كنت قبل25 يناير، وحتى قُبيل سقوط النظام وإحلال الفوضى، وقبيل شيوع الانفلات وانزواء الانضباط، كنت أرى مصر فى طريقاً بلا عودة إلى نهضة اقتصادية تنموية شاملة خُطط لها بإحكام وحكمة أن تصل بها، وبنا كمصريين - إلى نهضة اجتماعية شاملة، ثم نهضة سياسية مكتملة وصولاً إلى تحقيق الديمقراطية المُستدامة التى نُنشدها.
فقد كانت مصر حتى صباح يوم25 يناير السابق تمشى واثقة الخطى متزينة بما لذ وطاب من احتياطى نقدى متنامى، واحتياطى سلعى متزايد وآمن، وقوات شرطة قوية باعتراف دول العالم أجمع، وقوات مُسلحة أقوى تحتل المرتبة 11 بين دول العالم، وقضاء مُستقل ومستقر إلى حدود بعيدة، وعدد سائحين متزايد، ورقم صادرات متصاعد، وحجم إنتاج مُحترم، وانخفاض فى معدل بطالة ..إلخ، إلخ ..
وكانت مصر وقتئذ ترتدى لباساً قشيباً تتدلى منه حُلى لا بأس بها من حرية الرأى والتعبير والصحافة والإعلام، كانت تحتاج فقط لممارسة أكثر ومشاركة أوسع، وكُنت أراها مُتزينة بعلاقات دولية ندية، وثقل عربى واقليمى قوى.
أما الآن فلا أجد مصر إلا ( متباطئة) فى الحركة، وفى السير، وفى القرار، وفى الإنتاج، وفى القدرة على ضبط زمام الأمور السياسية والأمنية والاقتصادية، ومتراجعة فى كل شىء.
تحكمها حكومة عاجزة كبيرة السن ليس لها إلا التفكير فى الماضى، وليس لها إلا البحث عن قرارات ترضية للحاضر، أما المسقبل فهو لا يعنيها فى شىء.
تديرها ( قوات مسلحة) تاركة حدود الوطن الخارجى الأولى بها وتقبع داخل الحدود.
يقضى بين الناس فيها ( قضاة) مُهددين وهُم على منصاتهم الموقرة بأفعال سوقية وقت المرافعة ووقت المداولة وبعد صدور الأحكام قد يقوم بها أهالى المتهمين وأنصارهم رفضاً للأحكام الصادرة بالقوة!!
قائم على أمنها (قوات شرطة) بينها وبين الشعب (جرح غائر) فكلاهما يبحث عن ثقة يتبادلونها، هيهات هيهات أن يجداها.
وأمام هذه الأمور، فمن الطبيعى أن يعجز الفرد منا أن يجد أجابة على سؤال : مصر رايحة على فين ؟!
وإن كنت شخصياً - أتمناها رايحة على كل خير وكل قوة وتقدم ونهضة، ولكن التمنى شئ، والحصول على ما نتمناه شيئاً آخر
فما نيل المطالب بالتمنى !!
فالتحديات حولنا كبيرة كبيرة، والأمانى أكبر وأكبر، ولايُحقق هذه الأمانى إلا عملاً شاقاً شاق، وإلا نية صادقة، وإلا رغبة أكيدة من داخلنا لتحقيق المُستحيل من خلال تغيير الواقع المرير الذى نعيش فيه !!
فهلا ندعو إنفسنا إلى العمل بأقوى ما كُنا عليه قبل 25 يناير،
وإلى الأنتاج بأكثر مما كُنا عليه قبل 25 يناير، وهيا بنا إلى غلق آذاننا عن الأقاويل والأحاديث التى تدعو إلى الفتنة وإلى الفُرقة أو إلى التكاسل وإلى الجمود والرجعية !!
وهيا بنا إلى وقف اعتصاماتنا وإضراباتنا ونبذ خلافاتنا، فتلك هى التى تدعونا – دون قصد ودون نية - إلى الوراء وكأنها تستغل فرصة أن المجلس العسكرى هو الحاكم الفعلى للبلاد فتُنادى علينا النداء العسكرى الحاسم ( للخلف دُر ) ؟!
فهل لنا أن نعى أن هذا النداء الحاسم يستخدم عند تدريب القوات على أعمال قتالية حاسمة سواء فى حالة السلم أو فى حالة الحرب؟!
وأن العيب كل العيب أن نستخدمه ونحن نتدرب على كيفية السعى إلى الأمام لما بعد 25 يناير، لا إلى الخلف لما قبل 25 منه!!
علم مصر
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
فادي
رايحة فين يا مصر
رايحة مشوار وجاية استناني اوعى تغير المحطة
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير احمد مشيمش
* متقلش ايه ادتنا مصر .... قول هاندى ايه لمصر *
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
تستحق الشكر والتقدير أكثر الله من أمثالك!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
مقاله اكتر من رائعه
عدد الردود 0
بواسطة:
ك.م.سعيد عبد الرسول
الأستاذ سعيد سالم مبارك
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو شحاته
مصر مليانه خير
عدد الردود 0
بواسطة:
fares
الي رقم 2
عدد الردود 0
بواسطة:
ياسر
اول مرة
عدد الردود 0
بواسطة:
mohamed
اسأل
مش كنت تسأل الاول قبل ما تركب
عدد الردود 0
بواسطة:
عاطف الشلبي
لصاحب التعليق رقم 5