حلمى النمنم

سوريا.. التدخل الدولى ليس بعيداً

الأحد، 20 نوفمبر 2011 04:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسعدنى قرار وزراء الخارجية العرب فى اجتماعهم بالقاهرة حول الشأن السورى، لكن بقدر السعادة أثار القرار الكثير من القلق، أما السعادة فلأنه لا يجوز أن يُترك شعب لسفاح يمارس غريزته السادية فى القتل والتدمير، لقد احتمل الشعب السورى ببسالة منذ مارس الماضى، ما تقوم به أجهزة الأمن والجيش من إطلاق رصاص وقتل المدنيين فى الشوارع واعتقال عشرات الآلاف، لا لشىء سوى أنهم يرفضون الديكتاتورية والطغيان، ولأن سوريا بلد بلا نفط مثل العراق أو ليبيا لم تهرع القوات الدولية لمواجهة الطغيان، ولأن سوريا على الحدود الإسرائيلية، وتمسك ببعض مفاتيح حزب الله، وضمن نظام الأسد تأمين الجبهة السورية مع إسرائيل تأميناً تاماً منذ حرب أكتوبر 1973، حيث لم يحدث اختراق واحد للهدنة على الحدود، فإن إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة أعطيتا بشار فرصاً متتالية لينهى الأزمة السورية بالحل الأمنى، وفشل ذلك الحل وتحركت الجامعة العربية كى لا يبقى الشعب السورى وحيدا، بلا سند وبلا غطاء عربى، بينما هذا الشعب، كان حاضراً وبقوة فى جميع القضايا العربية.

لكن القلق يبدأ من أمرين، الأول: غباء الطاغية وإصراره على مواصلة القتل واستعمال الجيش ضد المواطنين المدنيين، أى أنه سيواصل الطغيان من قتل واعتقال، والمؤشرات تشير إلى مواصلة عمليات القمع والعنف المسلح ضد المدنيين.

الثانى: أن يفتح هذا القرار الباب لتدخل دولى فى سوريا، قد يكون مقدمة لخطوات أخرى، وما حدث فى ليبيا ومن قبلها العراق ليس بعيداً عنا.

أعلن أمين عام جامعة الدول العربية أكثر من مرة أن الجامعة ضد تدويل المسألة السورية، وضد التدخل الدولى فى شؤونها، لكن الأمور السياسية لا تتم بالنوايا وحدها، وغالباً ما تأتى الأفعال مناقضة للنوايا.. والمعنى أنه برغم حرص الجامعة العربية والكثيرين من المراقبين العرب على ألا يقع تدخل دولى فى سوريا، لكن التدخل سيقع مع استمرار قمع المظاهرات والمتظاهرين، وتحفز الاتحاد الأوروبى، والولايات المتحدة لكل ما يقوم به النظام السورى.

وارد أن يكف الطاغية عن طغيانه، ويبدأ بإجراء إصلاحات سياسية حقيقية، لكن هذا ليس متوقعاً لسبب بسيط وهو أن أى إصلاح يتخذه النظام الديكتاتورى فى أى مكان يؤدى فى النهاية إلى إسقاط ذلك النظام، ولكن بهدوء وبشكل ديمقراطى، وهذه يدركها الطغاة جميعاً، لقد بدأ حسنى مبارك فى سنة 2005 إصلاحاً خفيفاً ومنضبطاً وفق آلياته، ورغم أن الإصلاح كان مقصودا به احتواء حركات الاحتجاج التى بدأت عقب سقوط صدام حسين، وما جرى فى العراق، لكن هذا الإصلاح انتهى إلى الإطاحة به، ولو كان حسنى مبارك قام بإصلاح حقيقى فقد كان سينتهى إلى نفس النتيجة أى أن يغادر موقعه هو وأسرته، ولكن بشكل كريم، وربما اعتبر بطلاً وقتها، كما اعتبر عبدالرحمن سوار الذهب فى السودان، النتيجة واحدة، وهذا ما يدركه بشار الأسد ومن حوله، خاصة أفراد أسرته ودهاقنة حزب البعث.

الشعب السورى لن يتوقف ما لم يسقط بشار الأسد بأى طريقة، لكن الطاغية أصيب بالعمى السياسى والوطنى، فهو لا يرى أماناً لسوريا وحفاظاً عليها فى غير وجوده وبقائه فى موقعه.. الآن علينا أن ندرس ونناقش ما هو قادم، أى حدود التدخل الدولى فى سوريا، هل يكون تدخلاً إنسانياً فقط أم شموليا بقوات «سلام دولية» أم يصل إلى تدخل عسكرى صريح ومباشر، هل تستبق الجامعة العربية وتشكل لجان حماية من القوات العربية أم هل تمارس ضغطاً أقوى على بشار كى يتخلى عن الحكم؟
الصورة مقلقة وكل الاحتمالات مخيفة.





مشاركة




التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

حسام السوري

جامعة مفرقة

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود المصري

الحل كالتالى

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن غلبان

الشعب هو الضحية

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد على

اللهم ارنا عجائب قدرتك فى هذا المجرم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة