لقد أيقظت ثورة شباب التحرير مجموعة هائلة من الآمال والأحلام والطموحات بداخلنا.. جعلتنا ننظر للمستقبل على أنه باهر ومشرق، وسوف تتبدل فيه أحوالنا للأفضل.. فالطفل الصغير أخذ يحلم بمدرسة نظيفة وتعليم راق.. والموظف محدود الدخل حلم بأنه سوف يكبر فى وظيفته ويزداد راتبه.
وخريخ الجامعة اعتقد أنه سوف يجد الوظيفة التى طالما حلم بها، وتناسب تخصصه دون وساطة ولا محسوبية.. وتخيل للحظة أن الجهات المسؤولة قد توقفت عن زراعة نبات الكوسة!.. حتى من لم يكن له مكان يؤويه قال إن ثورته ستصلح الأوضاع من حوله وسوف يجد المسكن المناسب والراتب الثابت الذى يؤهله لحياة كريمة.
هكذا فعلت ثورتنا بنا.. أيقظت ماردا ضخما من الأحلام والآمال والطموحات بداخلنا، اعتقدنا لفترة طويلة أنها قد ماتت.. ولكن فجأة ظهرت وتجددت فى نفوسنا بفضل الله تعالى ثم الثورة التى أدرك الجميع مدى عبقرية المعجزة التى خلقتها لشعب أوشك أن يقتله اليأس والإحباط. لكن مع مرور الوقت اتضح لنا أن الأحلام وهمية والآمال خيالية.. أما عن الطموحات التى تحركنا من أجلها.. فقد تضاءلت فى ظل ما نواجهه من إحباطات لأسباب كثيرة ومختلفة.. وأصبحت فى حجم الذرة لا ترى إلا تحت المجهر.
فالثورة ربما تكون قد غيرت شخصيات وأوضاع معينة لكنها لم تغير ضمائرا.. ولم تصل بعد لعقول وفكر الكثير من المعنيين بالأمر فى بلادنا.. والسؤال هنا هل خدعتنا ثورتنا أم نحن من خدعناها؟!.. من المسؤل عن قتل طموح وآمال أجيال بأكملها؟
ما الذى يمكننا فعله كشباب له آمال وطموحات؟ هل نستسلم للأمر الواقع ونرضى بما وصلنا إليه من إحباط وربما يأس؟.. أم سنتخذ من آمالنا وطموحاتنا قوارب نجاة نعبر بها شواطئ اليأس والإحباط لنصل بها لبر الأمان؟.. تساؤلات كثيرة تتزاحم فى عقولنا ونبحث لها عن إجابة.. فالكل قد سلّم بأن السيئ قد مضى.. لكن القادم كيف سيكون؟ فماذا نفعل؟.. بدأت أحلامنا تهتز وآمالنا تتضاءل.. فهل سنستسلم؟ بالطبع لا.. فنحن نعلم جيدا مدى قدرتنا على صنع المعجزة وكتابة التاريخ.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
شاكر رفعت بدوي
مقال ممتاز
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد سالم
ثورة بيضاء ..باركها رب السماء ..وغدا نحصد السرور والوفاء
عدد الردود 0
بواسطة:
سمر
هذا ما يدور بداخلنا....
عدد الردود 0
بواسطة:
sara
لا للاستسلام والياس
عدد الردود 0
بواسطة:
NerMien abu ali
Great ..
مقالة راااائعة جدا :)
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجدة محمد
قمة التعبير
عدد الردود 0
بواسطة:
امجد
افتكرتة مقال علمى والله...
عموما ربنا يصلح حالك....
عدد الردود 0
بواسطة:
سلمى أبو علي
شكرا جزيلا لكم جميعا
عدد الردود 0
بواسطة:
بطة
إلى الأستاذة سلمى أشكرك على المقالة ولكن لو كنتى قرأتى المشهد جيداً !!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
سحر الصيدلي
جميل ما كتبت