محمد زكى يكتب: المغششون

الأحد، 20 نوفمبر 2011 11:10 م
محمد زكى يكتب: المغششون أحمد جمال الدين موسى وزير التربية والتعليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرا للظروف الحالية التى تمر بها مصرنا وأيضا تحسبا لما قد تسفر عنه المعركة الانتخابية التى تدور رحاها بداية من انتخابات مجلس الشعب ومرورا بانتخابات مجلس الشورى، وانتهاء بانتخابات الرئاسة وهى فترة يصعب التنبؤ بما قد ينتج عنها، لذلك قررت وزارة التربية والتعليم إجراء اختبار هذه الأيام لمراحل التعليم المختلفة تحت ستار أنه اختبار تقويم أو تمهيدى لامتحان نصف العام أو.. المهم أن الغرض من الامتحان أن يكون ورقة احتياطية حتى إذا أسفرت الظروف والأحداث عن صعوبة إجراء امتحان منتصف العام الدراسى يعتمد هذا الامتحان بدلا منه ويقال إنه إن تعذر لا قدر الله أن يستمر العام الدراسى لأى سبب طارئ يمكن اعتباره بديلا لامتحان آخر العام أى نهاية العام الدراسى وينتقل التلميذ أو الطالب إلى السنة التالية بموجب هذا الامتحان، بالطبع هذا كلام غير رسمى ولكن كل العاملين بوزارة التربية والتعليم فهموا ذلك وأفهمونا إياه وفى خضم الامتحانات التى تجرى على شاكلة امتحانات منتصف العام من حيث نظام جلوس التلاميذ أو المراقبة عليه أو.. جاءنى ابنى ليخبرنى أن المدرسين يدخلون إلى الفصول ليغششوا أبناءهم وأن مدرس الفصل – المراقب- يتركهم بل يرحب بما يفعلون وأن الإداريين بالمدرسة يدخلون أيضا لأبنائهم ومعارفهم وأقاربهم لتتم عملية غش مشينة ولا أدرى كيف يسمح ضمير هؤلاء لهم أن يغتالوا القيم بما يفعلون كيف يقف معلم ليتحدث ويدرس الفضائل وفاقد الشىء لا يعطيه، ألا يعلم أنه قد سقط من عين تلميذه، ألا يعلم أنه ينشر رذيلة بفجاجة أن من غشنا فليس منا، إنه ينتهك ميثاق شرف مهنته ويبرز أولاده على الآخرين، إنه آثم لا محالة وإن لم ننظر إليها من الناحية الدينية رغم أننا يجب أن نرد دائما تصرفاتنا إلى الدين دعونا نقيسها بمقياس أخلاقى أو قانونى لا يستقيم أيضا.

الوضع هنا والقضية الأكبر هى أن بعض المدرسين أصبحوا يؤمنون بالغش كوسيلة للنجاح، بل إنهم يطبقونها على أبنائهم، أتعجب أننا نعطى لإنسان الصلاحيات كاملة لكى يعلم بل ويربى أبناءنا ونجده من الداخل أصبحت لديه قناعات غير أخلاقية، منها موضوع الغش وعندما سألت تلاميذ آخرين وجدت بعض اللجان أو الفصول يدخلها مدرسون ليكتبوا الإجابات على السبورة، وبالطبع مثل هذا المدرس لا يفعلها من أجل سواد عيونهم، بل لأنه يعطى دروسا خصوصية ويجامل التلاميذ الذين يمد يده لهم كل شهر ليتلقى نظير خدماته، وهناك فئة من المدرسين يدخلون ليعطوا إجابات خاطئة إما جهلا بالمادة أو نكاية فى زملائهم أصحاب الدروس الخصوصية لإظهار تلاميذهم بمستوى ضعيف ودرجات منخفضة وحدثتنى طالبات بمدرسة إعدادية أن مراقب الامتحان وهو مدرس المادة يسمح لمن عنده بالدرس أن يتكلموا وأن يتبادلوا الإجابات، ولكن يطلب منهم أن يتم ذلك بهدوء وإن طلبت منه أى طالبة شيئا وهى لا تذهب عنده فى مجموعات دروسه الخصوصية يقول لها إن تحدثتى مرة أخرى سأسحب ورقتك.

أيها الناس أيها المؤمنون أيها المسلمون يا شعبنا الغالى لم هذا إننا نسمع كل يوم عن وقفات احتجاجية لأن المدرس يريد مائة فى المائة زيادة فى راتبه، ثم مائتين فى المائة ثم الزيادة دون مساس بمكافأة الامتحانات، ثم.. ثم.. وهذا حقه وقد ناله، لأنه من المفترض أن دخله فقط عبارة عن راتبه الذى يتقاضاه نهاية كل شهر، ونحن نستأمنه على فلذات أكبادنا وللأسف بعضهم غير أمين نجده عنيفا فى معاملة من لا يعرفهم وحنون على من تربطه بأهاليهم علاقات، إن مدير أو مديرة المدرسة تتساهل جدا مع بعض المنافقين من الموظفين ويحضر أى منهم متأخرا وقد وجد من يوقع له بالحضور، بل من يريد أن يقضى مصلحة يستأذن ويترك عمله ليذهب مثلا للتسوق، وبالطبع يتم تسجيله حاضرا من الممكن أن تجد عاملا له صالون حلاقة أو محل بقالة والآخر عنده تاكسى والمصالح تعم الجميع، بل تحت لافتة لم شمل الأسرة تجد الموظف أو المدرس معه زوجته تعمل أيضا بنفس المدرسة ومعهم أولادهم تلاميذ بالمدرسة ولا مانع من اصطحاب أطفالهم الصغار معهم ويجلسونهم فى الفصول تحت مسمى مستمع لا أريد أن أطيل ولا أريد أن أعمم لأن هناك المعلم المحترم وهناك المدارس المثالية.

ولقد تتلمذنا على يد جيل من المعلمين الذين غرسوا داخلنا قيم حميدة ستظل نبراسا لنا مدى الحياة ولكن نحن نضىء للسادة المسئولين بعض الجوانب التى قد تكون خافية
عليهم ونود أن يتم التصحيح خطوة خطوة ومن لا يريد أن يستقيم فليترك مكانه لأن الكثيرين ينتظرون ويمكنهم ملء الفراغ بأفضل من المتوقع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة