"25 يناير" العنوان الكبير الآن وحديث الساعة ولغة العصر، إنها الثورة التى غيرت مسار الأمة وإن اختلفنا على اكتمالها أو بلوغ أهدافها، إلا أنها غيرت مسار الدولة المصرية ومن ورائها العربية نحو طريق حتى وإن لم تكتمل معالمه ولم تتعبد راوفده، إلا أنه الطريق الأفضل والأحسن من المسار السابق الذى كان له منتهى وحيد مظلم، إنه كان مسار الحاكم حتى آخر نبضة قلب حتى وإن كانت تلك النبضات على أجهزة التنفس الصناعى، إنه كان مسار التوريث والحاشية الفاسدة التى كادت تهلك الحرث والنسل إنه كان مسار تزاوج السلطة والثروة وتحكم رجال الأعمال بالنظام السياسى الذى يخدم مصالحهم ويزيد من فحش غناهم على حساب إفقار فئات أخرى من الشعب المصرى.
لاشك أن المسار القادم أفضل بإذن الله ولا شك أنها حسنات ودرجات تحسب لصالح شعب عانى ويلات خنوع لنظام فاسد لعدة عقود، تمرس فيه على الظلم والفساد وساعده سكوت شعبه عن مظالمه.
نعم خلع النظام ويتم محاكمته ورموز فساده وهرب من هرب وسجن من سجن وتفرقت شلة الظلم، وبذلك فرغت سلطات وشغرت مناصب وصار على الشعب الآن اختيار من يتولى تلك المناصب وهذه السلطات التى تدير الدولة الجديدة.
بقى الآن التخلص من بعض الآفات والأنماط التى اكتسبها الشعب ليواجه النظم الفاسدة بقرارتها الخاطئة وقوانينها الباغية حتى كيف حياته مع تلك النظم، فأصبحت الآن عادات وأنماط حياة يجب أن تتلاشى ويتخلص منها الشعب حتى لا يعود إلى لمربع صفر بعد الثورة.
فهل يراقب الناس الله فى أعمالهم وفى حركاتهم وسكناتهم بعيدا عن التفتيشات المفاجئة فى العمل ، وهل ينظم السير بعيدا عن مراقبة الشرطة والأمن، هل تتلاشى ظواهر الرشاوى والإكراميات والدخاخين وتنتهى عبارات كـ "حمدالله على السلامة يابيه" و "الحلاوة ياباشا"، هل يتخلى التجار عن الاحتكار واستغلال الأزمات، والصناع عن الإهمال ويكون هناك إتقان ومراقبة جودة ذاتى، هل يتوقف الزراع والفلاحون عن التهام الرقعة الزراعية فى الدلتا، هل يظل موظفو الحزب المنحل فى أماكنهم يمارسون سلطاتهم يشرعية الواسطة والمحسوبية التى خولتهم تلك المناصب.
أسئلة يجيب عنها الشعب المصرى وحده عندما يبدأ تدريجيا فى التخلى عن تلك الأنماط وعندما يختار نظاما جديدا يخول له سن تشريعات ويساعده على تطبيقها دون إبطاء عندها فقط تكون قد حدثت الثورة.
نشأت النادى يكتب: هل يعود الشعب المصرى للمربع صفر؟
الخميس، 17 نوفمبر 2011 02:48 ص