أحيى أخينا الفاضل الأستاذ خالد صلاح أولا ونقول له حمدا لله على سلامتكم، أما عن كلمته وهذا الخطيب الذى لم يفرق بين المدنية والدولة الدينية، وشعور الأستاذ خالد من ردة فعل الخطيب بعد حواره معه بالتوجس والريبة عليه نقول وإن كانت هذه المقالة قد تحدث شيئاً من القلق والتوتر أو الشكوك أو القرف م الآخر والخوف من حراك الإسلاميين والانتخابات، إلا أننا لا نهتز ولا نتوجس ولا نرتاب! نعم فهذا مخاض التغيير الذى نعيشه جميعا، وإذا لم نتقبل معاناته فلن تولد من بعده الحياة الحرة الكريمة التى نتمناها جميعا وننتظرها ونترقب ساعة الميلاد بشغف!
ولأن غياب الوعى والثقافة والمعلوماتية لدى البعض، حاضر وظاهر واكتشافه فى خطيب واحد أو اثنان من خطباء المنابر وهم كثيرون لا يفسد للود قضية كما يقال ولا نغبن من ثم تأثير التيارات الإسلامية المختلفة، وهى التى لها دور فاعل بين الجماهير من تقديم للخدمات والمعونة خاصة وأن رغبة معظم من نقابلهم ونقف معهم ونشاهدهم أن التغيير القادم هو تغيير ذا صبغة دينية، رغبة وأمنية أن تتغير معه الأخلاقيات ويصبح التوجه بحق لإرضاء الله والذى لن ينصلح حالنا إلا بإرضائه سبحانه وتعالى.
المشكلة التى لاحظتها مع المقال فى عدد التعليقات والجزع الذى انتاب البعض من (كلمة الأستاذ خالد صلاح) فهذا الخطيب لا علم لنا بثقافته ولا معلوماته أو سنه ودراسته أشياء كثيرة والمهم أن ينتابنا القلق حين يقول ذلك مثلا شيخ قائد صاحب جماهيــرية ومسموع الكلمة والفتوى، والمقلق أن توجس خالد صلاح ينتقل أثره إلى كثيرين خاصة الشباب الذى لا يعرف فرقا بين مدنية ودينية، حيث الغياب عن القراءة والاطلاع والاكتفاء بدردشة الفيس بوك والاكتفاء باليوتيوب ومشاهداته ولعل من المناسب الوقوف بإيجاز حول هذا الفرق المسبب للقلق: فأخوف ما يخافه الناس العامة من الدولة الدينية حجب الشهوات فى اللباس بحرية مفرطة وشرب الخمر وتصور ناقص وأحمق لعقوبة السارق، إلى جانب الاحتشام الزائد مثلا والعقاب على أقل هفوة كانت، وفى ذلك تصور جاهل لصورة الدولة والحكم فى الإسلام لا يتسع المقال للتعليق فيها مما يقتضى معه توعية، بينما المدنية أو الدولة هو تسيير شئون الخلق من تحقيق العدل بين الناس فيما يرضى الله، وتحقيق زكاة الأموال تحقيقا فعليا وليس على الورق، وتجنب الربا إلى جانب التكافل الاجتماعى وإنجازه على الأرض، هذا بعض من كثير من التوضيح.
حسبنا يا أخى خالد ما نحن فيه من قلق وتوجس أمنى من اشتباك كل يوم وعراك كل ساعة ومظاهرة واعتصام من أقل كلمة تقال أو تكتب، وتجنبا لإثارة وانفعال غير محمود بين التعريف بمدنية ودينية، من الخير أن ننهض جميعـا للتعريف بالفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية، فلا يختلف اثنان على أن الإسلام دين ودولة وهى قاعدة مشهورة لا يعتريها شك أو يقلل من المعرفة بها جاهل أو متعصب أو حانق، وقانا الله شر الفتن وهدانا ومصرنا الحبيبة إلى شاطئ الأمن والاستقرار.
محمد مسعد البرديسى يكتب: كلمة واحدة إلى الأستاذ خالد صلاح
الجمعة، 18 نوفمبر 2011 05:24 م