياكل تشبه البنى آدم وهى ليست كذلك، يمتصون كل شىء ويسرقون كل شىء ويقبلون بكل شىء ولو كان عفنا تماما. إما أنا وإما الفوضى، عبارة الرئيس السابق فى خطابه قبل الأخير، كانت لا تعنى خطة ما، فهذا نظام فقد أصلا القدرة على التفكير والتخطيط - حتى الشرير منه - منذ فترة، كانت العبارة تعتمد على حقيقة واحدة: أننا فقدنا القدرة على الوقوف بأنفسنا، أصبحت أقدامنا رخوة وأصابعنا طرية وقلوبنا حجر، كان يدرك أن سنواته الأخيرة أفرزت مئات الفصائل المتناحرة على السلطة وعلى الثروة، كانت تقارير أمن الدولة تؤكد له فى سنواته التى عجز فيها عن فهم الشعب.. أن نظامه نجح فى أن يجعلنا لانفهم أنفسنا أصلا. قامت ثورة 25 يناير فى الوقت الخطأ، والصواب أنها كانت يجب أن تتم فى 25 يناير 2001، وقتها كان الوطن فى عافيته، كان المعارض وطنيا حقيقيا، لم تلوثه معونة من الخارج ولم يطمع فى مدد من دولة أخرى، لم يمد يده، كانت صحة المواطن المصرى المتهم أنه حزب الكنبة مازالت فى عافيتها، والمزاج رائقا، والمصريون غير منقسمين على أنفسهم، كانوا واحد، أخطأت الثورة موعدها ورجالها وأصحابها، فقامت بدون فكرة وبدون قائد، وانتهت إلى مطاوى وخراطيش نار فى الميدان، حلت عليها لعنة الفوضى، وذاق الجميع مرارة ثورة متأخرة عن موعدها عشر سنوات، فقر أكثر وألم أكثر وخوف أكثر وقلق أكثر وأيام مجهولة غامضة تهب رياحها من حيث لا نعلم!
لهذا، أؤمن أن رحمة الله تعالى لن تغلق باب المعجزات، فنحن نحتاج معجزة تنقذ مصر من مصر ومن المصريين، وسوف تأتى، الله يحب مصر!
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
آدم المصري
سلاسل ذهب