انقذوا مصر يا أهل مصر الشرفاء!!

قبل أن أدخل إلى الموضوع يجب أن أذكر مناسبتين
أولاهما: أثناء سفرى إلى اليابان بدعوة من الجمعية اليابانية للجراحة إبريل 2010 لحضور المؤتمر السنوى لجمعية الجراحين اليابانية وفى حفل الافتتاح عرضت مقدمة الحفل وهى يابانية وبدون مقدمات وأول كلمة بعد الترحيب قالت: بدأ التاريخ من مصر وبعدها اليابان وتأثرت كثيراً وكدت أن أبكى من هذه المقولة.

ثانيهما: اتصل بى أستاذ من أشهر علماء جراحة الكبد ورئيس فريق زراعة الكبد فى مدينة استراسبورج بفرنسا كان قد زار مصر لأول مرة فى أكتوبر 2010 فى المؤتمر الدولى للجهاز الهضمى الذى عقد لأول مرة فى مصر فى قاعة المؤتمرات، وذلك ضمن ستمائة خبير ومحاضر أجنبى من خمسة وستين دولة على مستوى العالم وفى غياب الإعلام المصرى فى ذلك الوقت، هذا الأستاذ اتصل بى بعد ثورة 25 يناير بشهر وقال لى بالحرف الواحد "إنكم قمتم بثورة جميلة ليوم واحد وبدأتم تحرقون بلدكم الجميلة التى لم أر أجمل منها فى حياتى" فهى لا تستحق منكم ذلك إن لم تحافظوا عليها فى هذه الأيام الحرجة ستندمون على ذلك ندمًا شديدًا وسوف تذكر لكم الأجيال القادمة أنكم فرطتم فى أهم وأعظم فرصة فى تاريخ مصر الحديث لى تثبوا على ما تستحقونه من المكانة السامية بين الأمم الراقية.

بعد هذه المقدمة التى لها معنى ومغزى كبير
لقد قامت الثورة يوم 25 يناير وكنا سعداء بهذا اليوم الجميل، اليوم الفاصل فى تاريخ البلاد ولكن للأسف انقضت على البلاد أحزاب وطوائف وشيع كل منها له مأرب خاص وتنفيذ أجندات خارجية أصبحت معروفة للمنطقة خاصة وللعالم أجمع لتفتيت وحدة هذا البلد والزج به فى حرب أهلية لا يعلم نتائجها إلا الله. وأنا شخصيا لا اتهم حزباً بعينه ولكنى أتهم جميع الأحزاب والطوائف بالمشاركة فى هذه المسئولية فبدلا من أن يثبتوا للعالم وللنظام السابق أنهم قادرون وأن الشعب قادر على تغيير الفساد فى الماضى إلى الحرية والديمقراطية والتقدم واحترام الفرد لنفسه وإحساسه بعزته وكرامته التى سلبت منه منذ زمن بعيد. هذا التطاحن والأنانية والصراع المستمر على كراسى ليس لها قيمة فى هذا الوقت بل هى عبء على من يشغلها تحول المجتمع المصرى من مجتمع آمن إلى مجتمع تسود فيه شريعة الغاب بدءاً من الجامعات التى يقودها ويسيطر عليها الطلاب الخارجون عن الأعراف الجامعية مما أدى إلى إهانة الرموز العلمية من الأساتذة ورجال العلم بدعوى وهمية، وهى أنهم ينتمون إلى فلول النظام السابق وبهذا المنطق نعتبر كل من عين بالجامعات قبل 25 يناير هو من فلول النظام السابق وبالتالى يجب فصله أو التخلص منه (فصل وطرد جميع أعضاء هيئة التدريس بداية من المعيد حتى رئيس الجامعة) وتغلق الجامعات حتى نأتى بأعضاء هيئة التدريس ليسوا من الفلول!!!

تسللت البلطجة حتى إلى العدالة ممثلة فى القضاء والمحامين وسقطت هيبة الدولة عندما قام كل من يدعى أنه ثورى بالتهكم والسب العلنى للمسئولين بالدولة والدور الغير معروف لمعظم رجال الإعلام من التليفزيون والصحافة والأدباء وأن كل ما يهمهم الآن هو الحديث عن الماضى وليس طرح الحلول للمستقبل والتصورات المدروسة لتحسين أوضاع المواطن المصرى المسكين الذى أصبح يعانى من فقر مدقع وقد ازداد فقرًا على فقره مع الارتفاع المتزايد فى أسعار السلع الغذائية الأساسية وعدم الإحساس بالأمان.

أطالب هؤلاء الذين يتقاضون الملايين من الداخل والخارج أن يتقوا الله فى هذا البلد ويتوقفوا عن إثارة البسطاء من عامة الشعب لأنهم انكشفوا أمام الشعب والكل يعرف تاريخ كل منهم..

هل يعقل أن تحدث بلطجة وإطلاق نار فى تسع محافظات فى يوم واحد (ثلاثين بالمائة) من محافظات مصر؟! أعتقد أن من يتحدث فى هذه الأيام عن انتخابات فى ظل هذا الانفلات الأمنى المريع فهو واهم لأنه يجب أن تعود للدولة هيبتها أولاً بأى صورة من الصور حتى لو اضطر المجلس العسكرى إلى تطبيق صارم لقانون الطوارئ لمدة عام أو اثنين وبدلا أن يعود الأمن للوطن نفكر فى انتخابات فى جو الحرية والديموقراطية والأمان، وأخيرا هذه كلمة أمام الله
إن لم تقفوا وتنقذوا هذا البلد ستصبحون مثل العراق والسودان بل ربما أسوء لأن مصر هى الأم التى يرتمى فى أحضانها جميع الدول العربية فاذا انهارت الأم انهار العالم العربى بأسره وهذا هوا المخطط الذى يريده الأعداء بهذه الأمة..

أنا لم أنتمِ لأى حزب فى الماضى أو الحاضر أنا مواطن مصرى أخاف على هذا البلد ولا أبغى منصباً حاليًا ولا مستقبلا..

• استاذ بجامعة المنصورة