بعد 50 عاماً من العداء المستحكم تم توقيع معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل فى كامب ديفيد برعاية أمريكية.
ولأن العداء بين جماهير الكرة المصرية وصل للأسف إلى مايقارب مستوى العداء بين مصر وإسرائيل، فهل علينا أن ننتظر 50 عاماً لتوقيع معاهدة سلام مصرية مصرية بين جماهير الكرة؟!!.
وقبل أن يستشرى الصراع.. لابد من محادثات فى كامب منصور العيسوى وزير الداخلية بين أطراف النزاع على أن تكون هذه المحادثات برعاية المجلس العسكرى الذى بيده مفاتيح الحل والعقد، وهذا قدره.. ومادام ارتضاه ومرت تسعة شهور من مهلة الست شهور(!)، التى قيل أنها مرحلة انتقالية.. فلابد أن يقوم بواجبه نحوالصراع مع الأعداء المتربصين على الحدود، وواجبه مع الإخوة المتصارعين من أجل كرة يتعامل معها اللاعبون ركلاً بالحذاء.. لكنها بين الإخوة "عداءً وبلاءً".
لقد فشلت جهود كثيرة لرأب الصدع بين جماهير الكرة المصرية.. ومثل هذا الصدع لا يرأبه فى تصورى إلا وازع أخلاقى، أو وازع من ضمير، ووازع دينى، ثم وازع من السلطة، فإن الله تبارك وتعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، لأن هناك نوعيات من البشر يجدى معهم السلطان، أكثر مما يجدى القرآن، فهم يخضعون له أكثر، ويخافون منه أكثر.
ولكن وازع الضمير والإيمان هما بحمد الله متوفران فى مصر، وهما دائما قبل وازع السلطان، لأنهما الأصل وعامل مهم فى الوازع الدينى، وعندما لا يعد هناك وازع ورادع إلا وازع السلطان، فإن ذلك لا يعنى أن نعود إلى الوراء(خلف در) عاماً كاملاً من المسيرة، فلا نلجأ إلى القوة والعنف.
بل بالحسنى، بالترغيب مرة وبالترهيب أخرى، لكن.. لنكن واقعيين، فإن ذلك من الصعب أن يتحقق، ووازع السلطان لا يحظى بالهيبة والجاه والاحترام، مباحثات كامب العيسوى لابد أن يحضرها أصحاب القضية (رؤساء ألتراس الأندية).. لابد من اشركهم فى القرارات وليست التوصيات.. ليكونوا عوامل مساعدة مهمة عند تنفيذها بين الجماهير.. لقد تعثرت توصيات سابقة، لأنها لم تستمع لهم، ورمت الكرة فى حجر إدارات الأندية التى تجد صعوبة فى إدارة الأندية نفسها، فكيف لها أن تسيطر على انفعالات جماهير حاشدة غاضبة.. جعلها تخبط اتحاد الكرة فى قراراته تقف موقف العناد والعداء.
لعقد اتفاقية سلام بين الإخوة الأعداء لابد أن يكون هناك أطرف يخاطبون الوازع الدينى وآخرون يخاطبون وازع الضمير، ووازع السلطان يقول رأيه بوضوح: إن الهدف هو حماية أبناء مصر من أجل مصر الأم والوطن، ولابد أن تفى وزارة الإعلام بوعدها الذى قطعته على نفسها يوم 3 أكتوبر الماضى بإغلاق صنابير السولار التى تسكب سوادها يوميا على سجية المصريين البيضاء، وذلك بوضع حد لتجاوزات البرامج الرياضية.
وفى الختام أدعوكم لتدعو الله معى أن يحمى مصرنا الحبيبة ويحفظها من محلات الجزارة التى افتتحتها، وتروج لها بعض القنوات الفضائية باسم حركى: "برامج التحليل الرياضى"، اللهم آمين.. آمين والسلام على من اتبع الهدى.
حمدى نصر يكتب: كامب العيسوى لمعاهدة سلام مصرية مصرية
الجمعة، 18 نوفمبر 2011 01:59 م
ألتراس كروى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة