وأضاف أمانى فى كلمته التى ألقاها خلال مؤتمر "العلاقات العربية الإيرانية" بالمركز الدولى للدارسات المستقبلية والإستراتيجية، أن إيران اتخذت خطوات تفاعلية من أجل التقارب العربى، "إذ اتخذت خطوات عملية بشأن إجراء سياسات تقريب للمذاهب الإسلامية، ودعمت قضية فلسطين بكل جوانبها، ولديها القبول لدفع الثمن فى كل الساحات، هذا بالإضافة إلى اتخاذ موقف سليم عند احتلال الكويت من جانب صدام، وبذلت الجهود بشأن تخفيف آلام الكويتيين واستضافت الكثير منهم.
وأكد أمانى، أن إيران ليس لديها أى توجهات، ولا تريد إنشاء إمبراطورية فارسية كما تذكر الصحف ووسائل الإعلام، وأن العلاقات العربية والإيرانية كانت فى أحسن حالاتها وقت حكم الشاه الإيرانى الذى كان على علاقة طيبة مع إسرائيل، فى حين أنه الآن وبعد أن قطعت إيران علاقتها بإسرائيل أصبحت العلاقات مع العرب متوترة، وهاجم العرب إيران واتهموها بأنها تريد فرض سيطرتها على المنطقة.
وقال الدكتور مصطفى اللباد، مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، إن إيران خلقت لبلادها حدوداً مجازية مع إسرائيل بعد أن وطدت علاقتها بالنظام السورى وحزب الله فى لبنان، حيث أصبح لها وجود استراتيجى وسياسى هناك، وذلك من خلال دعم حركات المقاومة الشعبية، كوسيلة لمهاجمة "الكيان الصهيونى".
وأكد اللباد، أن إيران لن تستطع المقايضة على نظام الأسد كثيراً، وأنها تحاول حاليًا إيجاد حلا مناسبًا لإنهاء الأزمة الطاحنة فى دمشق، حيث إنه بمجرد سقوط النظام السورى مثل الأنظمة السابقة فى مصر وتونس وليبيا، ستتغير معالم إيران فى المنطقة ككل، التى كانت بمثابة المرجعية الإقليمية الوحيدة للنظام السورى.
وعلقت الدكتورة نفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إيران على خصومة مع دول مجلس التعاون الخليجى، ولاسيما البحرين والسعودية، وقد تكون بينها وبين قطر والإمارات علاقات تجارية، وخاصة دبى، مضيفة "نجد تعامل الخليج مع ثورات الربيع العربى أكثر التفافاً من الدور الإيرانى فى المنطقة".
وأوضحت مسعد أن الخليج حاول الالتفاف على الربيع العربى بكافة أشكاله سواء فى مصر وأيضا البحرين، حيث برز الدور القطرى فى ترويض الثورات العربية، حتى لا يصل لها نسيم الربيع العربى.
وأكدت مسعد، أن أكبر خسارة تعرضت لها إيران منذ انقطاع علاقتها بالعرب هو خسارة الشعوب وليس النظم، لأن النظم زائلة والشعوب باقية، مشيرة إلى النموذج التركى الذى نجح فى التعامل مع ثورات الربيع العربى وكسب ود الشعوب المحررة.
وتحدث نقيب الصحفيين ممدوح الولى، رئيس القسم الاقتصادى بصحيفة "الأهرام" عن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإيران قائلا: " تسبب قطع العلاقات بين مصر وإيران عام 1980 فى محدودية حجم التجارة بين البلدين خاصة أن الاقتصاد مازال تابعًا للعلاقات السياسية بالمنطقة العربية ككل، ورغم وجود مصالح تجارية بين البلدين، يحققها زيادة التبادل التجارى بينهما، إلا أن التوتر الذى شاب العلاقات لسنوات قد نتج عنه إحجام رجال الأعمال عن زيادة حجم التجارة".
أضاف الولى، أنه بعد ثورة 25 يناير زادت التوقعات لعودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران، وبالتالى زيادة معدل التبادل التجارى، إلا أن حساسية الموقف المصرى تجاه دول الخليج العربى من ناحية وحاجة مصر للمساندة المالية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية التى مازالت على علاقات متوترة مع إيران، كان له أثره فى استمرار العلاقات الدبلوماسية والتجارية على حالها بين مصر وإيران، ويرى البعض أن أسباب التخوف من تدعيم موقف التيارات الإسلامية التى زاد نفوذها بعد الثورة المصرية على الساحة السياسية المصرية.
ودعا الولى إلى إمكانية زيادة التبادل التجارى بين البلدين عن طريق تنظيم زيارات مكثفة متبادلة ما بين أعضاء الغرف التجارية والصناعية بالبلدين، للاطلاع الميدانى على المنتجات الخاصة بكل بلد، إلى جانب تبادل المعلومات التفصيلية عن المناطق الصناعية والمنتجات الخاصة بها، كما يحتاج الإعلام الاقتصادى والمرئى إلى زيارات متبادلة للتعرف الميدانى على تلك المناطق الصناعية ومنتجاتها، وذلك لتكوين صورة ذهنية عن إنتاج كلا البلدين.





